بحضور محمد بن سلمان.. ما وراء لقاء محمد بن زايد بقيادات الإخوان؟
الخميس 14/ديسمبر/2017 - 04:08 م
طباعة
فتح لقاء ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الاربعاء مباحثات في الرياض مع رئيس حزب الاصلاح اليمني "اخوان اليمن" محمد عبدالله اليدومين العديد من التساؤلات حول اسباب اللقاء في هذا التوقيت، وهل ستعود العلاقة بين الإمارات والإخوان من جديد أم ان لقاء سيكون هو جزء من تحرك السعودية والامارات من اجل دحر الحوثي عقب مقتل الرئيس اليمين السابق علي عبد الله صالح في صنعء علي يد الحوثيين.
لقاء محمد بن زايد وقيادات الإخوان
أجرى ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الاربعاء مباحثات في الرياض مع رئيس حزب الاصلاح اليمني محمد عبدالله اليدومي، وأمين عام الحزب «عبدالوهاب أحمد الآنسي» في اجتماع لافت للتفاهم على جهود دحر المتمردين الحوثيين.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، فقد بحث «بن سلمان» و«بن زايد»، مع قيادات الحزب، مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها وفق ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني.
كما شارك من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور «مساعد بن محمد العيبان»، ورئيس الاستخبارات العامة «خالد الحميدان»، ومن الجانب الإماراتي مستشار الأمن الوطني «طحنون بن زايد آل نهيان»، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة «منصور بن زايد آل نهيان، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني «علي بن حماد الشامسي».
ويعاني الحوثيون الموالون لايران من تراجع عسكري منذ الاشتباكات الأخيرة التي انتهت باغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويريد التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات الاستفادة من انهيار الشراكة بين الحوثيين وقوات صالح لحسم الحرب.
ولعب حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي يمثل جماعة الاخوان المسلمين، دورا مشبوها وملتبسا في الحرب المستمرة منذ حوالي ثلاث سنوات، لكن متابعين قالوا ان التحالف العربي يسعى الان الى تحييد الأثر السلبي للاخوان للانتهاء من الانقلاب الحوثي.
وقالت وسائل اعلام إماراتية وسعودية ان الاجتماع الذي ضم ايضا الامين العام لحزب الاصلاح عبدالوهاب أحمد الآنسي، استعرض مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها وفق "ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني".
وقبل ذلك، اجتمع ولي عهد ابوظبي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض وتباحثا حول "دحر ميليشيات الحوثي الإيرانية والتنظيمات العدوانية والإرهابية المسلحة التي تهدد الشعب اليمني والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
ووجهت اصابع الاتهام في السابق الى حزب الاصلاح في محاولات زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة، خصوصا بسبب ارتباطاته مع قطر والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين. وتصنف الإمارات جماعة الاخوان منظمة ارهابية.
ولم يستبعد مراقبون وجود دعم قطري مباشر لزعزعة الأوضاع الأمنية في جنوب اليمن، في محاولة لتعطيل جهود التحالف العربي.
وقطعت السعودية والامارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر في يونيو بسبب تورطها في دعم الارهاب والتقرب من ايران، كما انهت مشاركة الدوحة في قوات التحالف العربي.
وقال اليدومي على صفحته في فيسبوك ان اجتماع الرياض "كان مثمرا وإيجابيا وبناء ويؤكد اهتمام وحرص الأشقاء في السعودية والإمارات على أمن واستقرار اليمن".
وأضاف إن "اللقاء تطرق الى أهمية الدور التاريخي الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة الشقيقتين في اليمن باعتبار أن أمن اليمن ووحدتها واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية عموما".
وأكد اليدومي على "أهمية دور التحالف العربي في دعم الشرعية السياسية لاستعادة الدولة اليمنية حتى يظل اليمن داخل نطاقه الإقليمي والقومي ومنع المشروع الإيراني من مد نفوذه اليه".
الإخوان رهان "بن سلمان"
يري مراقبون ان الاخوان رهان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان للدحر الحوثيين في اليمن، عبر بحث تفاهم الاخوان وبقائهم ضمن السلطة المستقبلية في اليمن.
ففي 10 نوفمبر الماضي، التقى «بن سلمان»، في الرياض، لأول مرة قيادات بارزة في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وبحث معهم عدد من المسائل المتعلقة بالساحة اليمنية، بحسب «واس».
ويتواجد رئيس حزب «الإصلاح» منذ مارس 2015، في العاصمة السعودية، مع عدد من القيادات البارزة في الحزب، بينهم أمينه العام، «عبدالوهاب الأنسي»، واللذان يعملان في الهيئة الاستشارية للرئيس «عبدربه منصور هادي».
ويعد حزب «التجمع اليمني للإصلاح» أحد أكبر الأحزاب المعارضة في اليمن، وترفض الإمارات العضو في «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية ضد «الحوثيين» وجود أي دور للحزب في المشهد السياسي بالبلاد، وتتهم «هادي» بتفضيل دعم الحزب.
بينما يتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي.
ما بعد اللقاء:
ويرى محللون أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد إعلان استعداده لفتح صفحة جديدة مع السعودية، قد يؤجج “الحرب بالوكالة” في اليمن.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صنعاء ماجد المذحجي إن “مستقبل السياسة في اليمن تغير بشكل كلي، كان صالح أحد أهم المرتكزات فيها، لكنه انتهى الآن".
محللون يرون ان السعودية تري في "اخوان اليمن" ورقة مهمة في عمليات الحسم في صنعاء، وفي ظل نزع الغطاء السياسي عن جماعة الحوثيين بمتقل صالح، وه ما يساهم في لعب الإخوان دورا مهما في عمليات القتال ودحر الحوثيين.
خريطة التحالف في اليمن لن تتغير كما يحلو لكثيرا من المراقبون ان يروي ذلك ولكن هو اعادة تجميع "الاخوة الاعداء" عبر مواجهة خطر يهددهم جميعا وهو الحوثيين، فالان جميع القوي بالاضافة الي القبائل تسعي الي مواجهة الحوثي، بعدما استشري الفقر والمرض والجمع واصبح سفك الدماء والقتل اداة الحوثيين ليسيطرة علي اليمنن لذلك تسعي "القوي اليمني" ودول التحالف خاصة السعودية والامارات الي تجميع "خصوم" الحوثي من أجل المواجهة والانقضاض وهو ما بدا واضحا من عمليات اخلاء السفارة العاملة في صنعاء لعملياتها واغلاق مقراتها الدبلوماسية، بعد مقتل صالح.
الخلاصة أن مقتل صالح، اجمع خصوم الحوثيين ورفقاء صالح من اجل مواجهته ودحر حلفاء ايران عن صنعاء وعودة الحكومة الشريعية وهو ما يقتضي اعادة توافق الجميع لمواجهة الحوثيين.. وهو ما يبدوا ان اليمن مقبل علي تغيرات ميدانية كبير ولكن متي تنتهي الحرب هذا لا يستيطيع أن يحدده المراقبون واطراف الصراع حتي الأن.