مع لقاء ترامب بـ"تميم".. هل تنجح نيويورك في الوساطة بين قطر والدول الأربع؟
الأحد 17/سبتمبر/2017 - 09:36 م
طباعة
مع فشل المساعي التي تقوم بها دولة الكويت في الوساطة لحل الأزمة القطرية مع الدول الأربع، السعودية، الإمارات، البحرين، مصر، تتدخل أمريكا في حل الأزمة، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد غدًا الثلاثاء في نيويورك.
وقد يكون هذا اللقاء بمثابة الفرصة الأخيرة لقطر من قبل الدول الأربع، حيث ترفض الدوحة الاعتراف بأويها ودعمها للإرهاب، ومنذ بدء الأزمة تلعب الكويت دور الوساطة لحل الأزمة العالقة بين الدول الأربع وقطر، والتي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات.
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة ومصر والبحرين قد أعلنوا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وقدموا قائمة للدوحة بمطالبهم لعودة العلاقات، والتي كان على رأسها "وقف دعم وتمويل الإرهاب" وإغلاق قنوات "الجزيرة".
وفي 8 سبتمبر الجاري، أجري أمير قطر تميم بن آل حمد، اتصالا هاتفيا، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس، حيث أكدت أن أمير قطر عرض في ذلك الاتصال الجلوس على مائدة الحوار مع دول المقاطعة الأربع، ومناقشة مطالبهم بما يضمن تحقيق مصالح الجميع، على حد قول البيان.
من جانبه، أعلن بن سلمان ترحيبه بالعرض القطري، ولكن أكد أنه سيعلن موقف المملكة الرسمي بعد التشاور مع دول المقاطعة الثلاث، الإمارات والبحرين ومصر.
ومواصلة لنشر الكذب والتناقض، بث تقرير على وكالة الأنباء القطرية حرف مضمون المكالمة بين الامير القطري وولي العهد السعودي، وهو ما دفع المملكة إلى إعلان تعطيل أى حوار مع الدوحة، بعدما ادعت الوكالة القطرية الرسمية أن اتصال تميم بالأمير محمد بن سلمان جاء بناء على طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، زاعمة أيضاً أن الأمير محمد وتميم أكدا خلال الاتصال الهاتفى على ضرورة حل هذه الازمة من خلال الجلوس على طاولة الحوار لضمان وحدة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجى.
وقالت مصادر خليجية، إن الشيخ تميم لا يمكن أن يعلن في خطابه أمام الجمعية العامة، أو في لقائه بترامب، تمسّكه بالحوار مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين، أو أنه يتبنّى الحرب على الإرهاب، ثم تعلن وكالة الأنباء الرسمية القطرية أو قناة الجزيرة، أن كلام الأمير تم تأويله بشكل خاطئ، أو تحريفه، فالتراجع هنا غير ممكن لأنه أمام أنظار العالم.
ووفق وكالة رويترز فإن المصادر اعتبرت أن الرئيس الأميركي سيكون في وضع أقوى أمام لوبي وزارة الخارجية الموالي لقطر.
وتتوقع المصادر أن يبادر ترامب في كلمته أمام الجمعية العامة إلى دعوة قطر لفك ارتباطها بالإرهاب، وأن توقف أسلوب الهروب إلى الأمام وتقبل بالحوار مع جيرانها لإنهاء أزمة تجاوزت المئة يوم.
وكانت قالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن دونالد ترامب سيهاجم الأعداء ويثني على الأصدقاء في أول كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعني أن كلمته لن تتضمن أيّ مجاملة في مختلف الملفات، وخاصة ملف قطر.
وسبق لهيلي أن اعتبرت أن الأزمة الخليجية تمثل فرصة لحثّ قطر على وقف دعم "مجموعات تسير نحو القيام بنشاطات إرهابية لا نريد رؤيتها.
وكان ترامب قال خلال مؤتمره الصحفي مع أمير الكويت، إنه مستعد للوساطة في حل أسوأ خلاف نشب منذ عشرات السنين بين قطر ودول عربية حليفة للولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي قد حذر في مكالمة هاتفية مع أمير قطر في 8 سبتمبر الجاري بأن وحدة الخليج ومكافحة الإرهاب شرطان لأيّ وساطة في الأزمة الخليجية الراهنة، وهو ما يعني أن واشنطن متمسّكة بأن تفكّك الدوحة علاقتها بالجماعات الإرهابية بمختلف مسمّياتها، وأن تكفّ عن إدخال دول مثل إيران وتركيا في قضايا خلافية خليجية يفترض أن تحلّ داخل مجلس التعاون.
ويرى مراقبون أن دول المقاطعة، التي تركت الوقت للوسطاء إقليميين أو دوليين بهدف اختبار نوايا قطر ومدى جديتها في الحوار، ستعتبر أن لقاء ترامب بالشيخ تميم فرصة أخيرة أمام الوساطات على اعتبار أن عواصم مختلفة وبينها واشنطن قد حاولت أكثر من مرة جلب الدوحة إلى طاولة الحوار لكنها فشلت خاصة في ظل الزئبقية التي طبعت المواقف القطرية.
كذلك يتوقع مراقبون أن ترامب سيلجأ إلى الإمساك بملف الوساطة بيده بعد أن أفشل القطريون جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فضلا عن اتصال الرئيس الأميركي بقادة دول خليجية وحثهم على كسر جمود الأزمة أفشله أمير قطر حين أجرى مكالمة هاتفية مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعلان الرغبة في الحوار، لكن الإعلام القطري حرّف فحوى المكالمة وعمل على استثمارها للإيهام بأن السعودية في أزمة، وأنها هي التي تبحث عن تسريع الحلّ وليس قطر.
ووفق تقارير، قالت مراجع خليجية، أن التلويح بورقة الاستثمارات التي رفعها أمير قطر في برلين وباريس لن يجد تجاهها أي تأثير في واشنطن، وأن عليه أن يجيب عن الأسئلة الصعبة التي ستطرح عليه خاصة ما تعلق بدعم الإرهاب وتقويض الجهود الدولية الساعية لضربه في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
الجدير بالذكر أن بداية الأزمة بين قطر والدول الأربع، بدأت بعد نشر تصريحات لأمير قطر تم نسبها لوكالة الأنباء القطرية ينتقد فيها دول الخليج، ويدافع عن إيران، فيما قالت الدوحة إن وكالة أنبائها تم اختراقها، وهو ما رفضته الدول الأربع، وقد تعيد نفس السيناريو مع الأزمة الحالية عقب الاتصال.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، أكد أنه على الرغم من التصوير بأن قطر متماسكة وثباتها على موقفها يخفي وراءه مأساة اقتصادية قد تصيب البلد الخليجي، لأن الاقتصاد القطري متداخل بقوة مع اقتصادات سائر الدول التي أعلنت المقاطعة.
ومنذ اندلاع الأزمة والتراشق بين الدول بالبيانات مستمر وبالأخص من ناحية قطر والتي تتعمد في إصدار بيانات تعنت في حل الأزمة العالقة منذ ثلاثة أشهر.
وفي ظل استمرار الأزمة بين التمسك الخليجي بالمطالب، والتعنت القطري، سيؤدي إلي تصعيد جديد ودخول الدوحة في نفق مظلم قد ما لم تستجب للمطالب الخليجية.