نحو مليون شخص فروا منذ2003.. الأردن الوطن البدل لمسيحي العراق
الأحد 17/ديسمبر/2017 - 02:53 م
طباعة
مع اقتراب اعياد الميلاد باتت مسيحيوا العراق يتذكرون وطنهم وارض الاجداد في حسرةن حيث فضاقت بهم رحبا ارض الرافدين مع ارتفاع صوت التشدد والتطرف بأرض ابناء حمورابي، بات الاردن الوطن البديل لمسيحي العراق في ظل استمرار عدم الاستقرار الامني والسياسي ببلاد الرافدين وسطوة المليشيات علي مقاليد الامور بالعرق.
10 ألأف مسيحي منذ ظهور داعش:
وبحسب الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام فإن نحو عشرة الاف و300 مسيحي عراقي فروا الى الاردن منذ الهجوم الذي شنه داعش على مناطق الموصل وسهل نينوى، شمال العراق.
فبعد سيطرة "داعش" علي الموصل أصبحت نينوى وللمرة الأولى منذ ألفي سنة خالية تماماً من المسيحيين ولم تعد تقرع فيها نواقيس الكنائس أو يحتفل فيها أحد بأعياد الميلاد ورأس السنة واختفى بابا نوئيل عن شوارعها تماماً. وهو ما ذكره صراحة بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو بقوله "لأول مرة في تاريخ العراق الموصل فارغة الآن من المسيحيين".
وفرض "داعش" لدى سيطرتهعلى المنطقة على المسيحيين إما اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو النفي أو الموتن لذلك اختار الطثير منهم الفرار خارج العراق.
واليوم على الرغم من استعادة القوات الحكومية العراقية اليوم للمنطقة، إلا أنها لا اغلب مسيحي العراق لا يفكرون بالعودة الي موطنهم مرة اخري في ظل استمرار التهديدات الاامنية وعدم الاستقرار السياسي، وبسبب شعورهم بعدم الأمان.
مليون مسيحي خارج العراق منذ2003:
وقدر رئيس مجلس الطائفة المسيحية العراقية في الاردن غازي رحو، أن عدد العراقيين الذين قدموا الى الاردن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 بحوالى مليون مسيحي، لافتا الي عدد المسيحيين في العراق قبل الاحتلال بفترة قريبة بحدود مليون و420 الف مسيحي ، اليوم في العراق لا يتجاوز عدد المسيحيين في العراق أكثر من 450 الف مسيحي فقط، أي انه وبجملة إحصائية فان نحو مليون مسيحي عراقي غادروا من المحافظات التي كانوا يسكنون فيها، قسم منهم يتواجد في إقليم كردستان وقسم منهم في بغداد وقسم قليل في كركوك، لكن القسم الأكبر غادر الى الأردن ولبنان وتركيا، المسيحي لا يترك وطنه، بل يترك مكانه بحثا عن الأمان.
واضاف رئيس مجلس الطائفة المسيحية العراقية، و لهذا فإنه وبعد احتلال داعش للموصل لجأ بمكرمة ملكية من العاهل الأردني إلى الأردن 8226 مسيحيا عراقيا وكانوا متواجدين في نحو 14 قاعة من قاعات الكنائس وهنا ألفت الى رعاية المملكة الأردنية لهم وجمعية الكريتاس الأردنية وأيضا دور قداسة البابا في رعايتهم، حيث انتقلوا الى شقق مدفوعة الايجار من قداسة البابا، نزيف النزوح مستمر ، رغم ان هؤلاء اعيد توطينهم في بلد ثالث، حيث يتواجد الان في الأردن نحو 14620 انسانا مسيحيا عراقيا هم اجمالي من نزحوا قبل احداث الموصل وما بعدها.
ازمة الدستور:
الامر لم يتوقف عند الوضع الامني والسياسي ولكن هناك مطالب من قبل مسيحي العراق بتعديل الدستور العراقي، حيث
اعتبر بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس روفائيل الأول ساكو أن تعديل الدستور العراقي ضروري لضمان "المساواة بين جميع المواطنين"، مشددا على أن الدين "خيار شخصي" ولا يجوز إقحامه في شؤون الدولة، وذلك خلال مؤتمر صحافي في معهد العالم العربي في باريس الثلاثاء.
وقال رئيس كبرى الكنائس العراقية إن "الأولوية اليوم بالنسبة إلى العراقيين هي الأمن والاستقرار"، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة العراقيين على تحقيق ذلك وعلى "النهوض بطريقة صحية وغير طائفية".
وشدد البطريرك ساكو على أن "بناء الحجر لا يكفي إذا لم يترافق مع بناء الإنسان" والذي يتحقق، برأيه، من خلال التعليم وحرية التعبير والمعتقد.
وأضاف أنه "من أجل تحقيق هذا يجب تعديل الدستور" العراقي الذي أقر عام 2005.
وتابع البطريرك ساكو "أنا مواطن عراقي، لا يهم إذا كنت مسيحيا أو شيعيا أو سنيا أو كرديا... لا يجوز للدين أن يفصل بين المواطنين. الدين خيار شخصي: أن أؤمن أو لا أؤمن، أنا حر ولا يجوز فرض" الإيمان بالقوة، مشددا على "وجوب أن يعي الناس في الشرق الأوسط ذلك".
وأوضح أنه إذا أرادت دول الشرق الأوسط أن تنعم بمستقبل آمن "لا بد من دولة مدنية ولا أجرؤ على القول علمانية"، مشيرا إلى أنه لا يجوز أن تتبنى الدولة "ديانة واحدة" أي الإسلام وتعتبرها "الديانة الأولى والوحيدة الصحيحة وبقية الديانات تأتي خلفها".
وأعرب البطريرك الكلداني عن أسفه لما شهده سهل نينوى في شمال العراق، والذي يضم قرى وبلدات مسيحية كثيرة، من اضطرابات أمنية بسبب الأزمة التي أعقبت تنظيم إقليم كردستان استفتاء على الاستقلال في نهاية سبتمبر الماضي.
وقال "يجب التفكير بالسكان، بالمدنيين، هؤلاء الناس ليسوا بيادق يمكن اللعب بها".
ختما يبدو ان الاردن ومنذ 2003 شكل الوطن البديل لمسيحي العراق في ظل عدم الاستقرار الامني والسياسي في بغداد مع ارتفاع عمليات استهداف المسيحيين منذ 2003 وحتي القضاء علي تنظيم "داعش".