معارك صبراتة.. ليبيا تدخل مرحلة جديدة من الصراعات

الأحد 01/أكتوبر/2017 - 12:10 م
طباعة معارك صبراتة.. ليبيا
 
لا زالت مدينة صبراتة الليبية تشهد اشتباكات مسلحة منذ منتصف سبتمبر الماضي، بين غرفة عمليات مكافحة تنظيم داعش التابعة لحكومة الوفاق والقوات المساندة لها وميليشيا "العمو".
معارك صبراتة.. ليبيا
ووفق ماذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الاشتباكات بدأت في فجر 17 سبتمبر الماضي، باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأغلقت غرفة العمليات الطرقات وسط مدينة صبراتة بعد تدمير دبابة في المكان وتساقط قذائف المدفعية والدبابات، فيما قتل شخصان من الميليشيات.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الليبية، مقتل 26 شخصا وإصابة 170 آخرين بجروح؛ جراء اشتباكات مسلحة تشهدها مدينة صبراتة شمال غربي البلاد منذ الـ17 من سبتمبر الماضي، عندما تعرضت إحدى سيارات الكتيبة 48 التابعة لرئاسة الأركان للرماية في إحدى البوابات الأمنية التابعة لغرفة عمليات محاربة تنظيم داعش بصبراتة لعدم توقفها، مما أدى إلى وفاة أحد الأشخاص وإصابة آخرين، لتندلع الاشتباكات وسط المدينة بين الطرفين وتدخل أطراف أخرى على خط المواجهة، من بينها مجموعات مسلحة وميليشيات متخصصة في عمليات تهريب البشر تلقب بميلشيات "العمو".
وفي بيان نشرته وزارة الصحة الليبية على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، نقلا عن سراج رجب السوري رئيس الفريق المكلف من وزارة الصحة بمتابعة الأحداث الجارية بالمدينة، موضحًا أن الحصيلة الأولية للاشتباكات التي تشهدها صبراتة وصلت حتى الآن إلى 26 قتيلا و170 جريحا.
وأضاف البيان أن الفريق المكلف من وزير الصحة بحكومة الوفاق قام بتوفير الطلبات المستعجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية لمداواة الجرحى والإشراف على علاجهم بالداخل والخارج، مؤكدًا أن الفريق مستعد لنقل حالات الجرحى التي يتعذر علاجها داخل ليبيا إلى تونس وتركيا إذا تطلب الأمر ذلك.
وتعد ميليشيا "العمو" أكبر ميلشيا رئيسية في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين إلى أوروبا، وكانت تلقت أموالًا واليات وعتاد من حكومة الوفاق، وفق ما كشفت عنه صحيفة "التايمز" البريطانية، من أجل وقف نشاطها والمساعدة في الحد من تدفق المهاجرين إلى إيطاليا.
ويتزعم المليشيا أنس الدباشي المعروف بلقب  العمو، فيما يتزعم ميليشيا الغول المدعو عصام الغول.
كانت نقلت جريدة ذا صنداي تايمز" البريطانية في أول سبتمبر الجاري، إن أحمد الدباشي، قائد كتيبة انس الدباشي، قال إنه أبرم اتفاقا مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وطالبت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني الليبية، الأحد الماضي، أطراف النزاع بالوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية تجنبا لمزيد من الدماء والدمار.
وفي بيان لوزارة الدفاع أعربت عن استيائها البالغ ورفضها التام للاقتتال الدائر في صبراتة منذ الأسبوع الماضي، والذي تسبب في سقوط قتلى وجرحى وزعزعة الأمن بالمدينة، نافية إصدارها تعليمات لأيّ طرف لبدء الاقتتال أو خوض أيّ معارك بالمدينة.
وفي 22 سبتمبر الماضي توصل وفد يضم ممثلين من مدن زوارة والزنتان والزاوية (غربي البلاد) إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في صبراتة، لكن مصدرا أمنيا بالمدينة قال إنه تم خرق الاتفاق، دون الإشارة إلى الطرف الذي ارتكبه.
معارك صبراتة.. ليبيا
وفي ذات السياق، قال المجلس المحلي بصبراتة،: إن القتال بدأ عقب إطلاق النار على سيارة رفضت التوقف عند إحدى البوابات (الحواجز) الأمنية التابعة لغرفة عمليات محاربة تنظيم داعش في صبراتة التي تتبع حكومة الوفاق، موضحًا أن الحادث أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، تبين لاحقا أنهم ينتمون للكتيبة 48 التابعة لرئاسة الأركان الموالية للوفاق ما أشعل اشتباكات بين الجانبين.
وتغرق ليبيا في فوضي عارمة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، حيث استغلت الجماعات المسلحة عدم استقرار الأوضاع وتوغلت في معظم المدن الليبية الكبري، واتخذت منها معاقلا لاسلحتها، فضلا عن أن هناك حكومتان تتصارعا على الشرعية في ليبيا إحداهما حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ويوجد مقرها بالعاصمة طرابلس (غرب) والحكومة المؤقتة بمدينة البيضاء (شرق) وتتبع مجلس النواب المنعقد بطبرق (شرق) والتابعة له قوات الجيش التي يقودها المشير خليفة حفتر.
وشهد تدفق المهاجرين من ليبيا الى ايطاليا تراجعاً كبيراً في الصيف مع 6500 مهاجر وصلوا منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، اي نحو 15 في المئة من المعدل المسجل خلال الفترة ذاتها بين العامين 2014 و2016.
وأنقذ خفر السواحل الليبي خلال اسبوع أكثر من 3000 مهاجر خلال 12عملية قبالة السواحل الغربية للبلاد.
من جانبها، قالت صحيفة لوموند الفرنسية، أمس السبت، إن المعارك التي تشهدها مدينة صبراتة منذ أكثر من أسبوعين من شأنها أن تقلب المعادلة السياسية في ليبيا برمتها، وذلك بالتزامن مع انطلاق جولات مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي، بالعاصمة التونسية، وفقًا لآليات المادة 12 من الاتفاق وتحت رعاية وإشراف الممثل الخاص للأمين للعام للأمم المتحدة غسان سلامة.
وقالت لوموند إن الميليشيات في غرب ليبيا قبلت في الواقع بالتعايش مع حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، وإن رفض حفتر لهذا الواقع لم يجد صدى في غرب البلاد، ولكن مجريات ما يحصل حاليًا قد تقلب المعادلة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني، أن ميليشيا الدباشي تم إنشاؤها في بداية العام الجاري لتكون تغطية شرعية لأحمد الدباشي ضمن اتفاق مع إيطاليا حول الهجرة وهو ما حصل بالفعل، وبعد أن تم إلحاقها بوزارة الدفاع التابعة لفائز السراج وتكليفها بمهام مكافحة التهريب في منطقة غرب صبراتة إلى جانب تولي نفس الميليشيا حماية منشآت شركة (ايني) الإيطالية للطاقة في مليتة.
ووفق تقارير فإن مدينة مصراتة لها أهمية استراتيجية جعلتها هدفًا رئيسًا لتنظيم داعش الذي حاول كثيرًا السيطرة على المدينة، ففي 10 ديسمبر 2015 أعلن التنظيم أن صبراتة إمارة إسلامية وعاصمة له في ليبيا، وفي 19 ديسمبر 2015، قام عناصر من داعش بتفجير مبنى الاستخبارات في المدينة مما أدى إلى إصابة شخصين، وفي 27 فبراير 2016 أعلن تحرير المدينة ونهاية داعش في صبراتة.
ومنذ ذلك التاريخ لا تزال خلايا التنظيم تسعى للعودة حيث تشير تقارير إلى أن التنظيم مازال يشكل خطرًا على المدينة التي يعتبرها موقعًا استراتيجيًا بالنظر إلى قربها من تونس، كما تُعتبر عصب المنطقة الغربية في الأراضي الليبية، وتضم منطقة مليتة الغنية بالغاز ومركز إنتاج الغاز.

شارك