تيار الحكمة الوطني .. تغيير أم مناورة سياسية في العراق
الأربعاء 26/يوليو/2017 - 02:26 م
طباعة
اعلن الزعيم الشيعي عمار الحكيمن عن تشكيل حزب سياسي جديد، استعداد للانتخابات البرلمانية العراقية، وسط صراعات داخل المجلس الاعلي الإسلامي اهم تكتل سياسي شيعي في العراق، ليدشن خروجه من الأعلي الاسلامي بداية مرحلة جديدة للحياة السياسية في العراق.
تيار الحكمة الوطني:
اعلن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، الإثنين 24 يوليو 2017، انسحابه من قيادة المجلس وتشكيل حزب جديد بإسم "تيار الحكمة الوطني"، مشيرا الى ان تياره الجديد يعتمد على الدماء الشابة.
وقال الحكيم في كلمة له، ان "نشكر اخوتنا في المجلس الاعلى الاسلامي لتحملهم معنا في السراء واضراء ونعلن تشكيل تيار الحكمة الوطني".
مشيراً ان "الوطن بحاجة لتيار سياسي يحتضن الكفاءات ولا سيما الشابة التي تجمع بين الاصالة والتجديد وينطلق في نظريته الاقتصادية من تحرير الاقتصاد من تحكم الدولة".
واضاف انكم "لم تقصروا يوما بواجب أو نصيحة ووقفتم في المنعطفات الكبيرة والتحديات الصعبة وقد تشاركنا الألم والفرح والدموع معاً وامتزجت دماؤنا وعَرَقُنا وأمالنا وطموحاتنا، فلكم منا كل التقدير والاحترام وكنتم دائما كرماء ونراكم دائما على خير وفي الخير وسنعمل معا في بيتنا الأكبر وساحتنا الاشمل حيث العراق الذي يجمعنا اليوم كما يجمع رفات شهدائنا الذين سقطوا على طول الطريق وستكونوا دائما قريبين على القلب كما هم كل العراقيين المخلصين الشرفاء".
وأكد الحيكم، "أنها ولادة جديدة ،يستحقها العراق وتستحقونها انتم الأوفياء كي تداووا جروح هذا الوطن ،وتنطلقوا بمشروعكم الوطني الجامع وان تكون ساحتُكم الكبرى العراق وحدودُكم في الانتماء والكسب لتياركم الوليد هي الوطنية الصافية والعشق العراقي الأصيل فمن ملوحة مياه الخليج حيث الفاو الصابر إلى قمم جبال كوردستان الشامخة ومن عمق الاهوار إلى نواعير حديثة ليكون مشروعكم جامعا شاملا محبا متسامحا، ولتكن الوطنية والإخلاص لهذا الوطن هي قياسكم ومقياسكم فانتم الإخوة والأنصار والأهل والعشيرة وانتم الوطن والتاريخ والمستقبل ، وانتم حدقات العيون ورائحة الوفاء التي لا تنقطع".
واضاف انكم "لم تقصروا يوما بواجب أو نصيحة ووقفتم في المنعطفات الكبيرة والتحديات الصعبة وقد تشاركنا الألم والفرح والدموع معاً وامتزجت دماؤنا، مبيناً بأن "عراق 2017 يختلف كثيرا عن 2003 وعلى القوى السياسية الفاعلة والمخلصة ان تعي هذا الاختلاف مثلما وعيناه نحن في تيار الحكمة الوطني ".
وتابع ان ” نشكر الجارة ايران وقائدها السيد علي الخامنئي وشعبها الابي على مواقفها الكبيرة في دعم العراق وكذلك المرجع الاعلى السيد علي السيستاني والقوى السياسية الاخرى".
لماذا تيار الحكمة:
وقال القيادي في "تيار الحكمة الوطني" الجديد، رعد الحيدري، ان إطلاق الحكيم التجمع الجديد (تيار الحكمة الوطني) امرا قويا في الساحة العراقية، لافتا الي ولادة تيار الحكمة تستحق الوقوف ملياً عند هذا الانسحاب من كيان عمره أكثر من 35 عاماً رغم رمزية المجلس الأعلى لبيت الحكيم.
وأوضح أن "أساس دوام هذا التيار هو ترك هذا الإرث (المجلس الإسلامي الأعلى) لما يراه من اصطدام مشروعه الشبابي الوطني ببعض الرؤى التي خالفته من اخوانه المخضرمين في المجلس الاعلى وقرر احتراماً لاخوته المؤسسين وعدم الكسر بهم أن يبدأ بعنوان جديد على أساس بناء دولة عراقية تحفظ فيها الحقوق بشكل منسجم شامل وأوسع من المشروع الضيق الذي كان يعمل به المجلس الأعلى".
ومضى بالقول: "أوضح جلال الدين الصغير وباقر جبر الزبيدي بصراحة وجود اختلاف في الرؤى وهذه حالة طبيعية، لقد حاولنا مراراً بقدر الامكان ايجاد نوع من الانسجام في الأفكار والاختلاف بين الجيلين لكن دون جدوى، وأحد الأسباب المهمة للاختلاف هو اعتماد الحكيم على الشباب في المجلس الاعلى حيث تجدهم الآن على رأس المكاتب ولهذا انضمت أغلب الكوادر الشبابية إلى التيار الجديد إضافة إلى أغلب أعضاء كتلة المواطن في البرلمان العراقي وفي مجالس المحافظات، فيما قرر عادل عبدالمهدي البقاء في توجيه المجلس الأعلى".
وأكد أن "المجلس الأعلى لا يزال قائماً برجالاته، لكن السيد الحكيم اصطدم في تفاصيل تطبيق الخطط الاستراتيجية مع القادة المخضرمين في المجلس ما أدى إلى التأخر في تطبيق مشروعه بسبب هذا الاصطدام، ونحن في (تيار الحكمة الوطني) الجديد نعمل على مفاهيم الشهيد المحراب".
وبشأن الدور الإيراني قال الحيدري، إن "وفداً من المجلس الأعلى زار طهران للتشاور من أجل حل بعض الاشكاليات وأكد المسؤولون الإيرانيون على ضرورة بقاء المجلس الأعلى موحداً، لكن السيد الحكيم ارتأى البدء بمشروع جديد لأنه اقتنع بأنه لا جدوى من الاستمرار"، مشيراً إلى أنه "ليس هناك انفصال تماماً بين المجلس الأعلى وتيار الحكمة الوطني وهم (المجلس الأعلى) الأقرب إلينا في هذه الفترة في جميع مجالات التعاون".
وكان تقرير أمريكي، في العاشر من يولو 2017 قد كشف عن تفاصيل الانشقاقات في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، مؤكدًا أن الكثير من قيادات المجلس غاضبة من سياسة تقريب الشباب وعزل القادة المخضرمين، التي ينتهجها عمار الحكيم، رئيس المجلس، ورئيس التحالف الوطني.
وذكر موقع "المونيتور" الأمريكي أن، " ان المجلس الأعلى الاسلامي الذي تأسّس في إيران على يد محمد باقر الحكيم في ثمانينيات القرن الماضي، ومن أهم الشخصيات التي شاركت في عملية التأسيس، الأمر الذي يعني أن هذا الحزب الشيعي (المجلس) بدأ بتغيير جلده وفق رؤية زعيمه الحالي عمار الحكيم، الذي أطلقها قبل حوالى عام لتجديد دماء المجلس بالشباب".
للمزيد اضغط هنا
تغير أم مناورة:
يري كثيرا من المراقبون ان العراق مقبل على حراك سياسي كبير تقوم بها كل الجهات المتواجدة في الساحة العراقية فمن الطبيعي جدا ان تقوم كل جهة بفعل ما يخرجها من اطار الكلاسيكية ويجعلها تواكب التطورات ومناغمة رأي الشارع الرافض لكثير من الامور .
فيما يري اخرون أن الانشقاق داخل المجلس ضربة جديدة للتحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق، والذي كشف بشكل جلي التباين بين مكوناته من الحرس القديم والجيل الجديد.
بيمنا يري تيار ثالث ان اعلان تيار الحكمة الوطني، هو مجرد تغيير الجلد، ومحاولة استباقية لخوض السباق الانتخابي المقبل لذي يجري الإعداد له بشكل يبقى على تركيبته الحالية مع بعض التغييرات الثانوية التي لا تمس ركائزه الاساسية.