عودة داعش إلى ليبيا في ظل الانقسامات السياسية

الأحد 17/سبتمبر/2017 - 09:19 م
طباعة عودة داعش إلى ليبيا
 
نشر موقع بلوم بيرج الإنجليزي تقريرًا بعنوان "عودة داعش إلى ليبيا في ظل الانقسامات السياسية"، حذر فيه من عودة عناصر التنظيم، وفقًا للتقارير الأمنية المحلية الليبية، التقرير أورد أسباب عودة التنظيم الإرهابي، والمناطق المنتشر بها، التقرير نشر في 12 سبتمبر  2017، وترجمه بوابة الحركات الإسلامية.
منذ أواخر شهر أغسطس الماضي 2017، بدأت تقارير أمنية وصحفية تفيد عودة عناصر ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي إلى معقلها في ليبيا بشمال أفريقيا، ولكن هذه المرة بالقرب من مواقع إنتاج النفط.
وبحسب ما ورد في تقرير نشره موقع "بلوم برج" يقول إبراهيم مليتان، المسؤول عن الأمن في مدينة سرت، حيث شوهد مسلحون يتجولون في الطريق السريع الساحلي في عربات مدرعة، ويضعون نقاط تفتيش ويبحثون عن المعارضين، على الحدود الغربية للمنطقة الرئيسية لإنتاج النفط في منطقة تبلغ حوالي 40 ألف كيلومتر مربع، متعهدين بإعادة إقامة حكم الدولة الإسلامية، مما تسبب في ذعر السكان المحليين.
وكانت القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وبدعم من الضربات الجوية الأمريكية، استولت على مدينة سرت من المتطرفين في ديسمبر 2016، بعد أشهر من المعارك العنيفة، الانتصار الذي عني كثيرًا لقادة أوروبا، لما يمثله وجود التنظيم من تهديد مباشر لأوروبا بسبب تواجده على ساحل البحر الأبيض المتوسط. 
استطاع التنظيم من استغلال الخلافات والمواجهات بين حكومة السراج وخليفة حفتر، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، لتعود مرة أخرى إلى شرق البلاد، خاصة في ظل الهزائم التي تلاحق التنظيم في سوريا والعراق.
ويرى محللون أن هزيمة داعش لن تحدث دون إجماع حقيقي بين السياسيين، الأمر الذي يبدو بعيدًا في الوقت الحالي، في الوقت نفسه، تستغل الأطراف السياسية في ليبيا وجود  التنظيم الإرهابي كورقة ضغط لتبرير وجودها.
وكان "السراج" تم تعيينه رئيسًا لحكومة الوفاق الوطني في 8 من أكتوبر 2015، وتعهد بتوحيد الشعب الليبي، وإنهاء سنوات الاضطرابات التي تفاقمت منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي، ولكن مع انتشار تنظيم داعش في المدن الليبية لا سيما مدينة سرت، الأمر الذي دفع بخليفة حفتر من التعاون مع الجانب المصري، واتخاذ خطوات أحادية الجانب وإعلان الحرب على داعش، بدعم لوجيستي وعسكري ومعلوماتي مع الجيش المصري، في ظل محاولة حكومة السراج من إخضاع الجيش الوطني الليبي لها، الأمر الذي لم تتعاون فيه بقية وحدات الجيش، معلنين الولاء لحفتر، مما خلق طريقًا مسدودًا بين حكومة "السراج" وحفت.
ورغم تدهور أحوال معيشة المواطنين من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، وأزمة السيولة النقدية تجعل الحياة صعبة بالنسبة للمدنيين، في حين أن عمليات الاختطاف وغيرها من الجرائم منتشرة، كما إن عوائد النفط تذهب على الرواتب، مما يؤدي إلى تآكل خزانات الدولة في الالتزام بواجباتها.
ومع ضعف الانتشار الأمني وعدم وجود حكومة مركزية، عوامل ساعدت للتنظيم الإرهابي برفع لافتاته السوداء على سرت، مسقط رأس "القذافي" في عام 2014، وهي نفس العوامل التي تسهل الآن عودة التنظيم. 
وتواجه الحكومة الليبية عددا من التحديات مع بدء الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء المقبل 19 سبتمبر 2017، حيث كُلِفَ مبعوث المنظمة الدولية لليبيا غسان سلامي بوضع خارطة طريق للتوافق بين السراج وحفتر، تتضمن خططًا لإجراء استفتاء دستوري. ولكن المضي قُدمًا دون قبول من الشعب الليبي يهدد ببقاء بعدم ترك مسألة الشرعية السياسية دون حل.
وترى القوى الغربية أنه بينما يحتفظ السراج بدعم أمريكي وأوروبي كبيرين، فإن بعض اللاعبين الأقوياء بما في ذلك روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر يدعمون خليفة حفتر، مما يعقد الجهود الرامية إلى سد الانقسامات في ليبيا. وقد بذلت جهود الوساطة التي تبذلها المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا من أجل إحراز تقدم.
خلاصة القول أنه في الوقت الذي يتم فيه بذل مساعي دولية لرأب الصدع بين الأطراف الليبية، يتقدم تنظيم داعش مرة أخرى، ويتمدد في المنطقة الشرقية من مدينة النوفلية المركزية إلى ضواحي سرت الشرقية، ومن الجنوب إلى ما وراء وادان في منطقة الجفرة، وبحسب تقارير أمنية صادرة من سرت، فإن التضاريس الصخرية تزود التنظيم الإرهابي بممر آمن من وإلى الصحراء الجنوبية.

شارك