منظمة "بروجيكت" الدولية.. حل الأزمة القطرية بيد "بن سلمان"
الخميس 17/أغسطس/2017 - 06:21 م
طباعة
يبدو أن الأزمة الحالية بين قطر والدول الأربع المقاطعة ستشهد تصعيدًا جديدًا في الفترة القادمة وبالأخص في ظل الفرضيات والاحتمالات وسط المحللين.
وبدأت الأزمة في 5 يونيو الماضي بعد أن قطعت السعودية الإمارات البحرين ومصر العلاقات مع الدوحة متهمين إياها بدعم الإرهاب، وهي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات.
وفي خطوة غير معلنة، سلم وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، 16 أغسطس 2017 ، أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، رسالة جديدة بشأن الأزمة الخليجية، "تتعلق بالعلاقات الأخوية الطيبة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".
ويري محللون أن جميع الحلول في يد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذكر موقع "بروجيكت سنديكيت" الدولي، في تقرير له اليوم الخميس 17 أغسطس 2017، أن حل الأزمة القطرية بين يد الأمير بن سلمان، وأن دوره سيكون حاضرا في جميع السيناريوهات المحتملة لحل الأزمة.
وقال الموقع أن أحد سيناريوهات حل الأزمة قد يأتي في صورة تغيير النظام القطري باستخدام القوة العسكرية، بحيث يتم استبدال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بأحد أفراد عائلته الذين يتصفون بقدرتهم على التكيف، إلا أن هذا السيناريو يعد مستبعدا بالمقارنة بالسيناريو التالي.
وفي سيناريو آخر يمكن لقطر أن توقف دعمها لجماعتي الإخوان المسلمين وحركة حماس، وأن تتعهد بالسيطرة على شبكة الجزيرة الممولة من الدولة، وللوصول إلى هذا الحل ستلعب كل من الكويت وسلطنة عمان دور الوسيط وسيظل بن سلمان في دوره كرجل دولة.
ووفق المنظمة الدولية، تشير المواقف الأخيرة بين السعودية وقطر إلى أن العلاقة بين الدولتين أصبحت مشابهة للفخ الذي يميل صاحب القوة للإيقاع بخصمه الذي يراه يقترب من عرش قوته ويريد أن ينازعه عليه، وتجدر الإشارة هنا إلى أن من يقيمون على الأراضي السعودية يبلغون 32 مليون نسمة ثلثهم من العاملين الأجانب، بينما من يقيمون على الأراضي القطرية 2.6 مليون نسمة، 90% منهم أجانب، ما يعني أن المصالح الأجنبية تدخل في معادلة كل من الدولتين.
ومن جانبه، استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في جدة، عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر والمقيم في السعودية، موجهاً رسالة إلى الأسرة الحاكمة في قطر.
وأكد، بن سلمان، في رسالة إلى القيادة القطرية، على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعب السعودي والشعب القطري، وبين القيادة في السعودية والأسرة المالكة في قطر، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"..
من جانبه، أكد الشيخ عبد الله آل ثاني، خلال الاستقبال، أن العلاقات بين السعودية وقطر هي علاقات أخوة راسخة في جذور التاريخ، وقدم الشيخالقطري، وساطته لفتح منفذ سلوى البري الحدودي لدخول الحجاج القطريين إلى أراضي المملكة.
وكان الملك سلمان أمر، فجر اليوم الخميس، بدخول الحجاج القطريين إلى السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، إضافة إلى السماح لجميع القطريين، الذين يرغبون في الدخول لأداء مناسك الحج، من دون التصاريح الإلكترونية، وذلك بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني.
كما وجه العاهل السعودي، بنقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي في ضيافته، وأمر بالموافقة على إرسال طائرات خاصة، تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
يذكر أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، هو شقيق حاكم قطر السابق، الشيخ أحمد بن علي، ونجل الحاكم الأسبق الشيخ علي بن عبدالله.
فيما قال وزير الخارجية القطري الشيخ، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر ترحب بافتتاح الحدود السعودية القطرية التي تسمح للقطريين بالذهاب إلى مكة حتى لو كان تحركهم دوافع سياسية.
وأضاف الشيخ، محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي بالسويد، اليوم الخميس، 17 أغسطس2017 ، "على الرغم من أنه كان من دوافع سياسية منع الشعب القطري من الحج وسياسيا من السماح لهم، ونحن نرحب بهذه الخطوة التي تعتبر خطوة إلى الأمام للتخلص من هذا الحصار المفروض على بلدي".
كان نفى وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، طلب بلاده "تدويل الحج، جاء هذا بعد اتهام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للدوحة بـ"محاولة تسييس الحج"، واعتبر أن "طلبها تدويل المشاعر المقدسة بمثابة إعلان حرب".
وقال وزير خارجية قطر "لم يصدر أي تصريح عن أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج (...) ولم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية، مضيفًا أن قطر لم تسيس الحج بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية.
ويقول الموقع إنه على ذكر صراع القوى في المنطقة، نجد أن إيران بما تحمله من عداء تاريخي للسعودية تظهر على الساحة كمنافس قوي للسعودية على ميزان القوى في الشرق الأوسط، خاصة وأن إيران لها مؤيديها في العديد من الدول العربية بداية من العراق وسوريا مررورًا بلبنانوانتهاء باليمن، وعندما قطعت السعودية المساعدات عن قطر ظهرت إيران كالمنقذ لها بتقديم المساعدات الغذائية وغيرها.
وأشار الموقع إلى أن الحرب في اليمن تعتبر أحد هذه المسؤوليات، فقد جاء القرار السعودي بالمشاركة في العمليات العسكرية باليمن، في الفترة التي تولى فيها بن سلمان وزارة الدفاع، إلا أن الحرب في اليمن تحولت بعد عامين إلى كارثة إنسانية ومجاعة ونحو 500 ألف حالة كوليرا.
كان موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، أكد في تقرير سابق له أنه على الرغم من التصوير بأن قطر متماسكة وثباتها على موقفها يخفي وراءه مأساة اقتصادية قد تصيب البلد الخليجي، لأن الاقتصاد القطري متداخل بقوة مع اقتصادات سائر الدول التي أعلنت المقاطعة.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه منذ اندلاع الأزمة والتراشق بين الدول بالبيانات مستمر وبالأخص من ناحية قطر والتي تتعمد في إصدار بيانات تعنت في حل الأزمة العالقة منذ ثلاثة أشهر.
وفي ظل استمرار الأزمة بين التمسك الخليجي بالمطالب، والتعنت القطري، سيؤدي إلي تصعيد جديد ودخول الدوحة في نفق مظلم قد ما لم تستجب للمطالب الخليجية.