دلالات استهداف الإرهابيين لمسجد الروضة في سيناء.. الانتقال إلى مرحلة قتل العوام

السبت 25/نوفمبر/2017 - 09:17 م
طباعة دلالات استهداف الإرهابيين
 
تسببت عملية استهداف المصلين التي وقعت في مسجد الروضة في منطقة بئر العبد غرب مدينة العريش، في إطلاق جملة من التساؤلات حول الجهة المنفذة للعملية فضلاً عن تحولها الفكري في استهداف عوام المسلمين، وعلى الرغم من عدم تبني جماعة إرهابية لعملية تفجير مسجد الروضة بالعريش حتى مساء اليوم السبت 25 نوفمبر، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم داعش.
وتعتبر العملية هي الأعنف في مصر منذ ظهور الجماعات الإرهابية تسعينيات القرن الماضي، فيما أشار مراقبون إلى أن لدواعش سيناء سوابق في ذلك الإطار حيث فجر التنظيم الإرهابي من قبل مسجدين خاليين من المصلين في منطقتي الشيخ زويد ورفح بحجة أنهما من مساجد تحوي أضرحة تتبع الصوفية في سيناء.

دلالات استهداف الإرهابيين
وتنظيم داعش سيناء يعد من أنشط أفرع تنظيم "الدولة" وأكثرها دموية في المنطقة إذ لم يسجل أن تنظيم (الدولة) في العراق أو سورية قام بمثل هذه الجريمة، فقط استهداف مساجد السنة والشيعة يأتي على أساس استهداف طائفي وليس وفق مرتكزات لجماعة أصولية.
وإذا ثبت أن "داعش" تقف خلف العملية فإنه سيكون انتقالا نوعيا في الأهداف، إذ تعد العملية أول استهداف مباشر لتجمع يحوي مدنيين، ما يعني أن التنظيم الإرهابي انتقل إلى مرحلة تكفير عموم الناس وإهدار دمائهم، إذ كان يزعم في بيانات سابقة له أنه يكفر عموم المسلمين دون أن يهدر دماءهم بحجة إعذارهم بالجهل، لكن استهداف المدنيين يعني أن مصر قد تشهد المزيد من العمليات مستقبلا. 
ولطالما روج التنظيم الإرهابي أنه يتخير توقيتات عملياته الإرهابية حتى لا لا يقع ضحايا من المدنيين المسالمين، وأنه يستهدف فقط قوات الجيش والشرطة واتباعهم.  
ولا يرى الدواعش في تفجير المساجد جريمة إذ يعتبرون تلك المساجد "مساجد ضرار" بنيت لمحاربة الإسلام ومثل هذه الأهداف تعد رخوة يصعب سيطرة قوات الأمن عليها كما يستهدف التنظيم من العملية ضرب الوحدة الوطنية وإشعال فتنة طائفية.

دلالات استهداف الإرهابيين
تنظيم "ولاية سيناء" انتقل بذلك إلى مرحلة تكفير عوام الناس ، فلم يعد يعذرهم بجهلهم بحسب ما يتصور، لذلك فإنه من المتوقع موجة إرهابية أكثر شراسة خلال الفترة المقبلة من الممكن أن تطولنا جميعاً فوفق استراتيجية التنظيم حالياً الجميع بات في مرمى نيران الإرهابيين (الجيش والشرطة والقضاة والأقباط وعموم المسلمين (
ولا يرى الدواعش في تفجير المساجد جريمة إذ يعتبرون تلك المساجد "مساجد ضرار" بنيت لمحاربة الإسلام ومثل هذه الأهداف تعد رخوة يصعب سيطرة قوات الأمن، ومساجد الضرار (قاعدة تستغلها الجماعات المتطرفة في استهداف المساجد وهدمها بدعوى أنها بنيت على غير صحيح الإسلام والهدف منها شرعنة الكفر والترويج لغير صحيح الإسلام).

دلالات استهداف الإرهابيين
وبشكل عام توسيع التنظيم للشرائح المستهدفة لا يتم إلا بعد إعداد عناصر التنظيم فقهياً لتلك المرحلة فضلاً عن كونها تعتبر أمر عاكس لمدى التضييق على التنظيم من قبل الجيش والشرطة فيقرر النكاية في الشرائح التي تؤيدهما وتناصرهما. 
الجدير بالذكر أن تنظيم "جند الإسلام" الإرهابي في سيناء الذي أعلن عن نفسه قبل أيام في سيناء وحمل على عاتقه استهداف الدواعش بحجة أنهم يقتلون عموم المسلمين، لذا يصعب الجزم بأن التنظيم الإرهابي "جند الإسلام" هو من يقف وراء العملية.

شارك