المسلمون واللاجئون والارهاب يسيطرون على الانتخابات الألمانية

الأحد 17/سبتمبر/2017 - 05:49 م
طباعة المسلمون واللاجئون
 
تتجه الأنظار إلى المانيا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري لمتابعة الانتخابات باعتبارها أول انتخابات برلمانية بعد موجة اللاجئين التي شهدتها ألمانيا قبل سنتين، وما رافق ذلك من ردود فعل مختلفة في المجتمع الألماني، من بينها ظهور حركات مناهضة للاجئين والمسلمين مثل حركة "بيجيدا"،  وبشكل غير مسبوق في تاريخ ألمانيا الحديث، ينجح حزب يميني شعبوي أيضا في تبوء مكانة متقدمة في المشهد الانتخابي الألماني.
وباتت قضية الإسلام في ألمانيا ترتبط بشكل وثيق مع قضية اللاجئين، الذي يعتنق أغلبهم الإسلام، كما أن الإسلام أحد أكبر القضايا التي تعتمد عليها أحزاب وحركات يمينية متطرفة، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، لصيد أصوات الناخبين الألمان الممتعضين من تدفق اللاجئين ومن يخشون تنامى الاعتداءات الإرهابية.

المسلمون واللاجئون
في هذا الصدد، يتفق كل من ميركل وشولتس على أن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في ظل عيش نحو أربعة ملايين مسلم في ألمانيا منذ فترة طويلة. ولكن شولتس انتقد أيضاً من أسماهم بـ"أئمة الكراهية"، الذين يشجعون على التطرف الديني والانسلاخ عن المجتمع الألماني وقيمه بحجة عدم توافقها مع الإسلام. بيد أنه لم ينس الإثناء على "المسلمين العاديين" الذين يعيشون حياتهم في المجتمع دون أن يسمع بهم أحد ويقومون بواجباتهم الدينية والمجتمعية على أكمل وجه.
ويري مراقبون أن حزب البديل من أجل ألمانيا،  وهذا الحزب الجديد الذي تأسس سنة 2013 يحتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات بعد الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارتن شولتس.

المسلمون واللاجئون
شدد مراقبون على أن حزب البديل من أجل ألمانيا غيّر توجهاته الأساسية فتحول من معارضة  سياسة إنقاذ اليورو التي اتبعتها ألمانيا مع اليونان وغيرها من البلدان الأوروبية المتضررة من الأزمة الاقتصادية، إلى التركيز على المهاجرين والإسلام والمطالبة بإغلاق أبواب ألمانيا في وجه اللاجئين. ويؤكد الحزب في برنامجه الانتخابي على أن الإسلام "لا ينتمي إلى ألمانيا." ويطالب بمنع ارتداء الحجاب في الوظائف العمومية. ويقول أيضا إنه يجب حظر النقاب كليا في الأماكن العامة. علاوة على ذلك، يطالب الحزب  بحظر المآذن، بالإضافة إلى منع تدريس الإسلام في المؤسسات الحكومية.
وشددت تقارير على أن نسبة البطالة أكثر ارتفاعا من غيرها، ظهرت في العامين الأخيرين حركة مناهضة للمهاجرين وللمسلمين عرفت باسم بيجيدا وقامت هذه الحركة بتنظيم مظاهرات بشكل مستمر للمطالبة بقوانين أكثر تشددًا فيما يتعلق باستقبال المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم، وبالمقابل كانت تخرج مظاهرات مضادة يفوق عددها عدد حركة بيغيدا تؤكد أن ألمانيا بلد منفتح على كل الثقافات، يضمن حرية الاعتقاد لكل شخص مهما كان دينه أو جنسه. 
وقال سامي شرشيرة الخبير في قضايا الاندماج ومستشار وزير الداخلية الألماني أن موجة العداء ضد العرب والمسلمين في ألمانيا في تصاعد، "للأسف لم تفلح الأحزاب الألمانية الرئيسية في الحيلولة دون دخول حزب البديل من أجل ألمانيا إلى البرلمان المقبل، فاستطلاعات الرأي تقول إن الحزب سيحصل على أكثر من عشرة في المائة من الأصوات في الانتخابات المقبلة".
نوه  فى حواره مع شبكة دويشته فيله أن هذا الحزب يشكل تهديدا مباشراً للمسلمين والمهاجرين، خاصة وأن من أساسيات برنامجه الانتخابي، تضييق الحريات على المسلمين ومنع اللاجئين من دخول البلاد، مؤكدا على أن "هناك مؤشر آخر على خطورة هذا الحزب وتأثيره على المناخ العام بالنسبة للمسلمين، فهو يدفع الأحزاب الأخرى إلى تشديد مواقفها تجاه المهاجرين حتى لا تخسر بعض الأصوات لصالح حزب البديل".
ركز على أن أحد الأسباب التي تغذي الأجواء العدائية ضد المهاجرين في ألمانيا بالقول "هناك ملايين من الألمان الشرقيين يعانون بدورهم من مشاكل اجتماعية واقتصادية بعد توحيد ألمانيا الغربية والشرقية ولم يتمكنوا بأنفسهم من الاندماج بشكل كامل في المجتمع الألماني. ففي شرق ألمانيا مظاهر العنصرية تظهر بشكل يومي تقريبا. وهذا الأمر يؤدي إلى تغيير ملامح البلاد في الوقت الحالي وربما بشكل أكبر في المستقبل".

المسلمون واللاجئون
بينما قالت  شابة فلسطينية مقيمة في مدينة بون، أنها تعاني من مضايقات أحيانا في وسائل النقل العمومية بسبب ارتدائها للحجاب، مؤكدة أن مظاهر العنصرية تزايدت بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة. وتطالب الشابة العشرينية بعدم وضع المسلمين في خانة واحدة مع المتطرفين والإرهابيين.
أما بخصوص موقف الأحزاب الألمانية الكبرى، وفي مقدمتها الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ومنافسها زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، من الأصوات المناهضة للمسلمين والأجانب، فهي واضحة وترفض التضييق على حرياتهم. فقد أعلنت المستشارة الألمانية موقف حزبها من الشعارات التي يطلقها حزب البديل من أجل ألمانيا صراحة. وأكدت أن حرية العقيدة مكفولة في الدستور الألماني. كما قالت أكثر من مرة إن الإسلام جزء من ألمانيا. وزادت المستشارة على ذلك، قبل أيام من إجراء الانتخابات، بأنه في حال فوزها ستضمن بأن لا يتم وضع حد سنوي أقصى للاجئين يبلغ مائتي ألف لاجئ فقط.
واتفق زعيم الحزب الاشتراكي مارتن شولتس مع هذا الطرح، لكن بصورة مختلفة، حيث دعا إلى حل أزمة اللاجئين ضمن نطاق الاتحاد الأوروبي، وهو بذلك يريد أن يرمي الكرة في ملعب أوسع من ألمانيا. وقال بهذا الخصوص "ما نحتاج إليه هو قانون أوروبي للهجرة واللاجئين، وقد أظهرت لنا الأزمة أنه لا يمكن حلها على الصعيد الوطنى فحسب، بل لا بد من حلها أوروبيا".
بدوره رفض الحزب المسيحي الاجتماعي، شريك ميركل في التحالف الانتخابي، دعوات البديل من أجل ألمانيا، لكنه طالب بحد أقصى لدخول اللاجئين كل عام. ومن قبله بدأ حزب الخضر منذ فترة انتهاج سياسة التنوع في محاولة لدمج اللاجئين، وهو ما يعني أن البديل من أجل ألمانيا، يقف وحيدا وربما معزولا بسبب دعواته المتشددة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا يقدر بحوالي خمسة ملايين شخص من بينهم أكثر من مليونين يحق لهم التصويت.

شارك