وسط انهيار مقاومة "داعش".. القوات العراقية تنجح في التقدم نحو "تلعفر"
الخميس 24/أغسطس/2017 - 11:37 ص
طباعة
بعد استعدادات دامت أكثر من شهر، نجحت القوات العراقية في التوغل إلي الأحياء الشرقية والجنوبية لقضاء تلعفر وسط انهيار مقاومة التنظيم الإرهابي "داعش"، في اليوم الرابع لانطلاق معارك استعادة السيطرة علي المدينة من قبضة التنظيم.
بعد أكثر من شهر على تحرير الموصل، ثاني مدن العراق، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأت فجر الأحد الماضي معركة تلعفر.
واقتحمت القوات العراقية تلعفر من محاور عدة في اليوم الثالث من العمليات التي تشارك فيها قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب وكذلك الحشد الشعبي وهي فصائل مساندة للقوات العراقية ومعظم أفرادها من الشيعة.
وتلعفر الواقعة على بعد سبعين كيلومترا الى الغرب من الموصل، هي إحدى المدن الإستراتيجية الرابطة بالحدود السورية.
وأكدت القوات العراقية تحقيق مكاسب جديدة في اليوم الرابع من معركة تحرير قضاء تلعفر شمال غرب البلاد من تنظيم "داعش".
وأكدت بيانات أصدرتها قيادة العمليات المشتركة العراقية أنه في اليوم الرابع من الحملة تمت السيطرة على حيين على المشارف الغربية للمدينة هما الكفاح الشمالي والجنوبي، كما اخترقت قطعات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب جهتي الشرق والجنوب للمدينة.
وأعلن قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة (من الجيش) والحشد شعبي تحرر حي التنك (شرق تلعفر) وترفع العلم العراقي هناك"، فيما أكد الفريق الركن سامي العارضي أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب أن "العدو فقد توازنه.. القطعات في تقدم مستمر"، مؤكدا أن "العملية مستمرة" وتسير "أسرع مما كنا نتوقعه".
وتظهر خريطة للعمليات التي نشرها الجيش العراقي أن نحو ثلاثة أرباع تلعفر ما زال تحت سيطرة التنظيم، بما في ذلك قلعة ترجع إلى عهد الدولة العثمانية، وبنيت على آثار يعتقد أنها تعود للحقبة الآشورية.
وتقدمت مدرعات الجيش ووحدات من فصائل الحشد الشعبي داخل حي النور في جنوب غرب المدينة، بتغطية من طائرات سلاح الجو العراقي، التي قصفت مواقع التنظيم المتطرف.
من جهتهم أغلق مسلحو التنظيم الشوارع بشاحنات وسواتر ترابية، في حين تمركز قناصته على أسطح المباني وأطلقوا فوهات مدافعهم، لإعاقة تقدم مئات المقاتلين العراقيين.
وبدأت مناطق تلعفر السكنية تشهد المعارك منذ أمس، لكن القادة العسكريين يتوقعون سرعة الحسم في معركة المدينة الواقعة على بعد نحو 70 كم غرب الموصل على الطريق إلى الحدود السورية .
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن قضاء تلعفر، ويحمل مركزه الاسم نفسه، يقع على بعد 65 كلم من مدينة الموصل، وهوعبارة عن جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر وبلدتي العياضية والمحلبية فضلا عن 47 قرى متناثرة بمنطقة بعضها صحراوي مكشوف وأخرى تقع بين تلال صخرية متوسطة الارتفاعات، ويقطن القضاء غالبية تركمانية تنقسم بين الطائفتين الشيعية والسنُية.
وقضاء تلعفر، يحيطه من 3 نواحي، ربيعة وتسكنها عشيرة شمر، وناحية زمار تتكون من 78 قرية، (49 قرية عربية و29 قرية كردية)، والعياضية، يسكنها خليط من التركمان والعرب والأكراد في القرى التابعة لها، حيث تتواجد عشيرة الجرجرية (الكركرية) الكردية في قرى الناحية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن تلعفر تعتبر هي آخر المناطق الكبيرة التي يسيطر عليها تنظيم داعش داخل الحدود الإدارية لمحافظة نينوى العراقية، وهي معقل التركمان الشيعة غرب الموصل، قبل أن يحتلها تنظيم داعش صيف 2014.
وتعتبر مساحة تلعفر الشاسعة من أبرز التحديات التي ستواجه قوات الأمن العراقية، إذ تبلغ مساحتها 3206 كلم مربع، وهي ضعف مساحة مدينة الموصل.
وقال الملازم أول في الفرقة التاسعة بالجيش سمير داوود المحسن إن "قوات الفرقة المدرعة التاسعة ترافقها قوات من الحشد الشعبي توغلت أحياء المنتظر والجزيرة والنصر في المحور الشرقي لقضاء تلعفر وسط معارك عنيفة مع مسلحي داعش".
وسيطرت القوات على ثلاثة أحياء في المدينة التي تعد أحد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، تزامنا مع تأكيد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من بغداد دعم بلاده للمعركة ضد التنظيم.
وأفاد بيان للحشد الشعبي أن "اللواءين الحادي عشر والثاني في الحشد الشعبي حررا حي النور جنوب شرق تلعفر بالكامل" وكذلك "الحي العسكري شمال شرق تلعفر"، مضيفًا أن اللواء الحادي عشر وفرقة التدخل السريع (التابعة لوزارة الداخلية) وقطاعات الجيش العراقي تمكنت من تحرير حي الكفاح بالكامل من سيطرة داعش الاجرامي.
ووفق الوكالة الفرنسية، قال المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي النائب أحمد الاسدي إن الاشتباكات عنيفة (...) لكن هناك انهيارا لدفاعات داعش على الخطوط الامامية".
وأعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر، وأشار بيان للمفوضية الى وصول 1500 عائلة الى معسكر للعبور جهز خلال الايام الاخيرة، وهناك استعدادات جارية لاستقبال 22 الف شخص ممن يفرون من تلعفر.
وأعلنت الأمم المتحدة أنّ زهاء 30 ألف مدني محاصرون بسبب المعارك الدائرة في مدينة تلعفر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة سيتفان دوجاريك، إنّ هناك مساعدة إنسانيّة يتم تقديمها عند نقاط تجمع في جنوب تلعفر وشرقها، موضحاً أنّ أكثر من 300 شخص أتوا إلى تلك النقاط يوم الإثنين.
وقال وزير الدفاع الأمريكي خلال زياراته للعراق، أن الجهاديين ثبت انه لا يمكنهم مواجهة قواتنا في المعركة ولم يستعيدوا شبر ارض من الاراضي التي خسروها.
وأضاف أن معركة الموصل كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح وأكثر من 1200 قتيل، لكن رغم ذلك، استعادت تلك القوات ثقتها.
وتعتبر معركة تلعفر اختبارًا حقيقيا يظهر مدي قدرة رئيس الوزراء العراقي على استعادة المدن العراقية من قبضة داعش.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي "داعش" سيطر علي قضاء تلعفر في يونيو 2014، حيث ارتكب العديد من جرائم بحق الشيعة الذين يشكلون أغلبية سكانه.