بأوامر إيرانية.. نصر الله يحاول وقف انفتاح الصدر على السعودية
الأحد 17/سبتمبر/2017 - 08:47 م
طباعة
يبدو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأعوانها في المنطقة يحاولون وقف انفتاح الزعيم العراقي مقتدى الصدر على دول الخليج خاصة السعودية، حيث وصل زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، قبل يومين إلى بيروت، وأن القطب الشيعي العروبي نزل بضيافة "حزب الله"، أحد أبرز الميليشيات الممولة من إيران في المنطقة.
كان الصدر انفتح بشكل كبير على السعودية ودولة الإمارات خلال الفترة الأخيرة، وأصدر الصدر في أعقابها تصريحات اعتبرها العديد من خصومة نتاج مشاوراته مع السعودية، وكان من بين تصريحات الصدر التي تسببت في موجة انتقادات واسعة طلبه حل ميليشيا الحشد الشعبي، إذ قال إنه لم يعد مقبولاً أن يكون هناك ميليشيات مسلحة تعمل بموازاة القوات الأمنية.
وتيار الصدر يعتبر أحد أبرز الفصائل والتيارات صاحبة الحضور في المشهد العراقي، وقد دخل انصار التيار في مشاحنات كبيرة مع الحكومة العراقية، إذ رفض التيار استمرار الاعتماد على تشكيل الحكومة وفق نظام المحاصصة وان الأصلح للعراق في ذلك الوقت تعيين حكومات كفاءات من التكنوقراط، وأعلن تنازله عن حصة تياره في الحكومة لصالح التكنوقراط.
كما لعب التيار دور كبير في الحفاظ على المناطق المقدسة والمقامات في العراق بعدما تصاعدت دعوات بعض المتطرفين بضروة استهداف تلك المزارات، كما هدد الصدر في وقت سابق القوات الأمريكية في أكثر من موقع.
وقالت الصحيفة اللبنانية، إن زيارة الصدر تستمر عدة أيام، يجري خلالها سلسلة لقاءات، وأن الصدر انتقل الخميس الماضي إلى بلدة شحور في قضاء صور، حيث كانت له لقاءات وزيارات ذات طبيعة عائلية، إذ إن جذور عائلة الصدر (عائلتا الصدر وشرف الدين في صور وشحور هما من أرومة).
ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن الصدر سيلتقي مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي سيحاول الأخير رأب الصدع بين الصدر وإيران بعد ملامح ابتعاده عنها، واقترابه من السعودية.
والصدر من أكثر المعترضين على الدور الذي تلعبه إيران في العراق، وطالب في أكثر من موضع بضرورة التصدي لذلك الدور ولجم النفوذ الإيراني، لكن طهران كانت في كثير من المواضع تفضل عدم التعليق على تصريحاته إذ تعلم انه صلاحب نفوذ حاضر في الشارع العراقي، لكن بعد التطورات الأخيرة وتقارب الصدر من السعودية بدأت إيران تزداد توتراً وقلقاً من هذا التقارب.
مصدر إيراني على صلة بجماعة حزب الله اللبناني، قال لوكالات أنباء إيرانية إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر سيلتقي، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت، وأضاف المصدر لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية، أن زعيم التيار الصدري في العراق وصل الخميس الماضي إلى لبنان بدعوة وجهها له الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، منوهًا إلى أن اجتماعًا عقد بين الصدر ونصر الله لبحث تطورات المنطقة والأوضاع في العراق.
وتابع: "من المتوقع أن يناقش نصر الله علاقات الصدر مع إيران وكذلك النهج الذي اعتمده الزعيم العراقي في التعاطي مع الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية".
كان مقتدى الصدر زار المملكة العربية السعودية في 31 يوليو الماضي، وبحث عدد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي 13 من شهر أغسطس الماضي، قام رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ورأت طهران وحلفاؤها في المنطقة أن زيارة الصدر إلى السعودية هي محاولة للحد من النفوذ الإيراني وإخراج العراق من هيمنتها وإعادته إلى حاضنته العربية.