رغم استعادة معظم الأراضي في سوريا والعراق.. داعش باقٍ ويتمدد

الأربعاء 27/ديسمبر/2017 - 01:59 م
طباعة رغم استعادة معظم
 
في الوقت الذي يعتقد الجميع أن التنظيم الإرهابي "داعش" انهار تماما في سوريا والعراق، بالأخص بعد استعادة معظم الأراضي العراقية والسورية الذي سيطر عليها داعش منذ يونيو 2014، والخسائر الذي لحقت بالتنظيم الإرهابي، أعلن المتحدث العسكري باسم عملية العزم الصلب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، ريان ديلون، أن نحو ألف من المسلحين، تابعين لتنظيم "داعش"، لا يزالون ينشطون في سوريا والعراق.
رغم استعادة معظم
ونقل موقع "Military.com" عن ديلون، وهو عقيد في الجيش الأمريكي، انه "وفق آخر تقديراتنا، حوالي ألف مقاتل لا يزالون موجودين في العراق وسوريا، مضيفًا أن قوات التحالف تركز جهودها في الوقت الحالي لمنع مجموعات من القيام بأي اختراقات.
وكان ديلون قد أعلن في وقت سابق، أنه تم استرداد 98% من الأراضي التي استولى عليها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
بالمقابل، افترض بريت ماكغورك، ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد داعش، بأن "العمليات العسكرية في سوريا يمكن أن تستمر عدة أشهر"، مشددا على أن "الأمريكيين سيبقون في هذه البلاد إلى أن يتم القضاء بشكل مبرم على المتطرفين".
وذكّر ماكغورك بأن "تعداد المسلحين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش، كان يتجاوز عددهم قبل عامين 40 ألف مقاتل، ينتمون إلى 110 دولة".
ووفق احصائيات موقع وزارة الدفاع الأمريكية الإلكتروني، فإن إجمالي ما أنفقته الولايات المتحدة على عملية العزم الصلب التي انطلقت في 8 آب 2014، حتى نهاية حزيران من العام الجاري، قد بلغ 14.3 مليار دولار، ما يعني إنفاق 12.6 مليون دولار في يوميا على هذا الهدف".
في سياق مواز ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، أن كل ما يتردد حول هزيمة داعش في معاقلها بالموصل، والرقة، وفي البوكمال، على الحدود السورية العراقية، مجرد ادعاءات. 
وطرح المعهد في تقرير مطول، تساؤولات حول دلائل هزيمة تنظيم "داعش"، من جثث وأسلحة ومعسكرات ومعتقلين، هذا الغموض أوجد مساحة واسعة لهؤلاء الذين لا يمتلكون أدلة كافية باتهام جهات عديدة بالوقوف وراء التنظيم ودعمه، خاصة أن قوافل داعش تجوب الصحراء مكشوفة بين سوريا والعراق، بما فيها قوافل النفط، وفي ظل العودة السريعة لداعش إلى المناطق التي يتم الإعلان عن هزيمتها فيها، وحجم الصفقات الواسعة التي تعقد مع التنظيم، يتم تأمين منافذ تنتقل بموجبها داعش إلى مناطق أخرى، بحماية خصومها.
وذكر التقرير أنه على مدى الشهور القليلة الماضية، تم تبادل اتهامات بين الخصوم في العراق وسوريا، بعقد صفقات مع داعش، يشترك فيها جميع الخصوم ( إيران وحزب الله والنظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا وأمريكا) بعضها معلن، كما في صفقة حزب الله، وصفقات نظام الأسد مع داعش، وآخرها ما تردد عن صفقة بين الجيش السوري وداعش، مقابل إطلاق سراح جنود سوريين، وقعوا في كمائن داعش، وصفقة تركيا في العراق لإطلاق سراح جنود أتراك، والعديد من الصفقات ما بين الحشد الشعبي العراقي-الذى تهيمن عليه إيران- وداعش في العراق، بإشراف من قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني.
رغم استعادة معظم
وقال التقرير إن تلك الصفقات مستمرة منذ فترة طويلة، وقد طرحت الكثير من الشكوك، منذ يونيوعام 2014، حينما اجتاحت داعش مساحات واسعة في شمال ووسط العراق، ووصلت بعض قطاعاتها إلى مشارف بغداد، بعد انهيار هوليودي لقطاعات الجيش العراقي، إبان قيادة نوري المالكي للحكومة العراقية، وكان رد ترويكا الحكم الشيعي العراقي، اندفاعه سريعة بتشكيل “الحشد الشعبي العراقي" بفتوى صدرت عن المرجع الديني آيات الله علي السيستاني. وتم تشريع هذا الحشد الذي يضم حوالي 70 مليشيا مسلحة، تؤكد معلومات خبراء عراقيين، أن ما يزيد على نصفها موال للمرشد الأعلى للثورة السيستاني تمويلا، وتسليحا، وتدريبا، وتلتزم بأوامر وتعليمات المرشد، ولا يملك رئيس الوزراء العراقي أية سلطة عليها، وخاضت هذه المليشيات غالبية الحروب مع داعش في العراق، وانتقلت إلى سوريا، تحت قيادة قائد فيلق القدس "قاسم سليماني.
وختم المعهد تقريره إلي أن عقد صفقات مع داعش في مسرح العمليات في سوريا والعراق، من قبل وكلاء إيران، يطرح تساؤلات عميقة حول نجاعة إستراتيجيات مكافحة الإرهاب، في ظل شكوك عميقة بإمكانية تحقيق نجاحات ملموسة، ويؤشر لإمكانية بقاء داعش والقاعدة في ظل علاقتهما مع إيران، ومن المرجح، أن تفتح القاعدة ساحات قتال جديدة في مناطق أخرى، خارج سوريا والعراق، لإبقاء الإرهاب عنوانا دوليا.
وفيما يبدو أن التحالف الدولي لمحاربة داعش يحتاج إلي وقت طويل لقطع جذور داعش نهائيًا، وهو الأمر الذي يصعب حاليا بعد انضمام العديد من العناصر الأوروبية والعربية للتنظيم الإرهابي، فالأخير بارع في استقطاب العناصر من جميع أنحاء العالم لذلك فانتهاء داعش نهائيًا أمر صعب في الوقت الحالي وقد يكون مستحيل القضاء عليه كليًا.
وكان ذكر العديد من المحللين، أن انتهاء داعش كليا أمر يستحيل تحقيقه في الوقت الحالي خاصة مع استقطاب عناصر جديدة بين صفوف التنظيم، حيث أكدوا أن داعش باق ويتمدد، ويصعب بتره من جذوره.

شارك