نحو 71 مواطن ضمن صفوف الجهاديين.. الكويت تبدأ برنامجا لعادة لتأهيل العائدين من «داعش»
الإثنين 30/أكتوبر/2017 - 08:19 م
طباعة
أعلنت وكيل وزارة الأوقاف الكويتية فريد عمادي، فتح الباب لاستقبال العائدين من هذا التنظيم الإرهابي لإعادة تأهيلهم.
وأعلن عمادي خلال تدشين مؤتمر «تحصين» لحماية الشباب من التطرف، السبت 28 أكتوبر 2017، عن جهوزية «الأوقاف» واللجنة العليا لتعزيز الوسطية لتصحيح أفكار هؤلاء العائدين وفق برامج أعدتها نخبة من العلماء المتميزين.
وكشف عن تعافي 23 عنصراً من خلية «أسود الجزيرة» من التطرف، و«جرى تصحيح أفكارهم وقناعاتهم بنسبة مئة في المئة، ولم يتبقَ سوى شخص واحد، لا يزال متأثراً بهذا الفكر، ونعمل على إقناعه بجادة الصواب».
وأشار المسؤول الكويتي إلى تكثيف التعاون مع المؤسسات الإصلاحية لمناقشة من لم تصدر بحقهم أحكام حتى الآن ممن يحملون أفكاراً متطرفة للعمل على تغيير قناعاتهم.
«الجهاديون» الكويتيون
ورجحت مصادر أمنية وتقارير دولية، أن يكون هناك عشرات الكويتيين، أغلبهم من الشباب، يقاتلون في صفوف جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش» وفصائل مقاتلة أخرى في سورية والعراق، في حين اشارت معلومات سابقة إلى وجود أكثر من 70 كويتيا «داعشيا» نشطاً.
وذكرت دراسة صدرت عن "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في وقت سابق أن الكويت تعد أهم حلقات التبرعات المالية للجماعات المقاتلة في سوريا.
ويثير عدد من الدعاة الجهاديين غضبا عارما في بعض الدول الخليجية بعد أن تصاعدت وتيرة شكاوى العائلات وتذمرها من التغرير بأبنائها واقتيادهم إلى ساحة حرب طاحنة في سوريا وتقديم الكثير منهم قرابين لجهاد مزعوم رغم صغرهم وقلة تجاربهم.
وقد أسس المتشددون الكويتيون "مجلس الداعمين" الذي أُعلن عن تشكيله في كانون الأول 2012، ويضم رجال دين ونشطاء ونواباً سابقين، على رأسهم النائب الكويتي السابق محمد هايف الذي يشغل منصب "الأمين العام لمجلس الداعمين". من أبرز أعضائه : الدكتور فهد الخنة، الدكتور عثمان الخميس، الدكتور فرحان الشمري، الدكتور نايف العجمي، محمد ضاوي وعبد المانع الصوان. ويقوم المجلس بدور محوري في تمويل عدد من المجموعات المسلحة، وأبرزها "حركة أحرار الشام"، التي لعب الدعم الكويتي الدور الأول في إنشائها.
وسبق لنائب كويتي أن قدم في فبراير 2014 مشروع قانون يؤكد على ضرورة المعاقبة بالسجن حتى ثلاثين عاما، بحق الجهاديين الكويتيين الناشطين في الخارج، على غرار ما قامت به السعودية.
وينص المشروع الذي تقدم به النائب القريب من الحكومة نبيل الفضل على عقوبات بالسجن بين خمسة وعشرين عاما بحق الكويتيين الذين يشاركون في معارك في الخارج او من يشجعون ويدعمون انشطة مماثلة في اي شكل.
وطالب النائب بان يعمل القانون المقترح بالعقوبات نفسها في حق افراد المجموعات الدينية او المتطرفة الذين يصنفون "ارهابيين" على الصعيد المحلي والاقليمي او في الدول العربية.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الكوتي عادل الفلاح إن وزارته "تحرص على معايير عدم الاندفاع وراء الحماس وعدم الذهاب للجهاد، خصوصا أن هناك جماعات تضرب الدين من خلال دعاوي الجهاد".
وأشار المسؤول الكويتي إلى أن تثقيف الشباب دينيا وتحصينهم من الأفكار الهدامة من أهم أولويات الوزارة فضلا عن دعم الوسطية والاعتدال.
مشروع التحصين
وكشف وكيل وزارة الأوقاف الكويتية فريد عمادي ، عن شمروع لتحصيت الشباب وحمايته من الإكار المتطرفة، من أج ان تكون الكويت خالية من التطرف، «لكن يجري اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية الشباب من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا».
وأشار عمادي خلال المؤتمر الصحافي عقد السبت 28 اكتوبر لتدشين مشروع «تحصين» لحماية الشباب من التطرف، إلى تكثيف التعاون مع المؤسسات الاصلاحية لمناقشة من لم تصدر بحقهم أحكام حتى الآن ممن يحملون أفكاراً متطرفة للعمل على تغيير قناعاتهم.
وأعلن عن جهوزية الأوقاف واللجنة العليا لتعزيز الوسطية لاستقبال العائدين من «داعش» للعمل على تصحيح افكارهم وفق برامج أعدتها الوزارة بواسطة نخبة من العلماء المتميزين.
ولفت إلى أن مشروع تحصين الذي أطلقته اللجنة العليا لتعزيز الوسطية يضم 6 جهات حكومية هي الداخلية والتربية والتعليم العالي، والإعلام، والشؤون اضافة الى الأوقاف، والهيئة العامة للشباب والرياضة.
وأشار الى أن تحصين الابناء من فكر الغلو التطرف والتكفير وتعزيز الفكر الوسطي لحمايتهم من تلك الافكار هو الهدف الرئيسي، حيث ان شريحة الشباب تمثل أكثر من %70 من المجتمع، ويجب علينا جميعاً ان نحمي هذه الفئة من الفكر التكفيري الذي يستهدف هذه الشريحة.
وزاد عمادي ان مشروع تحصين يستهدف 10 آلاف طالب وطالبة في المؤسسات التعليمية من الصف الثاني عشر، والكليات والمعاهد التطبيقية، جامعة الكويت، والجامعات الخاصة من خلال إقامة 200 حلقة نقاشية وورش حوارية والمشروع مستمر، ولن يتوقف على مدار الموسم الدراسي الحالي، مشيرا إلى أن جميع العاملين في المشروع متطوعون.
لفت فريد عمادي إلى ان مشروع تحصين هو حملة وطنية وقائية تثقيفية تهدف إلى توعية الشباب وغرس الانتماء والولاء وحب الوطن ونبذ التطرف ونشر منهج الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتكفير من خلال تزويد الطلاب والطالبات بمهارات علمية في مجال نشر وتعزيز الوسطية ومواجهة الانحراف الفكري والسلوكي وتعميق مفاهيم الانتماء والمواطنة وتأصيلها شرعياً، وإكسابهم الخبرات اللازمة في الحوار مع الآخر وإشعارهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم وبلدهم وأمنهم، والحد من الوسائل التي تبعث على العنف والتشدد.
وأشار مدير مركز تعزيز الوسطية عبدالله الشريكة إلى أن تعزيز الوسطية ومحاربة التطرف مسؤولية كل فرد يعيش في البلاد وليس وزارة الأوقاف ومركز الوسطية فقط، مشيرا إلى ان الفكر المتطرف دخيل على المجتمع الكويتي.
قال مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع المقدم خالد الأيوب اننا بحاجة إلى هذا المشروع، الذي يحصن المجتمع من الأفكار الدخيلة والمتطرفة التي تؤدي إلى هدم القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة.