دمشق تدعو مجلس الأمن بوقف جرائم التحالف الدولى.. وواشنطن تتنصل
الثلاثاء 24/أكتوبر/2017 - 07:14 م
طباعة
سقوط مدنيين فى الرقة
صعدت دمشق من لهجتها ضد التحالف الدولى بقيادة واشنطن لما خلفته الضربات الجوية الأخيرة من سقوط المدنيين، فى حين نفى التحالف هذه الأنباء، وهو ما دعا دمشق إلى مطالبة مجلس الأمن بوقف جرائم التحالف بحق المدنيين في سوريا، منوهة بأن إعلان التحالف عن المشاركة في إعادة إعمار الرقة لن يفلح في طمس آثار جرائمه ، وجاء فى رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي حول "اعتداءات التحالف الممنهجة على سيادة الأراضي السورية والمدنيين الأبرياء، أن الطيران الحربي التابع لـ التحالف الدولي مجزرة دموية جديدة إلى سجله الحافل بالمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وذلك عندما استهدف بالصواريخ حي القصور السكني المأهول بالمدنيين في مدينة دير الزور ما أدى إلى استشهاد 14 مدنيا وجرح ما يزيد عن أربعين آخرين معظمهم من النساء والأطفال".
أكدت الوزارة أن استهداف التحالف الدولي حي القصور السكني "الذي يخلو من أي وجود لإرهابيي داعش بعد أن قام الجيش العربي السوري وحلفاؤه بتحريره مؤخرا، يأتي في إطار استمرار الدور المشوّه والهدام لهذا التحالف وسعيه المحموم لعرقلة الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على تنظيم داعش الإرهابي وخاصة في محافظة دير الزور".
قالت الخارجية السورية إن "مجريات الأحداث والعديد من التقارير والصور الجوية تثبت شنّ إرهابيي داعش هجمات على الجيش العربي السوري وحلفائه من مناطق تخضع لسيطرة التحالف الدولي والميليشيات الإرهابية العميلة له على الأرض".
مضيفة بقولها " تأتي مسرحية تحرير مدينة الرقة بعد أن ارتكب الطيران الحربي لهذا التحالف المجرم مجازر في المدينة أودت بحياة آلاف المدنيين من أهلها ومسحت المدينة عن وجه الأرض وبالتزامن قام التحالف والميليشيات المرتبطة به بتأمين الخروج الآمن لعناصر تنظيم داعش الإرهابي من الرقة ودير الزور ومعظمهم من الإرهابيين الأجانب وتوجيههم لمهاجمة قوات الجيش العربي السوري وحلفائه في محافظة دير الزور".
معارك الرقة مستمرة
شددت الوزارة على أن إسراع التحالف بالإعلان عن إعادة إعمار الرقة "لن يفلح في طمس معالم جريمته النكراء هذه، كما أنه لن ينجح في تكريس الأمر الواقع الذي يسعى له بالتعاون مع عملائه في خرق سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها".، كما أعربت السلطات السورية عن احتجاجها "لعدم نأي بعض الدول الأطراف في هذا التحالف بنفسها عن هذه الجرائم التي ترتكب باسمها".
نوهت الخارجية السورية بقولها "تجدد حكومة الجمهورية العربية السورية مطالبتها مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته الرئيسية في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف الجرائم الوحشية التي يرتكبها هذا التحالف غير المشروع".
من ناحية أخري نفى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، علاقته بالغارة الجوية، التي استهدفت حي القصور بمدينة دير الزور، وأسفرت عن مقتل 14 مدنيا وإصابة أكثر من 30 آخرين، وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، ريان ديلون، إن "الاتهامات كاذبة، قوات التحالف الدولي لم تقم بأي ضربة جوية، في مدينة دير الزور خلال سبتمبر وأكتوبر"، مشيرا إلى أن هذه منطقة تواجد"روسيا وقوات النظام".
تأتي هذه التصريحات ردا على ما نقلته وسائل إعلام سورية حيث ذكر التلفزيون السوري أن 14 شخصا لقوا مصرعهم وأُصيب 32 آخرون من المدنيين، جراء غارة جوية شنها طيران التحالف الدولي على حي القصور بمدينة دير الزور.
فيما قال ناشطون سوريون معارضون إن طائرات حربية، لم تعرف هويتها حتى اللحظة، استهدفت أماكن في حي القصور الخاضع لسيطرة القوات الحكومية السورية في دير الزور.
على صعيد أخر استخدم المندوب الروسي لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بتمديد عمل آلية لجنة التحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي للتصويت بشأن تمديد ولاية آلية التحقيق في الهجمات الكيميائية في سوريا، إن بلاده لم تطلع على مضمون تقرير لجنة التحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سوريا ويطالب بمناقشته والبت بمضمونه قبل التصويت على التمديد.
شدد نيبينزيا على ضرورة تغيير مضمون الولاية من أجل الحفاظ على مصداقية الآلية، مضيفا: "ننتظر من الآلية أن تجري تحقيقا مستقلا وموضوعيا دون ارتكاب أخطاء".، وطالب بصدور تقرير حول استخدام الكيميائي في سوريا أولا "قبل مناقشة تجديد عمل آلية التحقيق".
دعوات لمجلس الأمن بوقف مجازر الرقة
وأشار إلى أن مشروع القرار الأمريكي حول تمديد آلية التحقيق يهدف إلى شيطنة الدور الروسي في سوريا، متهما الولايات المتحدة بإلقاء المسؤولية عن استخدام المواد السامة في خان شيخون على الحكومة السورية من دون إجراء أي تحقيق، ومهاجمة مطار الشعيرات دون انتظار أي استنتاجات من آلية التحقيق المشتركة، وحذر قبل بدء التصويت: "روسيا لن توافق على مشروع القرار، وندعو لتجنب انقسام المجلس".
فيما قالت نائبة مندوبة واشنطن، ميشال سيسون، إن "عمل الآلية خير دليل على وحدة صف مجلس الأمن الدولي"، مؤكدة أن خبراء فريق تقصي الحقائق قد زاروا سوريا وأكدوا استخدام غاز السارين في خان شيخون.
وصوت على القرار بالموافقة 11 عضوا، فيما اعترض عضوان، وامتنع عن التصويت عضوان، وهما الصين وكازاخستان.
ومن المقرر أن تنتهي ولاية عمل خبراء الآلية الدولية المشتركة في 17 نوفمبر المقبل، على أن تقدم الآلية لمجلس الأمن الدولي تقريرا حول التحقيق في استخدام المواد الكيميائية في 4 أبريل الماضي ببلدة خان شيخون السورية، قبل حلول اليوم الـ26 من أكتوبر الجاري، لكن مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي كانت قد أعلنت سعي الولايات المتحدة إلى تمديد ولاية الآلية قبل صدور قرار الخبراء.
على صعيد أخر كشفت تقارير أن الجيش السوري يستخدم جميع أنواع المعدات العسكرية في العمليات القتالية بمحافظة دير الزور، بما في ذلك دبابات طورت في وقت سابق بمساعدة خبراء إيطاليين، والإشارة إلى أن الجيش السوري زجّ أخيرا بدبابات من طراز "تي – 72" كانت طوّرت في تسعينيات القرن الماضي بمساعدة خبرات إيطالية.
وجرت عملية التطوير على نحو 120 دبابة، وشملت جهاز التصويب على الأهداف "الحديث التابع لنظام إدارة النيران الذي يتيح للدبابة أن تكتشف الأهداف على بعد 5000 كيلومتر في النهار و4000 كيلومتر في الليل، وإصابة الأهداف المكتشفة بدقة عالية".، وهذه الدبابات المطوّرة كانت تعد "الأكثر تطورا في سوريا وكانت بحوزة وحدات النخبة في الجيش قبل وصول دبابات (تي-90) و(تي-72بي3) من روسيا".