اغتيل الشيخ ياسين العدني إمام وخطيب مسجد زايد بحي عبدالعزيز عبدالولي مساء الثلاثاء بانفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته نوع (نهى) عند الساعة الـ 9 و45 دقيقة ونجا ابنه البالغ من العمر 12 سنة تقريباً الذي قالوا أنه نزل من السيارة قبل الانفجار بلحظات .

ويعد اغتيال ياسين العدني إمام جامع زايد بعدن، وعضو هيئة التوجيه المعنوي لقوات الحزام الأمني المدعومة من التحالف العربي، ليس سوى جزء من سلسلة اغتيالات وتفجيرات لمرافق حيوية بعدن لإعادتها إلى مربّع الحرب.

وينتمي الإمام المغتال إلى تيار سلفي محلّي معتدل له عدد هام من الأتباع في عدن والمحافظات المجاورة لها، ما يرفع درجة المخاوف من تفجّر الوضع نظرا لانتشار السلاح في تلك المناطق على غرار مختلف المناطق اليمنية.

وعلّق وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطيه، على حادثة اغتيال الشيخ ياسين العدني، الذي اغتيل ليلة الثلاثاء في عدن بالقول، أن مثل هذا الحادث المؤلم يفقد المجتمع ركائز عظيمة من الثقة.

وقال الوزير عطية في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "عظيم المواساة في رحيل الشيخ العلامة ياسين العدني.. وبرحيل العلماء يفقد المجتمع ركائز عظيمة من الثقة.. رحمه الله وأخزى قاتليه".

وبعد ساعات من عملية الاغتيال، داهمت قوات أمنية في عدن مقر حزب “التجمع اليمني للإصلاح” ذراع جماعة الإخوان في اليمن واعتقلت عشرة من أعضائه.

وقد رفض حزب التجمع اليمني للإصلاح الاعتقالات والمداهمات  لاعضاء ومقر الحوزب في عدن، معتبرا ايها مخالفة للدستور والقانون ولحقوق الانسان.

وقال الحزب فوجئ المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في العاصمة المؤقتة عدن فجر هذا اليوم بقيام عناصر أمنية تتبع إدارة الأمن بمداهمة منزل الأمين المساعد للمكتب، ا"محمد عبدالملك" وقامت باعتقاله من منزله في مدينة "القلوعة" بمديرية "التواهي"، واعتقال آخرين وبطريقة لا تمت للقانون ولا الأعراف بأي صلة.

وراي ان عملية الاعتقال استهداف لنهج الإعتدال والوسطية ،وتأسيس لمنهجية العنف وغرس للأحقاد والكراهية ، وتفتيت للنسيج الإجتماعي، وطريق لتشظي المجتمع، وزعزعة لأوضاع عدن المسالمة، بحسب قوله.

وفي اشارة الي تحرك الحزب ، اعتبر "اصلاح لحج" ان الاعتقالات تؤسس للفتنة ويدعو للإحتراب بين أبناء الجنوب لصالح أجندات داخلية وخارجية تستهدف أبناء الوطن .

وذكرت تقارير ونشطاء يمنيون ان الهدف من اغتيال الشيخ ياسين العدني، الي احداث فتنة بين مكونات المجتمع اليمني في الجنوب، بعدما حقق محافظات اليمن الجنوبي وخخاصة عدن استقرار نسبيا بدعم قوات التحالف العربي .

ورغم مشاركة إخوان اليمن في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلاّ أنهم يشعرون بتجاوز الأحداث لهم، إذ لم يشاركوا بفعالية في تحرير مناطق البلاد ومن ضمنها عدن من سيطرة الحوثيين، بل كثيرا ما كانوا عاملا لتعطيل عملية التحرير التي تمت بجهد أساسي من قوى محلية مؤطّرة من قبل التحالف العربي.

وبدورها لم تستبعد قوى محلّية وقوف قطر وراء عملية الاغتيال، إذ أنّ الدوحة الداعم الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، انتقلت بشكل صريح لمعسكر الفوضى في اليمن، في محاولة لتعطيل جهود التحالف العربي الذي يضمّ ثلاثا من الدول المقاطعة لها بسبب دعمها للإرهاب وهي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.

و قال السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي "شفيع العبد" ان ماتعيشه مدينة عدن من اغتيالات واعتقالات مؤخرا تستهدف قضية الجنوب وانسانه.

والعبد هو احد ابرز القيادات في الحراك الجنوبي التي خرجت الى الساحات في 2007 واعتقل عدة مرات .

وابدى العبد اسفه للتطورات الاخيرة في عدن متهمة من اسماهم (جوقة وكتبة الممول الجديد تصوير الامور على غير حقيقتها).

واضاف قائلا :" ستعلمنا الأيام -ربما بعد فوات الأوان- إن الاغتيالات والاعتقالات وكمية الخطاب التحريضي التي تعيشها عدن ومناطق الجنوب الأخرى منذ تحريرها من مليشيات الحوثي والمخلوع(الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح)، إنما تستهدف الجنوب القضية والإنسان، مهما حاولت جوقة وكتبة الممول الجديد تصوير الأمور على غير حقيقتها.

كما كشفت مصادر استخباراتية موثوقة عن وجود مخطط يتم تنفيذه من قبل الاخوان المسلمين المحسوبين على الشرعية وبالتعاون مع مليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح .

وقالت المصادر ان المعلومات تؤكد ان المخطط يتم تنفيذه تحت عنوان استعادة عدن الى حضن الشرعية، فيما يهدف في حقيقته الى اسقاط عدن بيد الاخوان المسلمين وبالتعاون مع الحوثيين وصالح وباستخدام شرعية الرئيس هادي، بحسب صحيفة "الامناء اليمني".

واكدت المصادر ان هناك العشرات من الضباط الشماليين يتواجدون من عدد من المعسكرات بينها معهد الثلايا بصلاح الدين ومعسكرات أخرى.

واشارت الى ان المخطط ايضاً يقوم على مشاركة الجماعات الارهابية في المخطط، اضافة الى وجود خلايا نائمة من الشماليين الجنود الذي يعملون في عدد من الامكان بشكل مدني، وجاهزون للمشاركة في مخطط اسقاط عدن من الداخل الذي ينفذه الاخوان المسلمين بالتعاون مع الحوثيين وصالح وخلاياه النائمة.

وقالت المصادر ان المخطط يأتي بالتزامن مع تنفيذ خطة لاثارة الفتنة وتغذيتها بين الجنوبيين من خلال افتعال قضايا أمنية متعمدة او استغلال بعض المشاكل العارضة التي تحدث في عدن، حيث يقوم المخطط على فكر ان هذه الخلافات الجنوبية ستسهل عملية اسقاط عدن، اضافة الى مشاركة بعض الجنوبيين والضباط والقيادات التي لا تزال تدين بالولاء للأحمر وعلي عبدالله صالح، وظلت مستمرة على ذلك منذ فترة الحرب وحتى الان.

وحذرت المصادر الجنوبيين والمقاومة الجنوبية وكل القيادات الى التنبه لهذا المخطط الخطير الذي يريد اعادة عدن لحكم الاخوان المسلمين وحليفهم صالح وكذلك الحوثيين، ونسف كل جهود التحالف العربي. 

مؤكدة أن المخطط يهدف بالاساس الى ضرب الجنوب ومساعي المجلس الانتقالي والحراك الجنوبي لتهيئة الجنوب ومؤسساته للمرحلة القادمة التي ستشهد مفاوضات سياسيا لإنهاء الحرب وفقاً للنتائج الحالية التي جعلت الجنوب تحت سيطرة ابناءه الداعمين لاستقلال دولة الجنوب. وهو ما يريد الاخوان المسلمين وصالح والحوثيين تغييره بشكل عاجل قبل أي اتفاق سياسي دولي حول اليمن.

ختما يبدوا أن الإخاون الارهابية لا تريد التغير من جدلدها باتسخدامه كطابور خامس ضد الدولة عبر تنفيذ مخططات لصالح قوي اخري، ومع اعتقالات  التي طالت قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن يبدو أن الإخوان تعيش ايامها الاخيرة في الجنوب اليمني.