تتزايد فرص طرد عناصر تنظيم داعش من الرقة فى ضوء تزايد الضربات السورية والمدعومة من موسكو للعناصر الارهابية على الأراضي السورية عامة ومحيط الرقة خاصة، يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه بعض التقارير أن الجيش الوطني السوري يقف حاليا على بعد 30 كلم عن مدينة الرقة الخاضعة لداعش، وأن القوات السورية تستطيع تحرير المدينة خلال 5 ساعات، والاشارة إلى أن معركة الرقة فسمت إلى 3 مراحل، الأولى بدأت بتحرير مطار كويرس ومن ثم تمكن الجيش من الوصول إلى الأطراف الجنوبية الغربية للرقة".، والمرحلة الثانية من المعركة تضمنت تحرير مدينة الرصافة ومئات الحقول النفطية في المنطقة وتمكن الجيش من تأمين وضمان سلامة طريق السيارات بين الرصافة -أثريا الذي يصل بين محافظات حلب والرقة وحمص، أما المرحلة الثالثة هي حاليا قيد التنفيذ وخلالها وصل الجيش إلى منطقة تقع على بعد 10 كم عن نهر الفرات و 30 كيلومترا عن الرقة، ويمكن للجيش الوصول إلى المدينة خلال 5 ساعات ولذلك بات تحرير الرقة يرتبط بلحظة بدء الهجوم.

تترافق العملية العسكرية للجيش مع عملية إنسانية، وجهزت القوات المسلحة في الرصافة مراكز إيواء مؤقتة، وتقدم الخدمات هناك للنازحين من الرقة.

من جانبها أعلنت جيهان شيخ أحمد الناطقة الرسمية باسم قيادة أركان عملية " غضب الفرات" أنه تم تحرير حوالي نصف مدينة الرقة تقريبا من مسلحي داعش، والإشارة إلى أن عملية تحرير الرقة التي تعتبر عاصمة "الدولة الإسلامية" والمعقل الأساسي لمسلحي هذه الجماعة الإرهابية في سوريا، بدأت في عام 2013، وتنفذ العملية وحدات المعارضة المسلحة من القوى الديمقراطية السورية التي تشكل وحدات الحماية الشعبية الكردية هيكلها الأساسي.

قالت شيخ أحمد إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية اخترقت خط الدفاع الثاني لمسلحي "داعش" وباتت تسيطر حاليا على 45% من مدينة الرقة، وأشارت إلى أنه تم خلال 47 يوما منذ بدء العملية تحرير 8 أحياء سكنية في المدينة وتتواصل المعارك والقتال في 6 أحياء أخرى.

يذكر  أن "قوات سوريا الديمقراطية" بدأت الهجوم على الرقة في بداية يونيو وتلقت هذه القوات خلال ذلك دعما جويا من طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

من ناحية أخري أعلنت وزارة الدفاع الروسية، انطلاق عمل نقطة تفتيش جديدة، أقامتها الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع الجيش السوري في غوطة دمشق الشرقية، والتأكيد على أن العسكريين الروس والسوريين يفتشون وسائل النقل التي تعبر النقطة ويفحصون أوراق سائقيها وركابها ويبحثون عن الأسلحة والذخائر بهدف ضبط الأمن والاستقرار في إحدى مناطق تخفيف التوتر المعلنة في البلاد.

وطاقم النقطة يضم 4 عسكريين يعملون بالتناوب، وذلك في منطقة يبلغ عدد مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" المتواجدين فيها نحو 9 آلاف، حسب تقديرات الطرف الروسي.

يذكر أن الفريق أول سيرجي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية، أعلن أمس أن مفاوضات أجريت في مصر بين ممثلي وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة توجت بالتوصل إلى اتفاق بشأن نظام إدارة منطقة تخفيف التوتر في الغوطة الشرقية.

أوضح المسؤول الروسي في هذا الصدد أن الاتفاق المبرم يقضي خصوصا بإنشاء نقطتي تفتيش و4 نقاط مراقبة للشرطة العسكرية الروسية في المنطقة.

على صعيد أخر أعرب سفير قطر لدى روسيا فهد بن محمد العطية عن دعم الدوحة لجهود روسيا في أستانا وجنيف مشددا على ضرورة حفظ التسوية حقوق الشعب السوري واستنادها إلى الشرعية الدولية.

قال العطية: "قطر تدعم جهود روسيا في أستانا وجنيف وتدعم تسوية سياسية تحفظ حقوق الشعب السوري"، مشيرا إلى استعداد قطر لتكون الدوحة حلبة يلتقي عليها الفرقاء بما يخدم تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن.

أضاف: "نعتقد أن التدخل التركي أو الوجود العسكري التركي في سوريا، يأتي ضمن التعاون القائم بين كافة الدول في إطار التسوية. فتركيا عضو في الناتو، وشريك استراتيجي للكثير من بلدان المنطقة، مما سيمنح دورها الأهمية في الملف السوري وملفات أخرى كثيرة. التعاون بين قطر وروسيا مستمر في ميادين الدفاع والاقتصاد والسياسة".

وعلى صعيد التعاون القطري الروسي في الملف السوري، قال العطية:"نحن نقدّر ونحترم وندعم هذه العملية السياسية بين الفرقاء، ونضم دورنا إلى دور روسيا والدول الفاعلة في حل هذا الخلاف، الذي كان له تكاليف كبيرة على المنطقة". "نحن نريد أن نرى مستقبلا واعدا للأشقاء في سوريا، وأن يتم الاتفاق بينهم في أسرع وقت ممكن على وقف إطلاق النار".

نوه بقوله "نحن لا نقول إن هناك مسارا آخر نريد أن نشيده، بل متمسكون بمسار أستانا أو مسار جنيف. الدوحة ملتزمة بمسار جنيف وندعم مفاوضات أستانا، التي تقودها روسيا، ولن نتوقف عند ذلك، وإنما سنقدم أي دعم ممكن حتى نصل إلى الحل المناسب، الذي يرضي جميع الأطراف ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية".

من ناحية اخري أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، عن إيصال أول قافلة من المساعدات الإنسانية الى الغوطة الشرقية بريف دمشق اليوم مشيراً إلى أنها نقلت حوالي 10 أطنان من المنتجات الغذائية واللوازم الطبية الأولية.

نوه مركز المصالحة: "تم تسليم المساعدات الإنسانية تحت إشراف ممثلي مجموعات المعارضة في نقطة التفتيش التابعة للشرطة العسكرية الروسي في منطقة مخيم الوافدين، ومن هناك توجهت الشاحنات المحملة بالأغذية والأدوية برفقة ممثلي المعارضة إلى مدينة دوما".

كان مندوب روسيا الدائم في مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، أعلن، في وقت سابق، أن قافلة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية ولجنة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري، والتي تتألف من 51 شاحنة، وبدعم من قبل روسيا، قد نجحت بإيصال المساعدات الأولية إلى الغوطة الشرقية.