"داعش سيناء" يتحدى تحالف القاهرة وحماس بعملية "بئر العبد"
السبت 16/سبتمبر/2017 - 06:27 م
طباعة
يبدو أن التقارب الدائر حالياً بين مصر وحركة "حماس" بات مقلقاً إلى حد كبير لتنظيم "داعش" الإرهابي الذي ينشط في بعض مناطق محافظة شمال سيناء، إذ عبر التنظيم في بيانه الأخير الذي تبنى خلاله عملية استهداف رتل قوات الشرطة في منطقة "بئر العبد" ما أدى إلى إصابة ومقتل العشرات من القوات، أن الترتيبات بين الاستخبارات المصرية و "حماس" لمحاصرة من سماهم بـ"المجاهدين في سيناء"، لن تثنيهم عن شن مزيد من الهجمات.
ولاتزال القاهرة وحماس يضعان اللمسات النهائية على اتفاق يضع حركة "حماس" التي لطالما اتهمتها القاهرة بالتقصير في ضبط الحدود المشتركة، ما تسبب في قدرة الجماعات الإرهابية في سيناء من الحصول على الدعم اللوجستي اللازم ما مكنهم من النيل من قوات الجيش والشرطة في حوادث متفرقة.
وبحسب ما علمت "بوابة الحركات الإسلامية" فإن مصر وحماس اتفقا على إعادة ضبط الحدود المشتركة بين القطاع الفلسطيني ومصر، إلى جانب نشر قوات على طويل الشريط الحدودي، إلى جانب إقامة أسوار للحماية والتامين ونشر كاميرات مراقبة، ما يمثل خطراً كبيراً على التنظيم الإرهابي.
ويشهد قطاع غزة الفلسطيني تحديات أمنية كبيرة إذ يحوي القطاع جماعات متعددة من السلفية الجهادية التي بايعت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، ومن هنا كان يأتي الدعم للتنظيم الإرهابي، كما نعى التنظيم الإرهابي في وقت سابق عناصر يتبعون له من قطاع غزة قتلوا خلال معارك خاضوها ضد قوات الجيش المصري.
وخلال الفترة الاخيرة كثفت قوات الجيش والشرطة من حملاتها العسكرية والأمنية في بعض المناطق التابعة لمحافظة شمال سيناء ما أدى إلى قتل المئات من التنظيم الإرهابي فضلاً عن ضبط واتدمير عشرات الأطنان من المواد المتفجرة، وتعهد الجيش في مرات عديدة في مواصلة جهودة إلى حين استئصال شقفة التنظيم الإرهابي من سيناء.
وقال مراقبون إن استهداف التنظيم الإرهابي لقوات الشرطة في منطقة "التلول" على الطريق بين مدينتي بئر العبد والعريش شمال سيناء الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل 18 ضابطاً وجندياً، هو محاولة من التنظيم المتطرف، الذي يواجه حصاراً خانقاً من قوات الجيش والشرطة في معاقله التقليدية في المحافظة، لإيجاد موطئ قدم في المناطق الباردة في شمال سيناء، التي لم تطاولها سخونة الهجمات الإرهابية وصعوبة الإجراءات الأمنية.
ومنطقة "التلول" تقع على مسافة 20 كيلومتراً غرب العريش. ونُفذ الهجوم الأخير بإحكام شديد، إذ اختيرت له منطقة وعرة في منحنياتها على طريق العريش – بئر العبد (80 كيلومتراً)، تحيط به الكثبان الرملية والتلال من الجانبين بحيث تحجب الرؤية في تلك المنطقة واستكشاف الطريق أو المنطقة الجبلية المتاخمة له، عكس بقية الطريق الدولي الممهد الذي يمتد في غالبه بشكل مستقيم ومفتوح ويحيط به من الجهة الشرقية ساحل البحر المتوسط، ومن الغرب صحراء منبسطة يسهل استكشاف أي تحرك فيها.
لكن في منطقة التلول ولمسافة تمتد إلى نحو 20 كيلومتراً، ينحدر الطريق بمنحنيات عدة وعرة تحيط بها الكثبان والتلال من الجانبين، ما يستدعي خفض سرعات السير في تلك المسافة إلى أدنى سرعة ممكنة.
كما تخلو منطقة الهجوم تماماً من أي وجود سكاني فيها، علماً أن الوجود السكاني على طول الطريق بين العريش وبئر العبد نادر، فلا توجد تجمعات إلا في منطقة "أبو الحصين" وقرب شركة "الملاحات" وفي منطقة "أبو عرادة" وقرى "مزار" و "الروضة" و"التلول" و"سلمانة" و"السادات".
ولوحظت في الشهور الأخيرة حركة للمسلحين في تلك المناطق التي ظلت هادئة على مدى الأعوام السابقة إلا من هجمات استهدفت أضرحة أو مزارات دينية يعتبر المتطرفون زيارتها من البدع.
وفي الشهور الأخيرة، اقتحم مسلحون شركة "الملاحات" على طريق العريش – بئر العبد، وخطفوا موظفاً وقتلوه، وتردد أن سبب قتله تعاونه مع الجهات الأمنية للإبلاغ عن تحركات المسلحين في المنطقة. كما نصب مسلحون مكامن على الطريق قرب التجمعات السكنية في محاولة لإرهاب السكان وإظهار سيطرتهم على المنطقة قبل الفرار سريعاً مع اقتراب قوات الأمن من الوصول الى المكان.