"داعش – الأكراد" نموذجًا.. الصفقات البراجماتية بين الأعداء تتجدد فى الرقة السورية
الخميس 12/أكتوبر/2017 - 12:32 م
طباعة
يبدو أن الصفقات البراجماتية بين الأعداء بدأت تتجدد فى سوريا التى تحولت الى بيئة خصبة للقتلة وللصفقات الإقليمة التى كان احدثها وليس اخرها بين داعش والاكراد حيث كشفت مصادر محلية عن وجود مفاوضات بين تنظيم الدولة و"قسد" لتأمين ممر آمن لعناصر التنظيم للخروج من مدينة الرقة، مشيرة إلى أن الوحدات الكردية تدعم ما يشبه التهدئة للسماح لعناصر "داعش" بمغادرة معاقلهم الأخيرة.
وأشارت صفحة " الرقة الحدث" إلى أن مفاوضات بين تنظيم الدولة ووفد من ميليشيات "قسد" جرت قبل يومين، تم خلالها الاتفاق على إخراج مسلحي تنظيم الدولة من الأحياء الخاضعة لسيطرتهم، وإخراج المدنيين ووقف العمليات العسكرية، ولكن المفاوضات تعثرت نتيجة مطالبة عناصر التنظيم بالخروج بأسلحتهم الفردية باتجاه بادية الميادين والبوكمال بريف دير الزور.
وأضافت المصادر أن المفاوضات ما تزال مستمرة بين الطرفين ريثما يتم التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج المدنيين بحافلات باتجاه ريف الرقة الغربي، بالتوازي مع نقل مسلحي التنظيم وعوائلهم ممن رفضوا إلقاء السلاح ضمن حافلات باتجاه ريف الرقة الشرقي خط الجزيرة عبر المشلب إلى بادية الميادين والبوكمال.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قال في وقت سابق، إن مسؤولين محليين وشيوخ عشائر سوريين يقودون "محادثات" لتأمين ممر آمن للمدنيين من أجزاء من الرقة لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة وأن شيوخ عشائر محليين من مجلس الرقة المدني، يقومون بالتفاوض من أجل تأمين خروج مدنيين من بقية المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وأضاف البيان "سيتم تسليم أولئك الذين قاتلوا في صفوف داعش ممن غادروا الرقة إلى السلطات المحلية لينالوا القصاص وفق القانون" ولم يوضح بيان التحالف من هي الجهة التي يجري معها مجلس الرقة المدني محادثات من أجل تأمين خروج المدنيين إلا أنه لفت إلى أن المحادثات تأتي "مع اقتراب سقوط عاصمة الخلافة المزعومة في الرقة".
وقال الكاتب الاردنى عّمر الردّاد لم يكن مستغربا أن تثير صفقة حزب الله مع داعش، بانتقال أكثر من (250) عنصرا من عناصر التنظيم ، بعد معارك ضارية ، مع حزب الله ولاحقا مع الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية الى مناطق التنظيم في دير الزور السورية وقريبا من الحدود العراقية ، وكل ذلك مقابل إعادة جثامين (8) من شهداء الجيش اللبناني، إضافة لأحد عناصر الحرس الثوري الإيراني ،والذين تحتفظ داعش بجثثهم منذ عام 2014 وفقا لما أعلنته أوساط إعلامية إيرانية.ردود فعل واسعة.
وتابع مرجع الاستغراب ، والذي وصل مرحلة الاستنكار من قبل إطراف عديدة ، مرتبط بجوانب عديدة ، تشكل عناوين إشكالية في تحليل دور حزب الله في الصفقة ودوافعه ، وعلاقتها بالداخل اللبناني والتي لم يستطع خطاب السيد حسن نصرالله تبديدها ، أمام اللبنانيين وخاصة أهالي الجنود الشهداء ولا الادعاء بان عددهم قليل وان حزب الله يقاتلهم في دير الزور حيث تم نقلهم، والدور السوري والإيراني فيها من زاوية علاقة النظام السوري مع داعش، خاصة وان خصوم داعش جميعهم يؤكدون ان لا تفاوض مع الإرهاب.
جاءت الصفقة بعد انتصارات وحضور مكثف للجيش اللبناني على حساب حزب الله ، هذه النجاحات ضربت شعار “الجيش والشعب والمقاومة” الذي يرفعه حزب الله في إطار اختطافه للبنان وجيشه، خاصة وان مبرر الصفقة كان استعادة جثث جنود الجيش اللبناني، استجابة لضغوطات أهاليهم على الجيش ،لذا فقد كان من ابرز أسباب دعم ورعاية حزب الله للصفقة حرمان الجيش اللبناني من تحقيق انتصار كامل على داعش، خوفا من تعزيز مكانته ،وخاصة بين اللبنانيين وامام القوى الدولية التي تبدي تحفظا وترددا في دعم هذا الجيش، في ظل سيطرة حزب الله على لبنان ، وهو ما ظهر في تناقض التصريحات الدولية وخاصة الأمريكية بين التهنئة للجيش اللبناني على تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهاب ، والتحفظ على الصفقة مع داعش.
وشدد على ان الصفقة مع داعش ليست جديدة ، ولا تخرج عن سياقات الصفقات السابقة التي تمت بين حزب الله مع جبهة النصرة قبل اقل من شهر ، حيث غادر كوادر وعناصر النصرة من لبنان الى ادلب ، إضافة لصفقات سابقة مع داعش في مناطق سورية مختلفة ، كانت معظمها بإشراف روسي ، بعد اعتماد إستراتيجية الأرض المحروقة، حيث تم نقل المسلحين الى ادلب وتجميعهم هناك ، وهو ما مكّن النظام السوري من استعادة مساحات واسعة من الأراضي لكن ما يميز الصفقة الجديدة أنها جاءت في ظل أجواء الحلول الدولية للازمة السورية ، في إطار صفقة روسية أمريكية أصبحت معروفة ،وهي تكشف مرحلة مهمة من مراحل الصراع في سوريا ،عنوانها علاقة إيران والنظام السوري مع داعش ، منذ تسهيل دخول داعش الى سوريا ، بعد تسليمها العراق من قبل حكومة المالكي في حزيران 2014 ،وما تردد حول انسحابات مدروسة من قبل بعض قطاعات الجيش السوري وترك أسلحتها لحساب داعش والتعاون معها في عمليات شراء النفط وتامين عمليات نقلها من منطقة الى أخرى ، غالبيتها كانت بإشراف الحرس الثوري و”المستشارين” الإيرانيين ،في تدمر وريف حمص وحلب وغيرها من المناطق، وعلى الحدود اللبنانية السورية ،بالإضافة لاستثناء داعش من عمليات القصف المكثف التي شنتها الطائرات الروسية ، واستهداف فصائل تشكل تهديدا للنظام السوري وعلى رأسها فصائل الجيش الحر .
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان الصفقات البراجماتية بين الأعداء بدأت تتجدد فى سوريا التى تحولت الى بيئة خصبة للقتلة وللصفقات الإقليمة التى كان احدثها وليس اخرها بين داعش والاكراد وهو الامر الذى سيستمر مادام الصراع السوري قائم بلا حل جامع وشامل ويرضى كافة الاطراف .