بالتزامن مع هزائم "داعش" في العراق وسوريا.. دلالات من كلمة البغدادي الأخيرة

السبت 30/سبتمبر/2017 - 12:15 م
طباعة بالتزامن مع هزائم
 
بعد جملة من النخمينات حول مصيره تارة، ومكان تواجده تارة آخرى، قطع زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، الطريق على هذه التخمينات في ظل الخسائر التي مُني بها التنظيم سواء في العراق أو سورية، حيث دعا البغدادي في تسجيل صوتي منسوب اليه تداولته حسابات جهادية على الانترنت، أنصاره الى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق، وجاء في التسجيل "لقد أيقن قادة داعش وأجنادها ان الطريق الموصلة الى... النصر والتمكين هي الصبر والثبات امام الكفار مهما انتفشوا وتحالفوا وحشدوا".
اللافت ان البغدادي أراد بالتسجيل إعطاء دفعة معنوية لعناصره في ظل حديث متصاعد عن مقتله في غارة في روسية في سورية، فضلاً عن الخسائر التي يتعرض لها التنظيم في العراق وسورية، ويحاول التنظيم الإرهابي استغلال أي فرصة تساعده على إعادة الحياة مجدداً في صفوف التنظيم، وقد حذر مراقبين من تداعيات استفتاء إقليم كردستان العراق، واعتبروا ان الانفصال ربما يكون بمثابة قبلة حياة للتنظيم خاصة ان القوى المتصارعة في الازمة عنصرين أساسيين في الحرب على التنظيم. 
بالتزامن مع هزائم
وعلى الرغم من انه لا يمكن التأكد من صحة التنظيم، يأتي نشره في ظل خسائر عسكرية كبيرة تلحق بالتنظيم في سوريا على أيدي قوات النظام السوري المدعوم من ايران وروسيا، وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، وفي العراق على أيدي القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة اميركية.
وتابع التسجيل الموقّع من "مؤسسة الفرقان" التي تنتج عادة التسجيلات الصوتية والمصورة لتنظيم الدولة الاسلامية "إننا، بحول الله وقوته، باقون، ثابتون، صابرون... لن تثنينا كثرة القتل والاسر وألم الجراح"، وتحدث صاحب التسجيل عن الهزائم التي مني بها تنظيم الدولة الاسلامية في الاشهر الاخيرة، مشيرا الى "الدماء التي سفكت" في "الموصل وسرت والرقة والرمادي وحماة"، وأكد ان "إرهاصات النصر العظيم والفتح الكبير بادية ظاهرة، ولا أدل من ذلك من اجتماع أمم الكفر وعلى راسهم أمريكا وروسيا وايران وغيرهم على أرض الملاحم".
بالتزامن مع هزائم
وخسر التنظيم المتطرف مدينة سرت الليبية في ديسمبر 2016، والرمادي في العراق في فبراير 2016، والموصل، ثاني مدن العراق، في يوليو 2017. كما ان معاقله الاخيرة في الرقة في شمال سوريا وغيرها على وشك السقوط، وتعود آخر رسالة للبغدادي الى نوفمبر 2016، وخلال الاشهر الاخيرة انتشرت العديد من الشائعات حول مقتله، وقال الجيش الروسي في منتصف يونيو انه يحاول اثبات ما إذا كان البغدادي قتل في غارة جوية روسية في سوريا في مايو.
وبقي البغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، متواريا عن الأنظار، وترددت شائعات تفيد بأنه تنقل مرارا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه بين جانبي الحدود العراقية والسورية، لكن في الاول من سبتمبر، قال مسؤول عسكري أميركي كبير ان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية على قيد الحياة على الارجح، وانه مختبىء في مكان ما في وادي الفرات في الشرق السوري؟، ويعتقد انه غادر الموصل مطلع عام 2017.
بالتزامن مع هزائم
ويتعرض تنظيم الدولة الاسلامية حاليا في دير الزور في شرق سوريا لهجومين: الاول من قوات سوريا الديموقراطية والثاني من قوات النظام السوري، وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي، وهو من مواليد العراق ويبلغ من العمر 46 عاما، في يوليو 2014 اثناء الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل، وجاء ذلك الظهور بعد اعلان "الخلافة" المزعومة انطلاقا من مناطق واسعة من العراق وسوريا كان سيطر عليها التنظيم المتطرف، وتقديمه ك"أمير المؤمنين".

شارك