تزايد العنف فى فرجينيا..واتهامات لترامب بتعزيز أفكار التطرف
الإثنين 14/أغسطس/2017 - 10:26 م
طباعة
اعلان حالة الطوارىء في فرجينيا
تجددت أعمال العنف بمدينة شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الأمريكية في وقت يشهد تصاعدا كبيرا في نشاطات الحركات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، فى الوقت الذى يري فيه محللون أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة كان له دور مهم في اعادة الحياة للتوجه الذي يرفض الايديولوجيتين اليسارية والمحافظة المعتدلة في البلاد، وأن وسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في الترويج للايديولوجيات اليمينية المتطرفة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اكد فيه قال مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض انتوني سكاراموتشي إن أشخاصا في واشنطن يعملون ضد مصلحة الرئيس دونالد ترامب، وكشف سكاراموتشي في تصريح لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية أن هناك "عناصر" في البيت الأبيض تحاول الإطاحة بترامب، وإنه "حدد بعض الأسماء" .
هذا هو أول تصريح لسكاراموتشي منذ إقالته من منصبه بعد عشرة أيام فقط من توليه المنصب.
وكشف المركز القانوني الجنوبي للفقر، وهي مؤسسة أمريكية بارزة تدافع عن الحقوق المدنية، إنها تراقب الآن أكثر من 1600 جماعة متطرفة ناشطة في الولايات المتحدة.
التطرف ينتشر فى فرجينيا
ويفسر محللون اليمين الأمريكي البديل بأنه عبارة عن مجموعة متنوعة من المحرضين والناشطين الذين يكرهون ما يسمى "بالتواؤم السياسي" ويساندون الرئيس ترامب، ولكن النقاد يقولون إنهم عبارة عن عنصريين بيض متعصبين، ويعتقد على نطاق واسع بأن تصاعد هذه الحركة في الآونة الأخيرة شجعها الى حد ما الخطاب الذي اعتمده ترامب في حملته الرئاسية والذي اتهم بسببه "بالعنصرية" خصوصا فيما يخص معادة اليهود والمسلمين، لكن ترامب من جانبه دان هذه الجماعة دان في نوفمبر 2016 وقال إنه يتبرأ من آرائها.
كانت الجماعة قد بدأت تظهر في الاعلام العام عندما نشر ترامب - الذي كان آنذاك مرشحا رئاسيا - تغريدة في يوليو 2016 تضمنت صورة لمنافسته هيلاري كلينتون والى جانبها نجمة سداسية تشبه نجمة اسرائيل وقال فيها "أفسد مرشحة في التاريخ".
وحسب ما جاء في تقرير كتبه كل من الوم بوخاري وميلوس يانوبولوس في موقع برايتبارت اليميني فإن جماعات اليمين البديل تضم في صفوفها "مثقفين" و"محافظين فطريين" و"فريق متخصص بشؤون الكمبيوتر".
ويقول ريتشارد سبنسر، الذي ابتدع مصطلح "اليمين البديل" في عام 2008، إن مبادئ الحركة تركز على "الهوية البيضاء" والمحافظة على "الحضارة الغربية التقليدية".، وتقول المجموعة إن الحرية وحق التعبير وحق إهانة الآخرين هي الأسس التي بنيت عليها، أما معارضوها فيصفونها بأنها عنصرية ومعادية لليهود ومعادية لحقوق المرأة.
وتعد منظمة كو كلوكس كلان أشهر الجماعات الأمريكية العنصرية البيضاء. تأسست هذه المنظمة في اعقاب الحرب الأهلية في عام 1865 على يد مجموعة من الضباط الذين حاربوا في صفوف جيش الجنوب الانفصالي في تلك الحرب، وسرعان ما ازدهرت هذه المنظمة في الجنوب الأمريكي قبل ان تنتشر في ارجاء البلاد في اوائل القرن العشرين، وتعادي المنظمة من منطلق عنصري السود واليهود والمهاجرين، وفي الآونة الأخيرة ضد المثليين من ذكور وإناث.
أصبحت الكو كلوكس كلان حركة من المتطوعين خارج القانون هدفها منع هؤلاء من التمتع بنفس الحقوق والحريات التي يتمتع بها المواطنون الأمريكيون الآخرون، ويرتدي افراد الكو كلوكس كلان تقليديا ملابس بيضاء مميزة ذات أغطية رأس، وكانوا يشنقون ويهاجمون اولئك الذين كانوا يتحدون سطوة البيض في الولايات الأمريكية الجنوبية.
وتصف بعض فصائل المنظمة الكو كلوكس كلان بأنها "منظمة وطنية مسيحية بيضاء تعود جذورها الى الكو كلوكس كلان في اوائل القرن العشرين".
ويعد عدد أعضاء المنظمة: للمنظمة فروع ناشطة في معظم الولايات الأمريكية، ويعتقد ان عدد ناشطيها يتراوح بين 5 آلاف و8 آلاف ناشط ، وهناك العشرات من منظمات الكو كلوكس كلان الفرعية في الولايات المتحدة من ولاية نيو جيرسي في الشرق الى مدينة لوس انجليس بولاية كاليفورنيا في الغرب. وتضم هذه المنظمات منظمة فرسان الكونفدرالية البيض ومنظمة الفرسان الأمريكيين التقليديين.
وتشير عبارة "النازيين الجدد" الى مجموعة من الناشطين الذين تجمع بينهم مبادئ معاداة اليهود وحب هتلر والمانيا النازية.
ترامب
يذكر ان الآراء التي تعتنقها مجموعات النازيين الجدد محمية من جانب القضاء الأمريكي والتعديل الأول لدستور البلاد الذي يضمن حرية التعبير، ففي حالة نالت شهرة واسعة، اعتمدت المحكمة الأمريكية العليا التعديل المذكور لتأكيد حق إحدى مجموعات النازيين الجدد في التظاهر في بلدة سكوكي بولاية الينوي ذات الأغلبية اليهودية
وتشير آخر التقديرات (في عام 2012) الى ان عضوية التحالف تبلغ 2500 على الأقل، بينما قالت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2011 إن عدد اعضاء الحركة الوطنية الاشتراكية يناهز الـ 400.
أين يوجد هؤلاء؟ تأسس عدد من هذه المجموعات أصلا في ولاية فرجينيا، ولكنها انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير إذ ينشط اعضاء الحركة الوطنية الاشتراكية في 32 من الولايات الأمريكية الـ 51.
ويري معهد بحوث المعلومات والمجتمع في الولايات المتحدة إن التلاعب بوسائل الاعلام يعود بشكل أساس إلى تصاعد نفوذ حركات النازيين الجدد. ويعتقد أن الصلات بين النازيين الجدد الامريكيين والاوروبيين تزداد قوة حسبما يقول المركز القانوني الجنوبي للفقر.
أما الحركة الوطنية الاشتراكية - التي تأسست في عام 1994 تعد من اكبر مجموعات النازيين الجدد في الولايات المتحدة إذ لديها فروع في أكثر من 30 من الولايات الأمريكية، وهناك مجلس المواطنين المحافظين - تأسس في عام 1985، وذلك تأييدا لحركة الفصل العنصري في الولايات الأمريكية الجنوبية.
وكذلك حزب الحرية الأمريكي - تأسس في عام 2009، في ولاية كاليفورنيا. ويتبنى هذا الحزب برنامجا عنصريا ويعارض الهجرة الى الولايات المتحدة.