تحقيقا لحلم الأكراد.. امريكا تدعم تأسيس دولة كردستان

السبت 30/سبتمبر/2017 - 01:03 م
طباعة تحقيقا لحلم الأكراد..
 
أكد مرصد مركز الدراسات الأمريكية العربية، أن مشروع دولة كردستان في العراق يحظى بدعم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
ولفت إلى أنه لم يعد من باب التكهن ما إذا كان الاستفتاء الكردي والانفصال بدولة مستقلة يشكلان قوائم المشروع البديل الذي أعدته واشنطن للشرق الأوسط.
وقالت دراسة للمرصد نشرت اليوم السبت: ليست فرضية أو ترفًا فكريًا، بل تستند إلى واقع ملموس أفرجت عن بعض جوانبه البنتاجون عام 2001 لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وفق الإستراتيجية التي بلورها الأدميرال آرثر سيبروسكي لوزير الدفاع آنذاك، دونالد رامسفيلد.
وأضافت الدراسة أنه في 29 سبتمبر 2013، استقرأت يومية (نيويورك تايمز) استراتيجية البنتاجون، المتضمنة عزمها إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وبررت الصحيفة خطة البنتاجون بالقول: "الخريطة المستجدة ستقلب اللعبة بشكل استراتيجي لكافة الأطراف تقريبًا".
ووصفت الدراسة الموقف الرسمي الأمريكي من استفتاء كردستان العراق أنه" راوح بين مفردات ضبابية، وأخرى حمّالة أوجه"، وغابت التحذيرات النارية المخصصة لخصوم واشنطن، فضلًا عن تجنبها استخدام مصطلح "الإدانة".
وأشارت إلى أن الخطاب الأمريكي حافظ على عدم (استفزاز) قادة كردستان العراق مناشدًا إياهم التريث، وأن المضي بالاستفتاء يشكل مغامرة تهدّد زعزعة البلاد، لتستدرك بالتأكيد على عدم تعرض العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة للتغيير على ضوء الاستفتاء غير الملزم قانونيًا ودستوريًا.
وقالت الدراسة إن واشنطن عرضت "وساطتها" بين بغداد وأربيل لتدوير زوايا الخلاف بينهما، كما قِيل، وأوفدت مبعوثها الرئاسي بريت ماكجورك للقاء مسعود البارزاني، وإعلان دعم بلاده تأجيل الموعد إلى المستقبل القريب، كخطوة اعتراضية لامتصاص غضب الدول المجاورة.
وأضافت الدراسة أن "الاستثمار" الأمريكي في عامل الكرد، خاصة كرد العراق، ليس وليد اللحظة، وكانوا العنصر الحاضر دومًا في الصراعين المحلي والإقليمي، فمن أبرز مزايا الاستثمار الأمريكي مع الكرد، البعد العسكري والدعم السياسي.
وبرزت في واشنطن أصوات بعض الساسة والعسكريين على السواء، والتي تشيد بـ"القوات الكردية باعتبارها القوة الوحيدة المؤتمنة في التوظيف في خدمة الإستراتيجية الأمريكية في سوريا والعراق".
وأشارت الدراسة إلى أن البنتاجون يحتفظ بخمس قواعد عسكرية في "إقليم كردستان العراق"، لاستضافة مستشاريها العسكريين من “القوات الخاصة” والاستخبارات، والذين يشرفون على تدريب وتأهيل مجنَّدي الكرد من "البشمركة"، امتدادًا لعلاقات سابقة بين الطرفين تعود لنحو نصف قرن من الزمن، تضمنت إمدادات عسكرية بشكل رسمي.
وفي سردها لهذه النظرية عن الدعم الأمريكي الخفي للاستفتاء الكردي وحلقاته التالية، تستذكر الدراسة ما نُشر في نيويورك تايمز، من أن خيارات البنتاجون أوضحت أن “حدودًا جديدة قد يجري ترسيمها بشكل متفاوت، وربما بآليات وسبل فوضوية، وأنه قد تبرز دول أنهت خوض مراحل الفيدرالية، والتقسيم الناعم، أو الحكم الذاتي، وانتهاء بطلاق الجغرافيا”.
تأييد الديمقراطيين لدولة كردستان
وفي 27 سبتمبر 2017، أكد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، أنه يجب أن تدعم أمريكا استقلال دولة كردستان.
وأصدر شومر بياناً، قال فيه، إنه "يجب أن تحترم أمريكا استفتاء إقليم كردستان"، مشيراً إلى أن "من الضروري أن يصبح للكرد في أقرب وقت دولة مستقلة".
وأشار إلى أنه "على العالم أن يقر ويحترم الاستفتاء التاريخي الذي نظم في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري بكردستان العراق".
كما أوضح زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، أنه "لدينا ثقة كاملة بقوات البيشمركة"، مضيفا أن "الشعب الكوردي يحترم حقوق جميع الأقليات في المنطقة ومن ضمنها الأقليات التي تعرضت للاضطهاد".
كما شدد شومر على "ضرورة مواصلة التعاون بين القوات الكردية والعراقية في مكافحة الإرهاب، وتشجيع الدول المتاخمة احترام إقليم كردستان".
ولفت إلى أن "الدول المجاورة للعراق بسبب مصالحها الخاصة تعارض دولة كردية، وعليها احترام الكرد والعراقيين في تقرير مستقبلهم". 
وكان قد قدم عضو الكونجرس الأمريكي، ترينت فرانكس، مشروع قانون إلى الكونجرس يدعو فيه لدعم الكورد لتأسيس دولتهم المستقلة، وذلك عقب انتهاء استفتاء استقلال إقليم كردستان. 
وطلب فرانكس وهو عضو الكونجرس عن ولاية ايريزونا من الكونجرس الأمريكي دعم الدولة الكوردية التي "سترفض رغبات تركيا في المنطقة"،
يشار إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في اقليم كوردستان، أعلنت، الأربعاء 27 سبتمبر، النتائج الرسمية للاستفتاء على استقلال كوردستان، مشيرة إلى أن "نسبة الذين صوتوا بـ (نعم) بلغت 92.73%، فيما بلغت نسبة التصويت بـ (لا) 7.27%".
واشطن ترفض الاستفتاء:
المواقف السابقة تاتي مخالفة لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، والذي اكد أن واشنطن لا تعترف بالقرار أحادي الجانب الذي اتخذته حكومة أربيل بالاستفتاء على استقلال إقليم كردستان. 
وقال تيلرسون، في بيان، الجمعة 30 سبتمبر2017، إن "التصويت والنتائج يفتقدان إلى الشرعية وسنواصل دعم عراق موحد واتحادي وديمقراطي ومزدهر".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تدعو السلطات في بغداد وأربيل إلى التهدئة ووقف التصعيد الكلامي والتهديدات، التي يطلقها الجانبان على خلفية الاستفتاء".
وفى وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة أنها أصيبت بـ"خيبة أمل عميقة"، بسبب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق، الإثنين الماضي، في تحدٍ للمجتمع الدولي بأسره، مؤكدة أن هذا الاستفتاء "سيزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب" في الإقليم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، إن "الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل عميقة بسبب قرار حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء أحادي الجانب على الاستقلال، بما في ذلك مناطق خارج إقليم كردستان".
وأضافت "نعتقد أنه يتعين على جميع الأطراف أن ينخرطوا بطريقة بنّاءة في حوار من أجل تحسين مستقبل كل العراقيين"، مشددة على أن "الولايات العراقية تدعم العراق موحداً وفيدرالياً وديمقراطياً ومزدهراً".

شارك