سقوط اخوان الجزائر في إنتخابات المحليات ...بداية النهاية

الإثنين 27/نوفمبر/2017 - 10:27 م
طباعة سقوط اخوان الجزائر
 
كشفت نتائج انتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية (المحافظات) الجزائرية عن خيبة أمل متوقعة لتيار الاسلامي وتراجع مكان الإخوان المسلمين في البلاد، متأثر بالانقسامات داخل التيار الاسلامي  علي المستوي المحلي وسقوط "النموذج البراق" للاسلاميين في ربوع الوطن العربي بعض وصولهم الي الحكم.
فقد حافظ حزب جبهة التحرير الوطني ، الذي يرأسه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شرفيا، ويقوده الأمين العام جمال ولد عباس، خلال الانتخابات المحلية التي جرت يوم الخميس 23 نوفمبر 2017، برئاسة غالبية المجالس البلدية والولائية"المحافظات"، حيث تحصل على603 بلدية من أصل 1541 بلدية، و711 مقعدا في المجالس الشعبية الولائية،ولكن الحزب خسر حوالي حوالي 400 بلدية (حصل على 603 بلدية/أكثر من 39 بالمائة) مقارنة بانتخابات 2012 والتي هيمن الحزب على نحو ألف بلدية.
كما حصد التجمع الوطني الديمقرطي، بقيادة رئيس الوزراء، أحمد أويحيى، وهو شريك الحزب الحاكم في الحكومة الجزائرية،، بـ451 بلدية، و527 مقعدا في المجلس الولائية، وفقا للنتائج الأوّلية للانتخابات المحلية، التي تم إعلانها الجمعة الماضية من طرف وزير الداخلية الجزائري نورالدين بدوي.

نتائج احزاب التيار الاسلامي :
وجاءت نتائج التيار الاسلامي وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين، مخيبة لأمال انصارهم في الجزائر، حيث لم تتجاوزنتائج الإسلاميين حدود 200 عضوا في مجالس المحافظات (الولائية)، من ضمن نحو 2400 عضو. ولم يحصلوا سوى على حوالي 60 بلدية من بين 1541 بلدية في الجزائر.
فقد حصلت حركة مجتمع السلم "الذراع السياسي لجماعة الإخوان في الجزائر" " علي  بـ49 بلدية، بينما حصد التكتل الإسلامي الآخر القريب من فكر جماعة الإخوان"، والمكون من ثلاثة أحزاب هي جبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني وحركة النهضة تحت مسمى "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء"، علي  8 بلديات فقط. 
وحصدت حركة مجتمع السلم 152 مقعدا علي مستوي المجالس الولائية، بينما لم يحصد التكتل الإسلامي "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء"،اي مقاعد في المجالس الولائية.
تبرير اخواني:
وبرر الأمين العام الجديد لحركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، السقوط المدوي للاخوان في الانتخابات البلدية والولائية، لأنصاره، إن "الانتخابات المحلية التي جرت في البلاد مؤخرا شهدت تلاعبا بالنتائج، مضيفا " أنه وقع تزوير في النتائج لصالح حزب جبهة التحرير الوطني"، قائلا: "لدينا أدلة على ذلك".
وحاول زعيم اخوان الجزائر تخفيف وقع الخسارة علي انصاره قائلا بأنهم بقوا في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأصوات (650 ألف صوت) اما عن المقاعد في المجالس الولائية فقد حصد الاخوان (152 مقعدا/ 7.58 بالمائة)، وعلي مستوي البلديات فازوا بـ49 بلدية حسب النتائج الأولية المعلنة من وزارة الداخلية الجزائرية.

وقال رئيس حركة مجتمع السلم إن حزبه سيتقدم بطعون للمجلس الدستوري لاسترداد 10 بلديات عرفت حدوث تزوير خلال مراحل العملية الانتخابية، لكن رغم ذلك اعتبر النتائج المحققة أحسن من تلك المسجلة في 2012.

ويري مراقبون أنه بهذه النتائج أصبحت احزاب تيار الاسلامي السياسي أقلية في المؤسسات الجزائرية،  مما يعكس الوضعية الصعبة التي وصلوا إليها بعد أن فازوا في 1990 بأكثر من نصف عدد المقاعد المحلية.
ويرى رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، أن الانتخابات البلدية الأخيرة كشفت بداية نهاية الإسلام السياسي في الجزائر، لافتاً إلى حصول الحزب الديمقراطي ذو التوجهات الليبرالية على رئاسة عدد كبير من البلديات في تلك الانتخابات مقارنة بالانتخابات السابقة خصماً من حصة الأحزاب ذات التوجه الإسلامي.
وقال بن يونس خلال ندوة صحافية بمقر الحركة في الجزائر العاصمة: "من صور الممارسة الديمقراطية بروز أحزاب جديدة وتراجع أحزاب أخرى  في كل موعد انتخابي".
ويرى بن يونس أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة تؤكد بداية نهاية الإسلام السياسي بالجزائر، التي هي اليوم بحاجة إلى أحزاب لها اقتراحات ومشاريع تعالج المشاكل اليومية للمواطن.
وراي مراقبون أن تراجع تيار الاسلام السياسي وعلي راسهم جماعة الإخوان في الجزائر(حمس) بسبب الهزات الداخلية التي عاشتها طيلة السنوات الماضية والصراعات العميقة بين قيادييها، فحركة مجتمع السلم تظهر  بثلاثة رؤوس قيادية (أبوجرة سلطاني وعبدالرزاق مقري وعبدالمجيد مناصرة) يدل على صراعات داخلية لم يتم احتواؤها وساهمت في النتائج الهزيلة المسجّلة في الانتخابات المحلية.
ورغم محاولات إبراز وحدة صفوف وقيادة “حمس″، إلا أن سلطاني مازال متمسّكا بخيار مشاركة السلطة وانتقاده المبطّن للقيادة الجديدة. بينما يمثل مقري التيار الراديكالي داخل الحركة، في حين يحاول عبدالمجيد مناصرة أن يكون خيارا ثالثا وبديلا عبر مسك العصا من الوسط. لكن الخلاف صار علنيّا ولم يعد قابلا للإخفاء عن المتابعين السياسيين والقواعد النضالية المتهاوية.
كما تحالف" النهضة والعدالة والبناء"، لم يخف الخلافات بين رموز الأحزاب الثلاثة، وهو ما انعكس على شحوب الحملة الدعائية للتحالف وإحجام عبدالله جاب الله زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية عن حضور التجمعات الشعبية الانتخابية.
واخير يتوقع المراقبون، أفول نجم الإسلام السياسي في الجزائر، ليكون ختاما لمشهد طويل أمتد منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، حيث ساهمت سنوات العشرية السوداء في الانفضاض التدريجي عن الأحزاب الإسلامية. وأثّرت الجرائم المرتكبة آنذاك من طرف الجماعات المتشددة المسلحة، المحسوبة على جبهة الإنقاذ المنحلة، على مفاهيم وقناعات الرأي العام، حتي اليوم  وهو يهبط الي الهاوية ويدخل زاوية الهامشية في الشارع الجزائري والذي يقترب من اقتلاع الاخوان من فكرة الي اتجاه جديد  وتيار جديد في الشارع الجزائري.

شارك