الأزهر.. وتصفية الحسابات مع وجوهه الإعلامية
الخميس 16/نوفمبر/2017 - 04:59 م
طباعة
بعد مشكلات متعددة بسبب فتاوى شاذة لبعض علماء الأزهر على شاشات الفضائيات قامت المؤسسة الدينية متمثلة في الازهر الشريف باستبعاد الدكتور أسامة الأزهري، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالزقازيق، والدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية، والدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه المقارن، من التعامل مع وسائل الإعلام.
وأرسل الأزهر الشريف، للمحررين المعنيين بتغطية أخبار المشيخة، قائمة تحتوى على عدد من العلماء، المبتغى التعامل معهم من قبل وسائل الإعلام، حال الاستفسار عن أي شيء في الأمور الدينية. وخلت هذه القائمة التي أعدها الأزهر الشريف من الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة، والدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبدالله النجار عضو مجمع الإسلامية، والدكتور مبروك عطية عميد كلية الدراسات الإسلامية بسوهاج.
كما خلت القائمة كذلك من الشيخ خالد الجندي، والدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، بالإضافة لعمداء الكليات الشرعية بجامعة الأزهر.
وتضمنت القائمة، عضوين فقط من هيئة كبار العلماء وهما الدكتور علي جمعة والدكتور نصر فريد واصل، من بين 24 عضوا للهيئة، فضلا عن عدم وجود أي عضو بمجمع البحوث الإسلامية.
ولم تشمل القائمة علماء متخصصين في علم التفسير أو الحديث، واقتصرت على أساتذة في الفقه والشريعة فقط.
وضمت القائمة 49 عالمًا مُصرح لهم بالظهور على الفضائيات، من بينهم: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق، والدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف.
من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، إنه يكن كل احترام وتقدير للمؤسسة الأزهرية، ولا توجد بينه وبين قيادات الأزهر أي خصومات شخصية، منوها إلى أن ما بدر منه تجاههم، هو نقد في حدود المباح، من واقع غيرته الشديدة على صحيح الإسلام.
ووجه كريمة في تصريح لـ"فيتو"، رسالة للأزهر الشريف، تفيد ذكر مبررات إبعاد العلماء من القائمة المرسلة للإعلاميين، على الرغم من أنهم هاجموا الإخوان في الوقت الذي جاملهم فيه قيادات المشيخة.
ولفت كريمة إلى أن هناك العديد من علماء الأزهر، الإصلاحيين المستنيرين تم تهميشهم منذ سنوات، لمجرد إبدائهم رأيهم حول العمل داخل المشيخة.
ووجه نداءً لرئيس الجمهورية، المؤتمن على تجديد الخطاب الديني، بألا يسمح لدولة المؤسسات بالاحتكار والتهميش لتصفية الحسابات، لأن مصلحة الدين والوطن أهم من ذلك.
والى الان لم يصرح أحد هؤلاء العلماء المستبعدون من القائمة عن اسباب استبعادهم كما لا يوضح الأزهر أسبابه لذلك الاستبعاد مما يؤكد كلام الدكتور كريمة بان المسألة ما هي الا تصفية حسابات لصالح القائمين على المؤسسة والذين يشير لهم البعض بعلاقاتهم الوطيدة بالدعوة السلفية التي اطلق لها العنان لتكون بديلا في الشارع عن جماعة الاخوان.
ويرجع البعض هذا الاستبعاد لأسباب منها الفتاوى الشاذة التي اطلقتها الدكتورة سعاد صالح والخاصة بممارسة الجنس مع البهائم وكذلك الدكتور صبري عبد الرؤوف وفتواه بممارسة الجنس مع الزوجة الميتة، مما أثار الجدل حول الأزهر وعلمائه والفتاوى التي تصدر عنهم، ورغم اعتذار الدكتورة سعاد صالح الا ان الاعتذار لا يشفع لها.
ومن جهة ثانية اشتداد الخلاف على الفضائيات بين الشيخين احمد كريمة وخالد الجندي مما أثار حفيظة الازهر وان الخلاف بهذه الطريقة ليس من شيم العلماء
وفي وقت سابق وتحديدا في يونيو 2016، وفي ازمة مشابهة قال أحمد كريمة "إذا كان الأزهر سيحاكمني على مجرد رأي علمي بفرض صحة ما قيل، فماذا عن ابن تيمية ومطاعنه في سيدنا على وسيدنا عمر بن الخطاب؟ وتناسيه أحاديث المؤاخاة مع علي؟»، مشددًا على أنه في النهاية لم ينكر أصلًا من أصول الإسلام والإيمان وعنده من الكتب ما يدل بيقين على اعتزازه بثقافته الأزهرية، ومنها كتاب «فقيهة المسلمين عائشة».
واتهم «كريمة»، الإخوان والسلفيين بقيادة حملة ضده، لمهاجمته لهم ووقوفه ضد مخططهم، مشيرًا إلى أنه سيطالب قريبا بإنشاء «تحالف دولي لاجتثاث الفكر السلفي من العالم»، وتجريم الداعم والناشر له؛ لأنه أساس الإرهاب، وتابع: «أعددت ملفا بالحقائق والوثائق وسيتم اللجوء فيه لمنظمات حقوقية عالمية».
وقد صرح كريمة في بعض الصحف حينها أن الأزهر مخترق وقياداته من الإخوان والسلفية، كما هو منشور في جريدة الأخبار في مقال للدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، في أن الأزهر مخترق من الإخوان والسلفيين، وبالفعل هذا الأمر حقيقي ولم يضف شيئًا وهناك شخصيات لها ملفات في الجهات الرقابية .
وقد علق الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على قرار استبعاده من قائمة الـ 50 عالما المصرح لهم بالتصدي للفتوى، قائلًا: أمر تحديد من يتحدث في الخطاب الديني الإعلامي حول الدين إلى كهنوت.
وتابع خلال لقائه ببرنامج "كل يوم"، تقديم عمرو أديب، أن الفتوى حق إنساني من أجل الإيضاح، مستعينًا بقول الحق عز وجل: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، لافتًا إلى أنه يتمنى أن تكون القائمة استرشادية وليست جامعة مانعة.
وأضاف: أن الدين رسالة وليس وظيفة كالمهندسين والأطباء، لافتًا إلى أن الأزهر يخرج أساتذة ومن مهام وظيفتهم أن يكون لهم دور في المجتمع والإعلام من أجل الترقي.
وأشار إلى أن القائمة تتعلق بالفتوى وليس بالخطاب الديني وإلا لن نرى فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب على الشاشة.
كما قام بالرد عن حكم الدين في ودائع البنوك مخالفا بذلك قرار الأزهر، وقال "الهلالي" إن ودائع البنوك حلال شرعًا على اعتبار أن الدولة ضامنة لها، موضحا أن إدارة البنك أو هيئة البريد وظيفتها استثمار هذه الأموال بشكل آمن.
وأضاف أن الرأي الذي يحرم ودائع البنوك فقهي وليس سماويا، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر الشريف الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، أباح ودائع البنوك والقرض والاقتراض، وهو ما أكده وقتها أيضًا مجمع البحوث الإسلامية.
وأوضح أن كبار الرموز السلفية لهم أموال وحسابات كبيرة في البنوك، لافتا إلى أنه لا يجد حرجًا في إعلان أن لديه حسابًا في البنوك، مستعينا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) حين قال: "لا ربا إلا في النسيئة".
وتابع: "أنا ضد البنوك التي تربط اسمها بالإسلامي لكون ذلك مخالفًا للشرع وتعتبر أموالها ربا، وهو وضع إسلامي ليه هو أخد تفويض من ربنا.. لا يجوز وضع اسم إسلامي لأنه يعتبر ضربا لبنك آخر".
كان الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر الشريف، قال إنه تم الاتفاق مع المجلس الأعلى للإعلام على ترشيح 50 عالمًا فقط للإفتاء، وتحرينا الدقة في معايير اختيارهم، لافتًا إلى أن هذه القائمة التي رشحها الأزهر للتصدي للإفتاء قابلة للزيادة، مشددًا على أن من يخالف قائمة الـ50 المرشحة سيتعرض للعقوبة.
وقد أجرى الإعلامي أسامة كمال، مقدم برنامج «مساء dmc»، على قناة «dmc»، أمس الأربعاء، مواجهة بين الدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعباس شومان، وكيل الأزهر اليف، بخصوص قائمة الإفتاء التي ضمت 50 شيخًا.
وتساءل «الجندي»، معلقا على استبعاده من قائمة الـ50 المخول لهم الفتوى فقط على شاشات الفضائيات: «هل من الممكن إقصاء من واجهوا الإخوان ووقفوا بجانب الشعب والجيش والشرطة لصالح من اختبأ في هذا الوقت؟».
وأضاف: «أقول هذا عن بعض من ضمتهم القائمة وليس عن كل أسماءها».ووصف «الجندي»، الفتاوى بأنها رأى شخصي، قائلا: «الآن هناك من يحاول قصرها على نفسه، وهناك بعض الفتاوى التي يجب قصرها على شخص واحد وهو المفتي، وهناك بعض الفتاوى العادية، التي لا يمكن أن نحيلها لمن وصفهم بالـ50 المبشرين بالفتوى».
ومن جانبه، علق الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، على القائمة التي أعلن عنها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتشاور مع الأزهر ودار الإفتاء، وتضم 50 عالما، قائلا: «يذخر الأزهر الشريف بالعديد من العلماء المؤهلين للإفتاء، وما تم إرساله إلى المجلس الأعلى للإعلام هو جزء من هؤلاء العلماء والشباب بناء على طلب المجلس ورغبته في ترشيح الأزهر لبعض المفتين الذين يمكن الاستعانة بهم في مجال الإفتاء من خلال وسائل الإعلام».
وأضاف، أنه قد تلحق بهذه القائمة قوائم أخرى لمفتين يوافقون على تقديم الفتاوى عبر وسائل الإعلام، وكذلك تقديم مرشحين للتحدث في الشأن الديني في تخصصات مختلفة غير المتعلقة بمجال الفتوى، ويمكن للراغبين التواصل مع مشيخة الأزهر للتنسيق في هذا الشأن.
والسؤال المهم الأن هل يستطيع العلماء الذين تم حذفهم من القائمة مواجهة سلطة الأزهر أم انهم سوف يركنون للقرار ويلتزمون به ويتركوا أماكنهم لغيرهم من العلماء، والأهم من ذلك ما هي الأسباب الحقيقية خلف هذا القرار اذا استثنينا الدكتورة سعاد صالح والدكتور صبري عبد الرؤوف؟