اهتمام دولى بحصار المدنيين فى الرقة ..والأسد يدعم سلطاته

الخميس 24/أغسطس/2017 - 06:07 م
طباعة اهتمام دولى بحصار
 
دمار وتخريب
دمار وتخريب
كشفت تقارير حقوقية أن المدنيين محاصرين في الرقة السورية ، وأن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتشمل فصائل عربية وكردية يجب أن تتوخى مزيدا من الحذر فيما تقاتل للسيطرة على أحياء وسط المدينة. 
من جانبها دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين بالرقة للخروج منها وحثت التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسقطت ضحايا بالفعل، والاشارة إلى انه "يتعين عدم مهاجمة المراكب في نهر الفرات. يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم". 
وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا أن "الوقت الحالي هو وقت التفكير فيما هو ممكن، هدنات أو أشياء أخرى يمكن أن تسهل هروب المدنيين، ونحن نعلم أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يبذلون قصارى جهدهم لإبقائهم في المكان".
فى حين قالت منظمة العفو الدولية إن حملة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة بسوريا أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وإن الباقين يواجهون خطرا أكبر مع اشتداد القتال في مراحله النهائية، والتأكيد على أن القوات السورية المدعومة من روسيا شنت هجمات دون تمييز على المدنيين فيما ذكرت تقارير أنها شملت قنابل عنقودية وبراميل متفجرة في حملة منفصلة ضد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوبي مدينة الرقة.
يان إيجلاند
يان إيجلاند
وفى تقرير لها كشفت منظمة العفو الدولية أن "المدنيون... محاصرون في المدينة تحت النيران من كافة الجوانب".، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وتشمل فصائل عربية وكردية يجب أن تتوخى مزيدا من الحذر فيما تقاتل للسيطرة على أحياء وسط المدينة. وأفاد التقرير بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على الرقة ومحيطها في 2014 يستخدم المدنيين داخل المدينة السورية الشمالية كدروع بشرية ويستهدف من يحاولون الفرار بالقناصة والألغام.
وذكرت مجموعة "إيروورز" للمراقبة أنها تعتقد أن ما يتراوح بين 725 و993 مدنيا قتلوا نتيجة لتصرفات التحالف في مدينة الرقة منذ بدء الهجوم في مطلع يونيو حزيران. 
أشار كريس وودز مدير المجموعة إلى أن تقارير أفادت بمقتل مئات المدنيين الآخرين بنيران الدولة الإسلامية أو ألغامها الأرضية.
من ناحية أخري أكد خبير شؤون الشرق الأوسط جيدو شتاينبيرج أن الجيش السوري على وجه الخصوص وكذلك الأجهزة الأمنية شبه العسكرية تواجه مشاكل كبيرة في عدد افرادها، وهي يواجهون هذه الإشكالية منذ عام 2011 عندما انشقنت الكثير من المجموعة السنية، ولم تحل المشكلة إلى يومنا هذا. لولا الدعم الروسي والإيراني، لانهزمت القوات السورية منذ زمن بعيد.
شدد بقوله " انه مادام الروس والإيرانيون وحزب الله وميليشيات شيعية أخرى متواجدة، فإن انهيار الأسد غير واقعي، لكننا نعلم من علوم السياسة أن هذا الدعم محدود زمنيا في الغالب، والعدو المشترك هو الذي يحافظ على هذا التحالف، وفي حال تراجع دعم الحلفاء، يمكن أن يواجه الأسد بسرعة ضغوطا جديدة.
أضاف " في الوقت نفسه يمكن لشركاء الأسد أن يجنوا أيضا فوائد من التزامهم: فروسيا تؤمن لها منفذا على البحر المتوسط وسمعة على أنها قوة عسكرية كبيرة، وهذا ما يجسد قوة الأسد الجديدة، لكن يجب ترقب مدى حجم استثمار روسيا في السنوات المقبلة لصالح شريك ضعيف جدا، فالأسد ليس بمقدوره حتى كسر شوكة المتمردين في مناطقه بالغرب.
محاولات لانقاذ المدنيين
محاولات لانقاذ المدنيين
نوه على ان الأسد عامة يستفيد من الإرهاب حتى في أوروبا. لأنه بسبب الإرهاب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لم يعد سقوط نظام الأسد أولوية، حيث حل محله محاربة الإرهاب، وبالتالي فإن الرئيس الأمريكي ترامب ينفذ استراتيجية موجودة منذ إدارة أوباما، وهو فقط يعلنها بشكل أوضح من سلفه: أن الأمر يتعلق في سوريا بشيء واحد ألا وهو محاربة تنظيم "داعش" والمنظمات الجهادية الأخرى. والاعتداءات الأخيرة تعزز موقف الدول الأوروبية أيضا في التخلي عن الأسد والتركيز على محاربة الإرهاب.
أوضح أن هناك خوف في الدول السنية وسكان المنطقة من التأثير المتزايد لإيران والمجموعات المتحالفة معها، وفي الغالب يتهم الغرب يالتعاون مع "الصهاينة" والشيعة لإضعاف العالم السني، وبالفعل توجد تطلعات توسعية إيرانية، وهذا واضح في العراق وسوريا ولبنان، وهذا موجود على مستوى أقل في اليمن حيث إيرانيين فاعلة هناك، ولا يجوز أن نرتكب خطأ بالاعتقاد أنه بسبب الإرهاب السني، أن الإيرانيين والميليشيات المتحالفة معهم هم حلفاء جدد. 
ركز على انه في نهاية المطاف هي الوجه الآخر لنفس الميدالية، أي نهوض الإسلاموية في المنطقة،  مضيفا بقوله "أنا أرى أنه سيكون مناسبا لو أن الأوروبيين أيضا ومثل الأمريكيين ووضعوا المجموعات الإرهابية الشيعية على لوائح الإرهاب، وهذا سيشمل أولا حزب الله الذي لا يوجد إلا جناحه العسكري في تلك اللائحة، وهذا نهج غير منطقي. إضافة إلى ذلك توجد الميليشيات الشيعية العراقية التي حسب اعتقادي ليست أفضل من تنظيم "داعش". وإذا وضعناها هي الأخرى في هذه اللائحة قد نظهر للسنة أننا لا نقف على جانب من خط المواجهة الدينية."
ويري محللون انه لا تزال هناك حركات قوية تعمل من أجل هذه الأهداف، لكن اتضح في سوريا وفي بلدان أخرى أن حركات المعارضة هذه ليست قادرة على فرض نفسها في نزاع بين المعارضة الإسلامية من جهة والأنظمة في العالم العربي من جهة أخرى، حالة استثنائية تبقى ربما في تونس، هذه الملاحظة مؤلمة خاصة في سوريا، لأن المتظاهرين الأوائل دفعوا ثمنا باهظا وتمكنت مجموعات ثائرة من فرض نفسها لم تكن مقبولة في غالبيتها.

شارك