إجراءات أمريكية تمهد لتنسيقات مع إيران و"حزب الله"
الأحد 27/أغسطس/2017 - 07:35 م
طباعة
في تطور جديد قد يزيد من حجم التساؤلات المتعلقة بمستقبل "حزب الله" اللبناني، الذي ينشط في الوقت الحالي في الأراضي السورية دعماً للرئيس الأسد في حربه ضد الإرهاب من جهة، والمعارضة المسلحة من جهة آخرى، حيث قررت السلطات الأمريكية تخفيف العقوبات المتوقع أن تفرض على "حزب الله" اللبناني حسبما أفادت به وكالة الأنباء رويترز نقلاً عن مصادر مصرفية وسياسية.
وواشنطن تبنت في العام 2015 قانونا يهدف إلى تجميد تمويل "حزب الله" الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية، فيما كانت السلطات اللبنانية قد أعربت عن قلقها إزاء خطط واشنطن توسيع قائمة العقوبات ضد "حزب الله"، مشددة على أن ذلك يهدد بتهميش جزء كبير من المجتمع اللبناني ويلحق تداعيات جسيمة بالوضع السياسي والاقتصادي الهش في البلاد.
ويخوض "حزب الله" قتالاً إلى جانب الجيش اللبني بغية طرد التنظاميات الإرهابية خاصة "داعش" من مناطق تمركزهم على الحدود اللبنانية السورية، كما خاض "حزب الله" قتالاُ ضد "جبهة النصرة" التي تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة جرود عرسال وتوصل مع الجبهة بعد أيام من القتال إلى اتفاق يقضي بخروج "النصرة" من عرسال، وتبال الأسرى وجثث القتلى.
والخطوة الأمريكية تثير علامات الاستفهام في ظل الالهجوم المتكرر من واشنطن على الحزب نتيجة الدور الذي يمارسه في سورية، وأنه يعتبر أحد أبرز الأوراق التي يعتمد عليها الأسد في حسم العديد من المعارك، وقد أشارت تقارير إحصائية أن عدد قتلى حزب الله في سورية تجاوز 3 آلاف مقاتل.
مصادر مالية قالت إن مشروع العقوبات المقترح الخاص بحزب الله أكثر تحديدا في تعريف من يستهدفه عند مقارنته بمسودات المقترحات السابقة ولا يستهدف اللبنانيين الشيعة، وأن التعديلات الأخيرة تمنح الرئيس الأمريكي الحق في اختيار أهداف العقوبات، وتتطلب استهداف شخصيات تقدم "دعما ماليا وماديا وفنيا هاما" لـ"حزب الله" ولن تشمل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وحركته الشيعية "أمل".
وفي الوقت نفسه قالت المصادر إنه لا يمكن التنبؤ في المستقبل بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيران وحلفائها، كما أن مشروع قانون العقوبات لن يخضع للبحث والتصويت إلى أن يعود الكونغرس للانعقاد في الخريف وبالتالي على الحكومة اللبنانية ألا تستكين لموضوع العقوبات التي قد تفرض على الحزب.
ويبدو ان الإدارة الامريكية تسعى إلى خلق ترتيبات جديدة مع الحزب وإيران وان تاريخ تلك الترتيبات يعود إلى 2015، ففي ذات العام حذفت "الاستخبارات الوطنية الأمريكية"، كلاً من إيران وميليشيا حزب الله، من قائمة التهديدات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في تقريرها السنوي الذي تقدمه لمجلس الشيوخ الأمريكي، ويأتي ذلك بعد سنوات من ظهور ايران وميليشيا حزب الله في التقارير التي تتناول "التهديدات الإرهابية" للولايات المتحدة.
وأشارت النسخة العلنية من تقييم أجهزة الاستخبارات الأمريكية للتهديدات حول العالم، والصادرة بتاريخ 26 فبراير 2015، إلى جهود إيران في محاربة من سماهم التقرير بـ "المتطرفين السنة"، بما في ذلك مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" أي "داعش" و"المتطرفين" الذين لا يزالون يشكلون أبرز تهديد "إرهابي" بالنسبة للمصالح الأمريكية عالميًا.
وعن دور إيران الإقليمي جاء في التقرير، كما ذكرت صحيفة "بيزنس انسايدر Business Insider"، "نوايا الجمهورية الإسلامية في إخماد الطائفية، وبناء الشراكات، والتخفيف من التوتر مع السعودية". ولكنه حذر أيضًا من أن لدى القادة الإيرانيين، ولا سيما داخل الأجهزة الأمنية، سياسات ذات تداعيات سلبية على استقرار المنطقة، وربما على استقرار إيران نفسها. وقال التقرير إن "أفعال إيران لحماية وتعزيز المجتمعات الشيعية تغذي مخاوف وردود فعل طائفية في المنطقة".
وعلى الرغم من هذه التهديدات المحتملة يبدو أن أمريكا منذ الرئيس الأسبق باراك أوباما تريد تدشين علاقات جديدة مع إيران، علاقات قائمة على التنسيق والتعاون إزاء عدد من الملفات الإقليمية، خاصة أن إيران نشط في ملفي العراق وسورية بشكل كبير، ولا تريد واشنطن أن تخسر هذا العضو النشط.