موسكو تدعو المعارضة السورية لتخفيف نبرتها..وباريس تحتضن مؤتمرا دوليا لمحاربة التطرف

الثلاثاء 29/أغسطس/2017 - 08:46 م
طباعة موسكو تدعو المعارضة
 
دعت الخارجية الروسية المعارضة السورية الابتعاد عن لغة التهديد والعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن موسكو ستدعم جهود الرياض في توحيد المعارضة السورية، فى الوقت الذى تنوى فيه باريس عقد مؤتمر دولي لمحاربة تمويل الإرهاب، باعتبار هذه الجهود من الاتجاهات المحورية للتصدي لخطر الإرهاب العالمي.
من جانبه كثف الجيش السوري عملياته وغاراته على مواقع وتحصينات تنظيم "داعش" بمدينة دير الزور وريفها، وذلك بالتزامن مع وصول قافلة عناصر "داعش" القادمين من القلمون الغربي إلى حدود المحافظة، وكبدت الغارات والرمايات الدقيقة على تجمعات عناصر "داعش" وتحصيناتهم في منطقة البانوراما والثردة ومحيط المطار والمقابر وحويجة صكر وحيي الرشدية والحويقة، خسائر فادحة، وخاضت  وحدات من الجيش اشتباكات متقطعة مع مجموعات تابعة للتنظيم في البغيلية والرشدية والمقابر ومحيط المطار أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين.
ونقلت تقارير عن مصادر أهلية في البوكمال، وهي نقطة الوصول النهائية لقافلة "داعش" المتوقفة حاليا عند الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، خبر فرار أكثر من 30 عنصرا من التنظيم من المدينة،  وقام "داعش" بعد الكشف عن الهروب، بنصب حواجز في المدينة وعلى أطرافها بغية إلقاء القبض على الفارين وزجهم عنوة في المعارك.
ويتابع الجيش السوري عملياته في تضييق الخناق على مسلحي "داعش" المحاصرين في ريفي حماة وحمص الشرقيين، إذ تمكن اليوم الثلاثاء من بسط السيطرة على بلدة الطيبة وعلى عدد من النقاط الحاكمة المطلة على تلال "أبو حكفة" شرق تل العلباوي في ريف حماة الشرقي.

موسكو تدعو المعارضة
يذكر أن الجيش السوري أعلن عن موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع تنظيم "داعش" في منطقة القلمون الغربي في ريف دمشق، وبرر الجيش السوريموافقته بأن الاتفاق "جاء حقناً لدماء القوات السورية والقوات الرديفة التابعة لها والمدنيين".
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن وقف إطلاق النار بين الجيش السوري وتنظيم "داعش".
من جانبه شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أنه يجب على المعارضة السورية الابتعاد عن لغة التهديد والعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن موسكو ستدعم جهود الرياض في توحيد المعارضة السورية.
قال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان "يجب على المعارضة أن تتصرف بشكل واقعي وتتخلى عن الإنذارات النهائية، التي لا تتماشى مع تلك القواعد التي أقرها مجلس الأمن الدولي. وقد أكد مجلس الأمن أن السوريين يجب أن يقرروا بأنفسهم مصير بلدهم. ولا توجد هناك أي شروط مسبقة". 
أكد الوزير الروسي: "عندما تقدمت السعودية بمبادرة توحيد الهيئة العليا للمفاوضات، التي أنشئت آنذاك في الرياض، مع مجموعتي القاهرة وموسكو للمعارضة السورية، فإننا دعمنا هذه المبادرة بنشاط. وسندعم شركاءنا السعوديين بكافة الأشكال للمضي قدما في هذا الاتجاه".

موسكو تدعو المعارضة
وقال لافروف إن موسكو تولي اهتماما خاصا لعملية تنسيق المواقف بشأن مناطق خفض التوتر والهدنة ووقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، مضيفا أن هناك فرصة كبيرة للتأثير إيجابيا على الوضع "على الأرض" في هذا المجال، مؤكدا على أن موسكو معنية بتنسيق الجهود مع الإمارات العربية المتحدة في مجال تسوية الأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
من جانبه أكد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان أن توحيد المعارضة جزء من إنجاح مساري أستانا وجنيف، مشيدا بجهود موسكو والقاهرة في إقناع وفود المعارضة على المشاركة في اجتماع الرياض، كما أعرب عن أمله في أن تسفر جهود روسيا والسعودية ومصر عن إنجاح المفاوضات السورية في أستانا وجنيف.
وعلى الجانب الآخر أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اجتماع دولي جديد حول سوريا سيعقد الشهر المقبل، مشيدا بنتائج التعاون مع روسيا في وضع حد لاستخدام الكيميائي بسوريا.
وقال ماكرون أمام المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه، إن "اللاعبين الرئيسيين" في تسوية الأزمة السورية، سيحضرون اجتماع مجموعة اتصال خاصة بسوريا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ولم يوضح الرئيس الفرنسي عما إذا كان الحديث يدور عن مجموعة الاتصال الدولية لدعم سوريا، التي توقفت اجتماعاتها عمليا منذ أشهر طويلة، أو عن صيغة دولية جديدة لدعم التسوية السورية.

موسكو تدعو المعارضة
كما كشف ماكرون عن تحقيق "نتائج معينة" في سياق التعاون مع روسيا بشأن الحد من استخدام الكيميائي في سوريا، دون أن يبين طبيعة هذه النتائج أو هذا التعاون، وأكد ماكرون أن الأولوية بالنسبة لسياسة فرنسا الخارجية تكمن في محاربة الإرهاب وضمان أمن المواطنين الفرنسيين.
وأعلن أن باريس تنوي عقد مؤتمر دولي لمحاربة تمويل الإرهاب، باعتبار هذه الجهود من الاتجاهات المحورية للتصدي لخطر الإرهاب العالمي.

شارك