مع تكبده خسائر فادحة.. 5% من الأراضي العراقية تحت سيطرة داعش
السبت 15/يوليو/2017 - 02:19 م
طباعة
مع الهزيمة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي "داعش" في العراق، عقب سيطرة القوات العراقية علي أخر معاقل داعش في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقي، اليوم السبت 15 يوليو 2017 ، عن تكبد التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والأسلحة والمقار في أخر وأخطر معقل له غربي العراق، بالمحاذاة مع الجارة سوريا، إثر ضربات نوعية لطيران القوة الجوية.
ووفق تقديرات عسكرية، لم يعد التنظيم يسيطر اليوم إلا على 5 % من مساحة العراق.
وقالت الخلية في بيان لها اليوم، "وفقاً لمعلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن صقور القوة الجوية، يوجهون ضربات جوية تسفر عن تدمير أربعة مقرات ومخازن للأسلحة والأعتدة تابعة لعصابات "داعش" الإرهابية، في قضاء القائم غرب الأنبار، غربي البلاد".
وأضافت الخلية، أن الضربات الجوية، أسفرت أيضا عن مقتل العشرات من عناصر "داعش" الإرهابي، وإتلاف عدد كبير من الأسلحة والاعتدة التي كانت بداخل المخازن والمقرات.
ويعتبر قضاء القائم، أخطر وأخر معاقل تنظيم "داعش" في العراق، بعدما نقل إليه أبرز قادته وعناصره من الموصل التي خسر سيطرته عليها، ومن مناطق هيمنته في الأراضي السورية.
وخسر تنظيم "داعش" الإرهابي أغلب مناطق سيطرته في العراق، وما تبقى له فقط ثلاثة أقضية هي "عانة، ورواة، والقائم" غرب الأنبار المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة البلاد.
ووفق التقديرات فإن المساحات المتبقية تحت سيطرة التنظيم، لم تتعد الـ5%، وهي تلعفر، العيّاضية، الحميدات، الحويجة، سلسلة جبال حمرين، غرب الأنبار، أيسر الشرقاط، عنة، رواة.
وحسب تقارير فإن تلعفر هي مدينة ذات حساسية قومية وطائفية واقليمية، سيطر داعش عليها بعد يومين من السيطرة على الموصل في الـ 10 من يونيو 2014 واتخذها معقلاً.
تقع المدينة غرب الموصل بنحو 70 كيلومتراً على المثلث حدودي مع تركيا وسوريا، ويبلغ عدد سكانها الاصليين نحو ربع مليون نسمة غالبيتهم من التركمان المقسمين على السنة والشيعة، فضلاً عن العرب السنّة.
وكان أردوغان قد هدد بالتدخّل العسكري في حال شارك "الحشد الشعبي" باقتحام المدينة لأسباب تتعلق بصراع التركمان الشيعة والسنة، ودارت اتهامات بين العبادي وقادة فصائل الحشد الشعبي بشأن تأخر استعادتها في الفترة الأخيرة.
وبالغرب من تلعفر وعلى نحو 11 كيلومتراً يسيطر داعش على العيّاضية ويسكن فيها العرب السنّة والتركمان والمسيحيين الأرمن، وكذلك يسيطر التنظيم على الحميدات الواقعة على بُعد 50 كيلومتراً شمال غرب الموصل المكون من العرب السنة (قبيلة شمر) والمسيحيين.
أما الحويجة، هي مدينة كبيرة يتجاوز سكانها 500 ألف نسمة، تقع إلى الجنوب الغربي من كركوك وتتكون من العرب السنّة وتُعتبر منطقة زراعية خصبة وسقطت بيد داعش في 18 يونيو 2014، ويحتجز سكانها ويمنعهم واطلقت جهات عدة تحذيرات من الوضع الإنساني المزري فيها.
والحويجة محاصرة تقريباً من جميع الاتجاهات من قبل الحشود العشائرية والمحلية والحشد الشعبي وقوات البشمركة الكُردية ويرجح تأخر انطلاق معركة استعادتها الى ما بعد تلعفر.
سلسلة جبال حمرين، تشير لتقديرات العسكرية إلي سيطرة تنظيم داعش على نحو 40% من هذه السلسلة الجبلية التي تربط كركوك بمحافظة ديالى التي كانت مضطربة على الدوام منذ 2003. وتواجه القوات العراقية والتحالف الدولي تحديات في إخراج التنظيم منها بسبب التكوين العشائري لهذه المنطقة وصعوبة تنقّل الوحدات فيها بسبب الوعورة اضافة الى وجود مخابئ داخل الجبال التي يستفيد منها التنظيم وباقي الجماعات المسلحة. وكانت ديالى اول عاصمة للتنظيمات الجهادية في العراق، وتتضمن مناطق خالية من السكان.
وعلي الرغم من أن القوات العراقية استعادت الشرقاط إلا أن الساحل الأيسر لها الواقع غرب دجلة ما زال تحت سيطرة تنظيم داعش.
والشرقاط تقع إلى الشمال من محافظة صلاح الدين ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة من العرب السنّة ودارت اتهامات بين محافظ صلاح الدين ويزن مشعان الجبوري الذي يقود فصائل تابعة للحشد حول تهريب الأغذية والمتاجرة بالمعونات للسكان المتبقين في هذه البقعة الجغرافية.
وفي غرب الأنبار، مازال تنظيم داعش يسيطر على قضاء القائم 480 كم شمال غرب بغداد على ضفاف نهر الفرات قرب الحدود العراقية السورية بمحاذاة البوكمال، يقطن القضاء زهاء 200 ألف نسمة من العرب السنّة من عشائر الدليم والراويين والعانيين والهيتاوييين.
عنة، هي مدينة صغيرة تقع على ضفاف الفرات إلى الغرب من الأنبار، يقطنها نحو 50 ألف نسمة من العرب السنّة ويتخذها التنظيم حالياً معقلاً رئيسياً له.
راوة تقع مدينة راوة في الطرف الثاني من مدينة عنة غرب الأنبار، ويسكنها نحو 40 ألف نسمة من العرب السنّة. يفرض التنظيم سيطرته عليها بشكل محكم، وفشلت حملات عسكرية سابقة للجيش العراقي في السيطرة عليها.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن السيناريوهات المتوقعة لمستقبل "داعش" وفق المراقبين، تسرب أفراده وانتقالهم إلى مناطق عراقية أخرى مكونين جيوبا جديدة، أو الانتقال إلى الأراضي السورية، حيث ما يزال التنظيم يسيطر على مناطق شاسعة على الحدود بين البلدين، وبجانب ذلك يطرح المراقبون، احتمالات عودة المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم إلى بلدانهم الأصلية التي قدموا منها، حيث تزيد المخاوف في ظل هذا الاحتمال من تحول هؤلاء إلى ما يعرف ب(الذئاب المنفردة) الذين يقومون بشن هجمات منفرده لكنها توقع العديد من الضحايا.
ويري المراقبون أن الاحتمال الأقوى يتمثل في انتقال مقاتلي "داعش" الفارين من العراق ومن سوريا في حالة حسم معركة الرقة، إلى مناطق صحراوية شاسعة في دول تشهد نزاعات داخلية، ومن الدول التي يعتقد المراقبون بأن "داعش" سيختارها لمواصلة عملياته أفغانستان وليبيا، حتى وإن لم يتمكن من الإعلان مجدداً عمّا يسميه "دولة الخلافة" كما كان في السابق، أي خلال احتلاله لمناطق واسعة في العراق وسوريا وكثيرون يلاحظون التواجد المتزايد للتنظيم في منطقة سيناء المصرية وأيضا على الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.
وفي 10 يوليو الجاري أعلن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تحرير مدينة الموصل من قبضة الدواعش، وأن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات إعمار المدينة التي تعرضت العديد من جوانبها إلى عمليات تخريب ودمار.
وطالب مراقبون بضرورة قيام الحكومة العراقية بتطبيق برامج اجتماعية وثقافية وتنموية تحقق العدالة الاجتماعية وتمنع سياسات التهميش الممنهج التي كانت تتبع ضد الأغلبية السنية منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق صدام حسين.