رغم دعم الدوحة للجماعات المتشددة.. تعاون أمريكي قطري على مكافحة الإرهاب
الثلاثاء 31/أكتوبر/2017 - 01:07 م
طباعة
في خطوة تثير الشكوك، اتفقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وقطر علي التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يثير العديد من التساؤولات حول كيف يتفق داعمين الإرهاب علي مكافحته؟.
وأكدت قطر وأمريكا على تعزيز التعاون بينهما في الفترة المقبلة، متفقين على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب للتصدي لتمويل الجماعات المتشددة غير المشروع.
وفي 5 يونيو الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقتها مع قطر، متهمين إياها بدعم الإرهاب، ولم تنجح أى مساعي لحل الأزمة العالقة، لتمادي قطر في دعم الجماعات الإرهابية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد من قبل في عدد من تصريحاته بالتوسط لحل الأزمة بين الدوحة وجيرانها من الدول الرافضة دعمها للإرهاب.
وفي نفس الشهر، قال ترامب، إن عزل قطر يشكل بداية النهاية للإرهاب، وعلق وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن على تصريح ترامب بأن علاقة قطر بأمريكا استراتيجية وأن هناك أمورًا لا يتم الاتفاق عليها، لكن نقاط التعاون أكثر من نقاط الخلاف.
وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أنه مستعد لإجراء محادثات مباشرة برعاية الولايات المتحدة لحل الأزمة الخليجية، لكنه في انتظار رد على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدول العربية الأربع التي تقاطع بلاده.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين عقب زيارته للدوحة أمس الأثنين 30 أكتوبر 2017، إن البلدين اتفقا على "زيادة كبيرة في تبادل المعلومات عن ممولي الإرهاب" مع "مزيد من التركيز على قطاعي العمل الخيري والخدمات المالية في قطر.
وصدر بيان مشترك، قال إن هذه الزيارة "تؤكد العلاقات القوية التي تجمع قطر وأمريكا، وتضمّنت عقد اجتماعات بين مونتشين ووزير المالية القطري، علي العمادي، ومسؤولين قطريين آخرين، لمناقشة سبل زيادة توسيع إطار التعاون المشترك بين البلدين".
وأوضح أن "لدى أمريكا وقطر تفاهماً مشتركاً بأن التقدّم الذي تحقق في الأشهر القليلة الماضية، والذي حُدد بمذكرة التفاهم الموقعة في 11 يوليو 2017، بين البلدين حول التعاون بمكافحة تمويل الإرهاب، يشكّل الخطوة الأولى لما يجب أن يكون حملة مستدامة لمكافحة دعم الإرهاب، مع التركيز بقوة على التهديدات التي يفرضها كل من حزب الله، والقاعدة، وجبهة النصرة، وداعش، وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
وقال منوتشين: "اتفقنا على تعزيز تعاوننا المشترك في مكافحة تمويل الإرهاب بمجالات رئيسية ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك زيادة تبادل المعلومات عن مموليه بالمنطقة".
والغريب، أن التعاون يركز بشكل أكبر على "قطاعات الأعمال الخيرية وأعمال الخدمات المالية بقطر لمنع الإرهابيين من الاستمرار باستخدام تلك القطاعات لأغراض عمليات التمويل غير المشروع"، بالإضافة لـ "تطوير نظام التعيينات المحلية في قطر وفقاً للمعايير الدولية، واتخاذ إجراءات مشتركة ضد ممولي الإرهاب"، وفق منوتشين.
وأضاف: "نحن نؤكّد أن الولايات المتحدة وقطر ستعملان على رفع وتيرة التعاون بشكل كبير حول هذه القضايا، لضمان أن تكون قطر بيئة معادية لتمويل الإرهاب".
ووفق تقارير فإن السياسة التي تنتهجها قطر لا تستقيم مع خط الوحدة والاستقرار الذي تنشده دول الخليج الذي من شأنه تعزيز أواصر التلاقي والتكامل بين دول وشعوب المجلس"، مؤكدة أن الدوحة كانت وما زالت تستقوي بالخارج "الأجنبي العدو" ضد أشقائها.
وذكر المقال الافتتاحي، في صحيفة الأيام البحرينية، أن قطر دعمت وساندت وسهلت وموّلت العمليات الإرهابية والتخريبية التي جرت فى البحرين، وقبل ذلك اتبعت كل طرق التزوير والاحتيال والقوة العسكرية من أجل سلب أراضي البحرين".
وقال المقال إن المؤامرات القطرية شملت كل دول مجلس التعاون، ومع كل الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلا أن قطر لم تكفَّ أذاها عنهم حتى اليوم، وطالما استمرت قطر على هذا النهج، فإنه يتعذّر على مملكة البحرين حضور أي قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر ما لم تصحِّح من نهجها وتعود إلى رشدها".
وأفادت الصحيفة أنَّ قطر لم تطبق اتفاق الرياض الذي وقع عليه أميرها، وقالت "إن الدوحة لا تحترم المواثيق والمعاهدات والروابط التي قام عليها مجلس التعاون واستهدفت أمن واستقرار دول المجلس، لذلك كان لابد من اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا تضع حدًا لممارسات الدوحة التي لم ترتدع عنها، رغم كل المحاولات التي بذلتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لعلَّ وعسى أن تعود الدوحة إلى رشدها، لكنه تبين فى كل مرة أنّ النظام القطري كان يتغوَّل أكثر فأكثر.
وفي المؤتمر الدولي الأول لمناهضة الإرهاب الذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس منذ يومين، سلط الضوء على الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها قطر ونظامها الحاكم، موضحًا أن الدور الهدام الذي لعبته الدوحة لنشر الخراب في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ومحاولة إحلال الميليشيات الإرهابية بدلاً عن المؤسسات النظامية.
كما تطرق المشاركون في المؤتمر إلى بحث السبل القانونية الدولية لمحاسبة قطر على تمويلها ودعمها للمتطرفين والجماعات الإرهابية.