مجددا .. إيران تدفع ثمن تدخلها فى سوريا بالمزيد من الجنازات في "قم" وطهران
السبت 16/ديسمبر/2017 - 04:27 م
طباعة
لازال النظام الإيرانى يدفع ثمن تدخله فى سوريا بمزيد من القتلى فى صفوفه والمليشيات التابعة له حيث أقرّت وسائل إعلام إيرانية، بمقتل 5 مرتزقة من ميليشيا "فاطميون" الشيعية الأفغانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، و2 من ميليشيا "زينبيون" الباكستانية، وذلك خلال مشاركتهم القتال لحساب إيران بحربها في سوريا.
وأظهرت صورة مراسم تشييع القتلى في جنائز، بمدينة "قم" جنوب طهران، وضعت عليها رايات ليمليشيا "فاطميون"، و"زينبيون"، وزعمت تلك الوسائل، أن القتلى السبعة هم من "المدافعين عن الأضرحة" في سوريا.
وفي السياق، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، بمقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني، "مهدي قرى محمدي" مدعية أنه توجه إلى سوريا طوعاً الأسبوع الماضي، وأنه قتل في المعارك الجارية بديرالزور ضد تنظيم الدولة.
من جهة ثانية، نشرت حسابات موالية لإيران، صورة لـ "مهدي إيماني" (قيادي في الحرس الثوري الإيراني)، قالت إنه قتل في البوكمال شرق ديرالزور خلال المعارك الجارية هناك ضد تنظيم داعش .
كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي صور لمقتل "علي منشافي القائد العام للمقاومة السورية، لواء حلب"، على أطراف مدينة البوكمال خلال المعارك مع تنظيم داعش ، إضافة إلى الرائد" عبدو ياسين سليم" من قوات النظام، وكذلك "علي محمود عباس" دون معرفة رتبته.
"فاطميون"
وتعتبر ميليشيا "فاطميون" من أكبر الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد ضد الثوار بسوريا، وتتشكل من الشيعة الأفغان أو ما يعرف بالشيعة الهزارة، وأغلب عناصره من اللاجئين المقيمين في إيران.
وأقحمت إيران الميليشيا الأفغانية في سوريا عام 2013، ويقدر عدد عناصرها بأكثر من 25.000 عنصر، ويتوزعون على أغلب المدن السورية، وأصبحت بعض المناطق والأحياء والمخيمات في ريف دمشق خاضعة تماماً لإدارة اللواء، وتم جلب العديد من عوائل عناصره من إيران، وجرى توطينهم بريف دمشق ضمن مشروع استيطاني ممنهج يهدف إلى تغيير هوية العاصمة السورية دمشق.
"زينبيون"
أحد الميليشيات الطائفية التي أرسلتها إيران للقتال إلى جانب قوات النظام في سوريا، تحت ذريعة الدفاع عن "مقام السيدة زينب" بدمشق، حيث ظهر لواء "زينبيون" بشكل بارز إعلامياً، في أواخر أيار 2015 على إثر نشر شريط مسجل لهم، ويظهر فيه مقاتلون باكستانيون شيعة يحاربون إلى جانب قوات النظام، ويعلنون انتماءهم لهذا اللواء.
يذكر ان ايران وعلى الرغم من صدور قرار أممي فى وقت سابق طالب الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المقاتلة معه بالانسحاب من سوريا، فما زالت وكالات إيرانية تنقل أخبار مصرع ضباط وجنود ومستشارين، وتكبد طهران خسائر جسيمة، حيث تحولت سوريا خلال الآونة الأخيرة إلى مقبرة للحرس الثوري، حسب وصف صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
كما أفادت وكالات إيرانية بمقتل رجل دين إيراني يدعى صالح حسن زاده، كان يقاتل في صفوف قوات الحرس الثوري في سوريا إلى جانب جيش النظام السوري ضد قوات المعارضة، حسبما أفادت وكالة أنباء "فارس".
ويعتبر حسن زاده، ثالث رجل دين يلقى مصرعه على الجبهات منذ التدخل الإيراني في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011م وبهذا يرتفع عدد عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين قتلوا منذ التدخل الروسي إلى 57 قتيلا منذ حوالي شهر، حيث أرسلت إيران حوالي 2000 مقاتل للمشاركة بمعارك ريف حلب وريفي اللاذقية وحماة.
القرار الأممي ضد التدخل الإيراني - الروسي
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إصدار لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس، قرارا صاغته المملكة العربية السعودية يندد بالتدخل الإيراني والروسي في سوريا ويطالب بانسحاب قوات الحرس الثوري وميليشيات حزب الله من سوريا.
ووفقا لوكالة "رويترز"، فقد وافقت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تضم 193 دولة على القرار غير الملزم الذي أعدته السعودية بمشاركة قطر ودول عربية أخرى والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى. وأيد القرار 115 دولة مقابل اعتراض 15 فيما امتنعت 51 دولة عن التصويت.
سوريا مقبرة الحرس الثوري
من جهتها نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا حول مسلسل تساقط عناصر الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وذكرت أن إيران تقاتل هناك لمنع قيام "قوة سنية" في سوريا.
ولاحظت الصحيفة أن إيران لم تعد تخفي خسائرها البشرية بسوريا، مثل مقتل الجنرال حسين همداني، وغيره من القادة والضباط والجنود.
ونقلت عن الجنرال السابق إسماعيل قصري قوله: "المهمة الرئيسية للجنرال همداني أنجزت في سوريا، وهي تمثلت في إنشاء الجيش الشعبي وقوات الدفاع الوطني، بهدف دعم النظام ضد المعارضة".
وذكرت الصحيفة أن كتائب شيعية أفغانية وباكستانية أرسلت إلى جنوب سوريا، للسيطرة على خط المواجهة مع إسرائيل، ولإفساد مخطط المعارضة المعتدلة بإنشاء "منطقة عازلة" بجوار هضبة الجولان، في جنوب سوريا.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران عززت وجودها في سوريا بعد التدخل الروسي، وبعد أن كان مقاتلوها في الصفوف الخلفية، أصبحوا اليوم في الواجهة، وعلى طاولة العمليات الميدانية بجانب روسيا وسوريا.
وتشير الإحصائيات شبه الرسمية الإيرانية إلى مقتل حوالي 3000 عسكري إيراني منذ تدخل إيران لمساندة نظام بشار الأسد عام 2012، لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كشف مع نهاية العام الماضي أن عدد قتلى الحرس الثوري والميليشيات الشيعية التابعة له في سوريا، بلغ أكثر من 10 آلاف شخص منذ التدخل الإيراني إلى جانب نظام بشار الأسد لقمع ثورة الشعب السوري.