"دمشق" تستعيد مناطق واسعة من قبضة داعش..ومحادثات المعارضة مع الحكومة السورية لأول مرة

السبت 26/أغسطس/2017 - 10:52 م
طباعة دمشق تستعيد مناطق
 
كشفت تقارير اعلامية أن الجيش السوري نجح فى السيطرة على كامل المنطقة الممتدة من غرب مدينة السخنة حتى حقل الشاعر النفطي بريف حمص الشرقي، وأن وحدات الهندسة تعمل على تمشيط المنطقة التي تقدر مساحتها بألف كيلومتر مربع من العبوات الناسفة والمفخخات والألغام التي خلفها مسلحو تنظيم "داعش"، يأتى ذلك فى الوقت الذى  شارك فيه ممثلو كل من الحكومة والمعارضة المسلحة للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية في محادثات حول سير عملية المصالحة في محافظة درعا جنوب سوريا، وجرت المحادثات، التي جرى بث وقائعها في كل من دمشق ومدينة درعا وأراضي المحافظة الخاضعة للمسلحين، بمبادرة من المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف الأزمة السورية الواقع في قاعدة حميميم.

دمشق تستعيد مناطق
وسبق أن تمكنت قوات الجيش القادمة من محافظة الرقة من الالتقاء بالأخرى الموجودة شمال مدينة السخنة المحررة، ما أتاح لها إتمام حصار ثاني أكبر جيب لمسلحي "داعش" في البلاد.
يذكر أن الجيش السوري بإسناد من سلاح الجو الروسي أحرز في الأشهر الأخيرة نجاحات هامة وسط البلاد، وحرر في وقت سابق من أغسطس الجاري مدينة السخنة، آخر معاقل "داعش" في محافظة حمص، وفتح ذلك أمام القوات السورية الطريق للتقدم من أجل رفع الحصار عن مدينة دير الزور.
وفى سياق متصل دخلت معركة تحرير مدينة عقيربات، آخر معاقل "داعش" في محافظة حماة، مرحلة حاسمة، وتمكن الجيش من القضاء على مجموعة من المسلحين كانوا محاصرين شرقي مدينة اثريا.، وألقى 120 مسلحا متشددا أسلحتهم واستسلموا للسلطات السورية في محافظة حلب، ضمن عملية المصالحة الوطنية الجارية في مختلف أنحاء البلاد.

دمشق تستعيد مناطق
وكشفت تقارير خروج 120 من أفراد الجماعات المسلحة غير الشرعية من منطقة خفض التصعيد 1 № (محافظة حلب)، بحماية الشرطة العسكرية الروسية إلى الأراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، وجرى تحويلهم إلى اللجنة الأمنية للنظر في مسألة العفو عنهم وفق القانون المعمول به في هذه الحالات".
واستسلم هؤلاء المسلحين بفضل عمليات إلقاء منشورات دعائية ورسائل فيديو وكذلك رسائل نصيّة هاتفية قصيرة وأخرى بريدية، تديرها السلطات المحلية من خلال محافظ حلب ومفتي المدينة وريفها، تحث المسلحين على إلقاء أسلحتهم مع دعوتهم إلى "التوجه نحو الطريق الصحيح والاستفادة من العفو الذي أصدرته الحكومة السورية".
كان الرئيس بشار الأسد قد أصدر في عام 2015 مرسوما يدعو بموجبه المسلحين من مواطني سوريا، إلى إلقاء أسلحتهم، مقابل العفو عنهم وقبول عودتهم إلى الحياة المدنية الطبيعية.

دمشق تستعيد مناطق
وتقوم السلطات المحلية من خلال وسطاء بالتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة في إطار برنامج للمصالحة الوطنية، وحثهم على وقف المواجهة المسلحة وتسليم أنفسهم للسلطات وعدم تضييع فرصة العفو عنهم، وبفضل برنامج المصالحة الوطنية، وبعد مفاوضات ناجحة، ألقى في عام 2016، عدد من المسلحين المتشددين أسلحتهم في عدد من البلدات والمراكز السكنية الكائنة في ضواحي العاصمة دمشق، من بينها بلدات سيرغايا، ومضايا والزبداني، وأحياء داخل النطاق الإداري لمدينة دمشق، مثل حيي برزة والغابون، حيث ألقى المسلحون أسلحتهم وعادوا لحياتهم المدنية. وتجري  مفاوضات بهذا الاتجاه في محافظات حماة وحمص ودرعا والسويداء.
وعلى الجانب الآخر، وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية، شارك ممثلو كل من الحكومة والمعارضة المسلحة في محادثات حول سير عملية المصالحة في محافظة درعا جنوب سوريا، وجرت المحادثات، التي جرى بث وقائعها في كل من دمشق ومدينة درعا وأراضي المحافظة الخاضعة للمسلحين، بمبادرة من المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف الأزمة السورية الواقع في قاعدة حميميم.
وقال المتحدث باسم المركز، فيكتور شولاك، "نود الإشارة إلى أن كلا الجانبين أبديا ضبط النفس، مما أتاح مناقشة جميع المسائل من الناحية العملية والتوصل إلى موقف مشترك مفاده أن من الضروري حل جميع القضايا بشكل فوري بمساعدة الإدارة المحلية والموارد التي تقدمها قيادة الجمهورية العربية السورية، والمساهمة التي تمنحها روسيا وبعض المنظمات الدولية".

دمشق تستعيد مناطق
أضاف شولاك مشددا: "يمكننا أن نتحدث الآن عن استقرار الوضع في منطقة تخفيف التوتر، والتعامل المناسب مع جميع المشاكل من قبل السكان".
وأعلن محافظ درعا، خالد حانوس، أن مباحثات المصالحة شارك فيها عدد كبير من أصحاب النفوذ بين صفوف المسلحين والذين يحظون بسمعة طيبة لديهم.
كانت روسيا قد نشرت في منطقة تخفيف التوتر الجنوبية، التي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، نقطة تفتيش ومراكز مراقبة، في خطوة من شأنها الإسهام في ضمان الالتزام بنظام وقف إطلاق النار هناك.
يذكر أنه أقيمت على أراضي سوريا 3 مناطق لتخفيف التوتر، الأولى في جنوب البلاد قرب الحدود مع الأردن والعراق، والثانية في الغوطة الشرقية لدمشق، والثالثة في شمال محافظة حمص، فيما تستمر المفاوضات حول إنشاء المنطقة الرابعة في محافظة أدلب.  

شارك