مع استمرار المقاطعة.. أمريكا تلوح بالاستغناء عن القاعدة العسكرية في قطر

الأربعاء 29/نوفمبر/2017 - 02:29 م
طباعة مع استمرار المقاطعة..
 
يبدو أن مقاطعة الرباعي العربي لدولة قطر، سيؤثر علي علاقات الأخيرة بالدول الأخري وخاصة الرابط العسكري مع أمريكا، حيث كشفت نشرة عسكرية أمريكية متخصصة، عن موافقة الكونجرس على مخصصات مالية إضافية للبنتاغون؛ لتوسيع وتأهيل قاعدة عسكرية أردنية، وسط شواهد بأن ذلك يأتي في نطاق الاستغناء التدريجي عن قاعدة "العديد" العسكرية الموجودة في قطر.
مع استمرار المقاطعة..
وتضم قاعدة "العديد" مقر القيادة المركزية الجوية للولايات المتحدة، ومجموعة القوات الاستكشافية رقم 83، وجناح المشاة الجوية رقم 379، بإجمالي قوات تقل الآن عن 11 ألف جندي وحوالي مائة طائرة تشغيلية.
ودخلت هذه القاعدة ضمن الأزمة السياسية الحالية التي تشهدها قطر مع دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث يؤيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقف الرباعي العربي مما أثر علي العلاقات مع قطر.
فقد وضع واشنطن في مواجهة قطر التي تعتبر إحدى أقوى الحلفاء في المنطقة والتي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط.
وتأسست قاعدة العديد قبل 12 عاما بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعوديون مغادرة المملكة عقب هجمات 11 سبتمبر.
وفي ذلك الوقت كانت هذه الخطوة تخدم المصالح السعودية، كما ساعدت الولايات المتحدة إذ أن انتقالها الى بلد جديد وإنشاء قاعدة العديد وفر لها فرصة توزيع المخاطر في أنحاء المنطقة.
وبالنسبة لقطر فإن العديد توفر لها الأمن من أي خصوم في المنطقة، وهو الأمر الذي ذكرتها به أحداث الأيام القليلة الماضية.
وقالت "نشرة سترايبس آند ستارز" العسكرية المتخصصة، إن الكونغرس وافق قبل أيام على إضافة 143 مليون دولار إلى ميزانية البنتاغون لرفع مستوى قاعدة “موفق السلطي” الجوية الإستراتيجية التي تقع على مقربة من الحدود الأردنية مع سوريا والعراق.
وكانت القاعدة العسكرية الأردنية، لعبت دورًا رئيسًا في العمليات العسكرية الأمريكية والدولية خلال سنوات قصف تنظيم داعش السابقة.
وتري النشرة العسكرية أن تكون إجراءات توسعة وتأهيل القاعدة الأردنية، في نطاق الاستغناء التدريجي عن الفعاليات الرئيسة التي تتولاها قاعدة العديد بعد أن شكلت المقاطعة العربية لقطر واقعًا جديدًا استدعى البحث عن بدائل محتملة.
وذكرت النشرة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما أيّد مطالب السعودية ودول المقاطعة لقطر بشواهد رعايتها للإرهاب والتحالف مع إيران، كان تحدث بوضوح عن وجود عشرة بدائل لقاعدة العديد، يكمن أن تبحثها واشنطن.
وأضافت النشرة، أنه رغم قول وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في وقت سابق، إنه لا توجد نوايا لاستبدال قاعدة العديد، إلا أن استمرار المقاطعة العربية لقطر ومستجدات العمل العسكري الذي تتولاه “العديد” في إدارة العمليات بالشرق الأوسط ووسط آسيا، يجعل من قاعدة موفق السلطي الأردنية بديلًا تدريجيًا عنها .
ونقلت سترايبس تقريرًا للوكالة الأمريكية للطاقة الذرية، بأن قاعدة موفق السلطي تحتاج إلى الكثير من المخصصات والبرمجة لتحل محل  قاعدة “العديد” ولو جزئيًا وتدريجيًا.
مع استمرار المقاطعة..
وأضاف التقرير، أن قاعدة موفق السلطي تعمل الآن بما يتراوح بين أربعة وخمسة أضعاف طاقتها خلال بداية الحرب على داعش، لكن للتخفيف من مخاطر الجوار مع الدول التي تشهد عمليات عسكرية (سوريا والعراق)، ومن أجل دعم تدفق الموظفين والعسكريين عليها، ولتوفير التسهيلات الكافية للعمليات المستجدة، فإنه يتوجب تعزيز الحياة الجديدة في القاعدة؛ لتشمل المرافق والبنية التحتية الداعمة للمسؤوليات المستجدة.
وكانت الوكالة الذرية الأمريكية في ذلك، تبرر قرار الكونغرس بتخصيص 143 مليون دولار لتأهيل القاعدة الأردنية لهذه المهمات الجديدة، والتي اتفقت مختلف التقارير المنشورة على أنها استبدال تدريجي لقاعدة العديد.
وكانت صحيفة واشنطن بوست، نشرت تقريرًا في وقت سابق يؤكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتجه إلى الإبقاء على قوات عسكرية في سوريا، وبأعداد كبيرة، بعد استكمال هزيمة داعش في مقراته المعروفة؛ ما زاد في ترجيحات اعتماد القاعدة الأردنية بديلًا تدريجيًا عن قاعدة العديد في قطر.
الجدير بالذكر أنه في أعقاب الأزمة القطرية مع الرباعي العربي، كشفت تقارير إخبارية عن أن هناك بوادر حقيقية لاحتمالية إغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.
ونشر المحلل الاستراتيجي الأمريكي، إليوت بيكر، أنذاك،  تحليلا في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أكد فيه أن الدوحة أظهرت تحديا كبيرا ضد واشنطن، موضحًا أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية، لتزيل القشة الأخيرة التي تدعم بها الإمارة الصغيرة لفترة طويلة.
وقال المحلل الأمريكي بعد أكثر من شهر من فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظرا على قطر لدعمها الإرهاب، لا تزال الدوحة تتفاخر بأنها لم تتأثر اقتصاديا، وأنها تمتلك أصولا تجعلها قادرة على مواجهة هذا النزاع.
وتابع كما أنشأت خطوط شحن بديلة بعد إغلاق الحدود مع السعودية، واستمر وجود 10 آلاف جندي أمريكي في القاعدة الجوية الأمريكية، وهو ما يدعمها في مقاومة الضغوط الخارجية.

شارك