تساؤلات عن نشاط "داعش" الأخير في أوروبا وروسيا
السبت 19/أغسطس/2017 - 10:47 م
طباعة
استكمل تنظيم "داعش" الإرهابي سلسلة العمليات الإرهابية التي كثف من تنفيذها منذ الخميس الماضي في مدينة برشلونة، فعلى وقع سلسلة عمليات طعن منفردة شملت روسيا وقبلها فنلندا وألمانيا، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، فككت إسبانيا الخلية الإرهابية المسؤولة عن هجمات كاتالونيا والمكونة من 12 جميعهم من المغرب العربي، باستثناء إسباني من مواليد جيب مليلية، في وقت تبنى تنظيم "داعش" اعتداء منطقة كامبرليس الساحلية.
وفجر نشاط "داعش" الأخير جملة من التساؤلات حول الهدف من العمليات، ففي حين اعتبرها البعض محاولة من التنظيم موارة الخسائر التي مني بها في سورية ولاعراق أخيراً، فيما أشار آخرون أن العمليات تعتبر بمثابة إعلان "داعش" انه بات قادراً على اختراق أوروبا وتنفيذ عمليات دقية من هذا النوع.
بعد اجتماع استثنائي مع ممثلي جميع الهيئات الرسمية الإسبانية، وفي مقدمتها الحرس المدني ومركز الاستخبارات والشرطة الوطنية، أعلن وزير الداخلية خوان ثويدو، اليوم السبت أن الخلية المكونة من 12 إرهابيا والمسؤولة عن اعتداءي برشلونة وكامبرليس تم تفكيكها تماما، رغم استمرار التحقيقات للكشف عن جميع الملابسات واستمرار الشرطة في البحث عن منفذ عملية الدهس المدعو يونس أبويعقوب.
وأوضح ثويدو أن أفراد المجموعة المشتبه بهم هم 4 تحتجزهم الشرطة، و5 قتلوا في كامبريلس و3 تم التعرف عليهم، بينهم يونس أبويعقوب وآخران ربما قتلا في تفجير ألكنار، مؤكدا أن إسبانيا ستبقي على مستوى التأهب الأمني عند المستوى الرابع، ولن ترفع إلى الخامس، الذي يشير إلى أن هناك هجوماً وشيكاً.
وزير الداخلية الإسباني شدد على عدم توافر الظروف اللازمة لتفعيل الدرجة الخامسة، وجميع الخبراء والمختصين الذين شاركوا في الاجتماع لتحليل الأوضاع على المدى المتوسط والطويل أجمعوا على ذلك، مؤكدا أنه سيتم تعزيز الإجراءات والتدابير الأمنية على 4 مستويات تتجسد في تعزيز المراقبة والحماية في الأماكن المزدحمة، لاسيما السياحية وفي تعزيز تدابير الوقاية من الأعمال الإرهابية، وتعزيز التعاون بين الشرطة وقوات الأمن على جميع المستويات، فضلا عن تعزيز أجهزة الاستجابة في وجه أي تهديد، مع إعادة النظر بهذه التدابير تناسبا مع التطورات.
وكشفت التحقيقات الجارية عن بيانات جديدة تشير إلى تورط إمام مسجد في جيرونا بالأحداث، وأكد التلفزيون الإسباني أن الشرطة فتشت منزله بعد التوقعات بمقتله في انفجار عرضي وقع في منزل كانت الخلية تتخذه مقرا لها، ومختبرا لتحضير المتفجرات.
وفي فنلندا، أعلنت الشرطة، أنها فتحت تحقيقا في عمل إرهابي غداة اعتداء بسكين أدى الى مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين، مؤكدة أن المشتبه به مغربي عمره 18 عاما كان طالب لجوء واستهدف النساء في اعتدائه والرجال أصيبوا بعدما حاولوا الدفاع عنهن.
وقالت مديرة المكتب الوطني للتحقيقات في فنلندا كريستا غانروث: "بدأ التحقيق في الاعتداء كعملية قتل، لكن خلال الليل وردتنا معلومات إضافية تشير إلى أن الاتهامات الجنائية هي الآن قتل إرهابي وهوية المشتبه به معروفة"، وبعد أن أطلقت النار وأصابت مشتبها به كان يحمل سكينا، واعتقلته بعد دقائق على عملية طعن في ساحة سوق توركو المزدحم في جنوب غرب فنلندا، وقامت الشرطة بعملية مداهمة أوقفت فيها 5 أشخاص في شقة بتوركو ليل الجمعة - السبت.
وفي روسيا، قتلت الشرطة رجلا طعن 8 أشخاص بسكين في أحد شوارع مدينة سورغوت بأقصى الشمال، وبحسب لجنة إنفاذ القانون المعنية بالتحقيق في الجرائم الكبيرة، فإن المهاجم ظل يتحرك في الشوارع الرئيسية ويطعن أناسا، والشرطة المسلحة قامت بعد ذلك بتصفيته.
وقال المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية في منطقة خانتي-مانسي إن فرضية أن يكون المهاجم إرهابيا ليست الأساس، مضيفا أنه تم التعرف على هويته، وربما كان يعاني اضطرابات نفسية، لكن "أعماق" بادرت على الفور بإعلان مسؤولية داعش عن عملية الطعن في مدينة سورغوت الواقعة في سيبيريا، مؤكدة أن منفذ الهجوم "من جنود الدولة الإسلامية"
وفي وقت سابق، ذكرت الشرطة الألمانية أن شخصاً قتل وأصيب آخر في حادث طعن بسكين في منطقة البيرفيلد بمدينة وبيرتال أمس الأول، مضيفة أن المهاجم لايزال فاراً والشرطة تطارده، وفي فرنسا، قتل مواطن طعنا وأصيب اثنان آخران، بعد شجار بين مهاجرين سودانيين في مركز للخدمات الاجتماعية للشباب، بالقرب من مدينة كاليه، وفق مصادر أمنية أوضحت أنه تم اعتقال 4 أشخاص، من بينهم 3 مواطنين سودانيين وهم محتجزون لدى الشرطة.
وفي الولايات المتحدة، أصيب شرطيان في ولاية بنسلفانيا بالرصاص في تبادل لإطلاق النار أمس الأول مع مشتبه به في سوق بمنطقة فيرتشانس. ونقلت محطة "دبليو. بي. إكس. آي" التلفزيونية ومقرها بيتسبرغ عن مصادر بالشرطة لم تسمها أن المشتبه به لقي حتفه.