"داعش أفغانستان" يجدد ولاءه للبغدادي باستهداف حسينية كابول
السبت 30/سبتمبر/2017 - 02:20 م
طباعة
لايزال تنظيم "داعش أفغانستان" يحاول إثبات وجوده من حين لآخر في ظل استمرار سيطرة تنظيم "طالبان" وتصاعد نفوذه، حيث تبنى تنظيم (الدولة) في أفغانستان، التفجير الإرهابي الذي وقع قرب مسجد شيعي في كابول أمس الجمعة، عشية إحياء ذكرى عاشوراء، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الامر الذي اعتبره مراقبون بمثابة تجديد ولاء لزعيم التنظيم في العراق وسورية أبو بكر البغدادي.
ورغم التشديدات الأمنية التي وضعتها قوات الأمن الأفغانية، إلا ان الانتحاري تمكن من اختراق الحواجز الأمنية، وفجر سترته الناسفة ما أدى إلى مقتل 6 وإصابة العشرات من المصليين.
وتتعرض السلطات الأفغانية لانتقادات واسعة جراء فشلها في حماية الأقلية الشيعية التي تعد نحو ثلاثة ملايين نسمة في بلد غالبيته سنية، الأمر الذي عكس التهديد الذي تواجهه الأقلية الشيعية في أفغانستان، وفي محاولة لتدارك الأمر لجأت السلطات الأفغانية إلى اتخاذ خطوة غير مسبوقة لتدريب وتسليح نحو 400 مدني للمشاركة في حماية مساجد كابول بالتنسيق مع أئمة المساجد.
وربما تتجلى أهمية تدريب المدنيين، في كونهم هم من منعوا الانتحاري ومهاجمين آخرين من الوصول إلى "حسينية قلعة فتح الله" وفق قائد الشرطة.
ويبدو أن خطوة الحكومة الأفغانية غير كافية في مظر العديد من الأعيان الأفغان، إذ انتقدوا الإجراءات واعتبروها غير كافية، والقوا الضوء على عدم قدرة قوات الأمن الأفغانية على وقف الاعتداءات الانتحارية من قبل تنظيمي طالبان وتنظيم "الدولة" المتطرفبن.
اللافت انه كان من الممكن أن تكون محصلة القتلى أعلى من ذلك بكثير، وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الأفغانية، التي قالت إنها أوقفت ثلاثة مشتبه بهم عدا عن الانتحاري الذي قام بعد رصده بتفجير شحنته قبل وصوله إلى المسجد.
وقال الجنرال سليم الماس لوكالة الأنباء الفرنسية إن "انتحاريا تظاهر بأنه يرعى خرافه، فجر شحنته الناسفة قبل بلوغ هدفه على بعد نحو 140 مترا من حسينية" حي قلعة فتح الله السكني، موقعا ستة قتلى و16 جريحا، جميعهم مدنيون، وقالت منظمة "إيميرجنسي" الإيطالية التي تدير مستشفى متخصصا في جراحات الحرب في كابول من جانبها على تويتر أنها تسلمت تسعة عشر جريحا بينهم أربعة أطفال.
وأظهرت الصور الأولى من موقع التفجير جثة واحدة على الأقل وأشلاء بشرية أمام سيارات وواجهات مهشمة وعدة خراف مبقورة على الطريق وسط تناثر الحطام وحشدا من الناس الذين كانوا يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة، وكانت معظم المتاجر مغلقة الجمعة، ما قلل من أعداد القتلى.
وقال التاجر علي سيجا إن "الانتحاري حاول اجتياز الحاجز الذي أقامه مدنيون على بعد نحو 200 متر من الحسينية لكن تم رصده ففجر شحنته. كان يريد الوصول إلى المسجد والمصلون بداخله"، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش توقيف ثلاثة مشتبه بهم إثر التفجير، لا يزالون قيد الاحتجاز.
وقال الممثل الأفغاني سليم شاهين الذي كان داخل المسجد "كنا نؤدي الصلاة عندما سمعنا صوت انفجار فهرعنا إلى الخارج. رأيت عدداً من الجثث ونقلنا خمسة عشر شخصا إلى المستشفى"، وأكد مساعد قائد شرطة كابول صديق مرادي أن جميع القتلى والجرحى مدنيون ومن سكان الحي.
وبعد ساعات، تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" الهجوم في بيان تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي، معلنا أن عنصرا من صفوفه يدعى "زيد الخراساني" نفذه بسترة ناسفة، ما أسفر عن "هلاك وإصابة 50 رافضيا مرتدا" بحسب بيان التنظيم المتشدد، ونفت حركة طالبان صلتها بالتفجير، وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد "لا علاقة لنا بهجوم كابول".
وعبرت السلطات الأفغانية والطائفة الشيعية عن خشيتها من وقوع اعتداءات يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذه الفترة تزامنا مع إحياء ذكرى عاشوراء، ولهذا السبب تم تعزيز الأمن أمام المساجد الشيعية في كابول ومدن أخرى.
فبعد عدة اعتداءات دامية في كابول وهرات في الغرب ومزار شريف في الشمال تعرضت السلطات لانتقادات جراء فشلها في حماية الأقلية التي تعد نحو ثلاثة ملايين نسمة في البلد ذي الغالبية السنية.
ومنذ صيف 2016، استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" بصورة متكررة الشيعة في المناسبات الدينية، ففي ذكرى عاشوراء السنة الماضية، شهدت أفغانستان ثلاثة اعتداءات ضد الشيعة قتل خلالها نحو أربعين مصليا في مساجد كابول ومزار شريف.
وعام 2011، فجر انتحاري سترته الناسفة بين جمع من المشاركين في الذكرى في أكبر مساجد الشيعة في كابول فقتل ثمانين شخصا بينهم نساء وأطفال، وفي بيان، حيا الرئيس أشرف غني، "وحدة الأمة" مؤكدا أنه "لن تنجح أي جماعة أو أي بلد في بلوغ أهدافها الدنيئة والشريرة".
في سياق آخر، أعلنت الخارجية الروسية أن بيان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن توريد روسيا أسلحة لحركة طالبان غير مبنىٍّ على أي أدلة، وذكر بيان للخارجية الروسية، أمس، أن الجنرلات الأمريكيين يواصلون الإصرار على أمور خيالية من قبيل أن موسكو تزود حركة طالبان الأفغانية بالأسلحة الروسية، مؤكدا أن هذه الاتهامات غير مبنية على أي أدلة فعلية.
وأضافت الخارجية الروسية أن موسكو لديها انطباع بأن الولايات المتحدة تحاول تشويه السياسة الروسية تجاه أفغانستان، بهدف تشتيت انتباه المجتمع الدولي عن أخطائها العديدة التي ارتكبتها في أفغانستان لمدة 16 عاما.
يُذكر أن واشنطن اتهمت موسكو بتزويد حركة طالبان بالسلاح، إلا أن روسيا تنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.