بعد قرار بوتفليقة.. أمازيغ الجزائر نحو مرحلة جديدة

الخميس 28/ديسمبر/2017 - 02:59 م
طباعة بعد قرار بوتفليقة..
 
أقر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بجعل رأس السنة الأمازيغية الموافق لـ12 يناير ، يوم عطلة رسمي، كما أمر بالعمل على تعميم اللغة الأمازيغية.
وجاء في بيان نشر عقب اجتماع مجلس الوزراء أن رئيس الجمهورية، الأربعاء: "أمر الحكومة بعدم ادخار أي جهد لتعميم تعليم واستعمال اللغة الأمازيغية وفقا لجوهر الدستور. كما كلف رئيس الجمهورية الحكومة بالإسراع في إعداد مشروع القانون العضوي المتعلق بإنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية".
وقال البيان إن الرئيس بوتفليقة أوضح أن "هذا الإجراء على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث الإسلامية والعربية والأمازيغية كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي".
ويُعرف الأمازيغ أكثر باسم "البربر". أطلق الرومان هذا اللقب على كل الشعوب التي لم تتحدث اللغة اللاتينية أو اليونانية، وقد أُطلِق هذا اللقب عمومًا على قبائل شمال أوروبا ولكن مع مرور السنين التصق بشعوب شمال إفريقيا. لا يتبنى الأمازيغيون لقب البربر.
ويشكل الأمازيغ جزءا مهما من مكونات المجتمع الجزائري، بنسبة من 40 إلى 50 % من مجموع السّكّان البالغ عددهم نحو 40مليون نسمه رغم الاف السنين الا انها صامدة في وجه الاعداء ،اما النسبة المتبقية فاهي تتكلم الدراجة اللغة الهجينة بقانون اللغة الام الامازيغية مع كلمات اضافية من العربية والفرنسية وحتى الاسبانية في الغرب نضرا للعولمة والثفافة التي ورثها المستعمر تنتشر اللّغة الأمازيغيّه ولهجاتها في الجزائر بمناطق كثيرة أهمّها شمال إفريقيا. إلا أن عددًا كبيرًا من الأمازيغ، على مر التاريخ، قد تبنى اللغة العربية.
وتشكل القبائل مجموعة أمازيغية كبيرة في الجزائر، وتتمركز في شمال وشرق الجزائر. ومنطقة القبائل صغيرة جغرافيًّا بالمقارنة مع نسبة سكانها الكبيرة، وأهم مدنها "تيزي وزو". وتتميز مجموعة القبائل الأمازيغية بانخراطها الواسع في العمل السياسي من خلال الأحزاب السياسية ذات البعد الثقافي الأمازيغي المطالبة بالمزيد من الحقوق للأمازيغ. وتعرف منطقة القبائل في الجزائر توترًا كبيرًا في علاقتها مع السلطة وصلت أحيانًا إلى المواجهات الدامية، كما حدث سنة 2001 في ما سمي "ربيع البربر". 
والقبائل منطقة تقع شرق الجزائر العاصمة وتضم ست ولايات، هي تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبويرة وسطيف وبرج بوعريريج، وكانت معقلًا لعدد من الثورات. أما المزابيين (المزابية)، نسبة إلى وادي مزاب في الجزائر فيختلفون عن غيرهم في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية ويعيشون حياة شبه منعزلة عن الآخرين خاصة بهم جعلت منهم طائفة إسلامية متميزة عن العرب والبربر الآخرين. وعلى العكس من القبائل الكبرى الذين يمتهنون الزراعة، فإن المزابية يعملون في التجارة والحرف ويعيشون في خمسة مدن من أهمها غرداية، بوابة الصحراء الكبرى، وينتمون إلى مذهب الخوارج، مع أنهم يتبعون مدرسة أبو حنيفة، في الوقت الذي يتبع الغالبية العظمى من الجزائريين، المذهب المالكي. 
وهناك الطوارق، أو طوارق الصحراء وهم يوجدون في الجنوب الجزائري ومنطقة "فزان" في ليبيا. وأهم قبائلهم الهقار أو "كل هغار"، وتبدأ أسماء القبيلة بـ "كل" أي "أهل" و"بنو"، وأيضًا "كل آجر" في صحراء الجزائر. وغربًا حول تمنراست يوجد "كل ريلا"، وكذلك في مدينة غدامس الليبية في الحدود مع كل من تونس والجزائر.
وكذلك يوجد الأمازيغ في منطقة ولاية باتنة إحدى ولايات الشرق الجزائري لأوراس، وهي في اتجاه الشرق قريبًا من الحدود التونسية توجد جبال الأوراس. وتعد مدينة "باتنا" أهم مدن الأوراس، وهي منطقة ضعيفة اقتصاديًّا، ومعظم الذين يقطنون الأوراس من "الإنشواين" الأمازيغ. 
وهناك أمازيغ تقارقرانت، وهم يتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الأمازيغة المعربة؛ حيث تستعمل هذه المناطق الكثير من الكلمات الأمازيغية، مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيدة وحتى بعض المناطق بغليزان. كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في أقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون)، ويوجد بولاية البليدة أمازيغ "بني صالح وبني ميصرة وبني مسعود"، وأمازيغ الشلحة وهم متواجدون بولاية تلمسان ولاية البيض على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد، يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة، وأمازيغ الشناوية: يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة التي يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة. 
للمزيد عن الامازيغ اضغط هنا
http://www.islamist-movements.com/39426
وبعد نضالٍ لأكثر من نصف قرن، أصبحت الأمازيغية التي يستخدمها البربر لغةً رسمية في الجزائر 7 فبراير 2016، لكن العربية ما زالت تتقدّم عليها بصفتها لغة الدولة. وتبنّى البرلمان الجزائري بغالبية ساحقة مراجعة دستورية تنصّ على اعتبار الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" في البلاد، فيما اللغة العربية هي "اللغة الوطنية والرسمية" و"تبقى اللغة الرسمية للدولة". ولاحظ النّواب أن الأمازيغية، بفروعها المتنوعة (الشاوية، والقبايلية، والمزابية، والطارقية)، تستعمل من قبل عشرة ملايين شخص، أي ربع سكان دول شمال إفريقيا.
ولاقي قرار الرئيس الجزائري بوتفليقة بترسيم السنة الامازيغية في الجزائر ترحيبا كبيرا، واعتباره  انتصار جزء من مطالب الامازيغ بداية إرجاع الحق لأصحابه، ومكسبا من المكاسب التي جاءت بفضل نضال أجيال.
وختما يشكل القرار جزءا من سياسية جزاائرية طويلة نحو التصالح الشعبي بين مكونات الشعب الجزائري، وتاكيدا علي هوية الجزائر الجديدة المنفتحة وبحثا عن الشراكة والمواطنة لابناء الدولة الجزائرية، وانتهاء مرحلة المد القومي العروبي علي الجزائر واعادة رسم الهوية الوطنية الجديدة للبلاد قائمة علي المواطنة والمساواة والتعايش بسن اطياف المجتمع الجزائري.

شارك