بعد خسائره المتلاحقة بالعراق.. داعش يخطط لحرب جديدة في "جبال حمرين"
الثلاثاء 29/أغسطس/2017 - 01:12 م
طباعة
يبدو أن الهزائم التي لحقت بتنظيم داعش الإرهابي، أدخلته في مرحلة جديدة من الانتقام، وبالأخص بعد خسائره المتلاحقة في أماكن تمركزه الأسياسية بالموصل وقضاء تلعفر.
ووفق تقارير بدأ التنظيم الإرهابي يخطط لعمليات منفرده تعتمد أسلوب الملاحقات والكر والفر الذي كان يتبعه قبل هجومه في 2014 وسيطرته على ثلث مساحة العراق.
وأفادت تقارير أمنية أن هناك حركة متصاعدة لقادة التنظيم ومسلحيه صوب مناطق وعرة يصعب السيطرة عليها شمالي البلاد، ويدور الحديث عن سلسلة جبال حمرين، الواقعة بين محافظات كركوك (شمال) وصلاح الدين وديالى (وسط) وتمتد على خط قرب الحدود السورية وصولا إلى الحدود الإيرانية.
وتحولت جبال حمرين ذات التضاريس الجغرافية الوعرة إلى وجهة رئيسية لمسلحي التنظيم، إذ يجدون ملاذًا آمنًا في تلك المنطقة التي باتوا يطلقون عليها اسم "ولاية الجبل".
ويذهب مسؤولون أمنيون عراقيون إلى تزايد حركة مسلحي "داعش" صوب تلك المناطق الجبلية على نحو ملحوظ خلال الحملة العسكرية لتحرير الموصل التي انتهت الشهر الماضي إثر معارك استمرت 9 أشهر وأخيرًا الحملة العسكرية المتواصلة في قضاء تلعفر شمال غرب.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس الأثنين، استعادة قضاء تلعفر في محافظة نينوى شمالي العراق من أيدي مسلحي التنظيم الأرهابي، بعد أقل من أسبوع من انطلاق حملة عسكرية لتحرير القضاء.
قائد الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، قال إن "التقدم في تلعفر يجري وسط انكسار كبير في صفوف عناصر داعش، وأغلبهم الآن يهربون باتجاه الوديان وجبال حمرين".
وأضاف: "تفيد المعلومات الاستخبارية، بأنه لوحظت تحركات مكثفة لمسلحي داعش في جبال حمرين ونتوقع أن يكون معظم قادة التنظيم قد انسحبوا إلى المرتفعات والوديان الوعرة في المنطقة، مؤكدًا علي أن "سلسلة جبال حمرين من الناحية الجغرافية منطقة وعرة وصعبة عسكرياً".
وأحكم داعش قبضته على سلسلة جبال حمرين والمناطق المحيطة بها عند اجتياح شمال وغرب العراق قبل ثلاث سنوات.
لكن قوات الجيش العراقي والبشمركة (قوات الإقليم الكردي) طردت مسلحي التنظيم من تلك المناطق بعد ذلك بأشهر، قبل أن ينشطوا هناك مجددا مع خسارة المناطق السهلية في المواجهات العسكرية المباشرة.
ولا يزال التنظيم يحكم قبضته على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك شمال سلسلة جبال حمرين مباشرة ويضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب.
ويقول علي الحسيني مسؤول قوات الحشد الشعبي إن قوات شيعية موالية للحكومة في محور الشمال، إنه "بعد هجمات الجيش العراقي في مدينة الموصل وهزيمة داعش في المدينة عاد مسلحو التنظيم المتشدد أفرادًا ومجموعات إلى منطقة حمرين وقضاء الحويجة، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي يعتزم تعزيز صفوفه في المنطقة وتجنب خوض معارك جبهوية ضد الجيش وقوات البشمركة، وأن تكتسب هجماته طابع حرب العصابات، مشيرًا إلى أن بحوزته معلومات استخبارية تفيد بتزايد مسلحي التنظيم في المنطقة.
وبحسب الحسيني فإن داعش أعلن ولاية الجبل قبل فترة في إشارة إلى جبال حمرين"، عازياً سبب اختياره المنطقة إلى "وعورتها واتصالها بسوريا الأمر الذي يساهم في تسهيل حركة مسلحيه بين العراق وسوريا".
وبعد عام 2003 كانت معظم الجماعات المسلحة المعارضة للسلطة الجديدة في العراق تحتفظ ببؤر في المنطقة وتشن من هناك هجمات على القوات الأمريكية التي احتلت العراق حتى عام 2011.
وشن تنظيم داعش الإرهابي هجمات متكررة علي مدار المرحلة الماضية انطلاقًا من تلك الجبال على قوات البشمركة الكردية في كركوك وطوزخورماتو وكذلك القوات العراقية في محافظتي صلاح الدين وديالى.
كانت جبال حمرين معقلا لتنظيمات مسلحة أخرى كتنظيم القاعدة و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" وهو فصيل مسلح سنّي صوفي من أتباع الطريقة النقشبندية كان ينشط شمال العراق، أسسه عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين سنة 2003 لمقاومة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية التي يصفها بالطائفية.
وتقدر مصادر أمنية ضمن قوات البشمركة عدد مسلحي التنظيم في جبال حمرين بـ500 عنصر.
ويتبع التنظيم الإرهابي "داعش" هذه الخطة بعد خسائره المتلاحقة أمام القوات العراقية التي نجحت في دك معاقله بالكامل في الموصل، حيث يبدو أن داعش ليس بالقوة التي كان يمتلكها سابقاً فقد خسر قوته وأسلحته الذي أخذها بعد سقوط الموصل عام 2014 هذه الترسانة الكبيرة التي كان يمتلكها تم القضاء عليها بواسطة القوات المشتركة من الجيش العراقي وقوات البيشمركة وجهاز مكافحة الإرهاب وكل القوات الأمنية التي شاركت في عمليات تحرير المدن".
ويري خبراء أن داعش لن يقاتل مجتمعاً في سلسلة جبال حمرين وستكون عملياته منفردة حتى لايتم القضاء عليه كما حصل في عملية تحرير الموصل وسيلجأ إلى تكتيك واستراتيجية جديدة وهي عمليات البعثرة، و الانفراد، والانتشار حتى لايحاصر كما في عدة مدن سابقة".