بعد لقائه بوزير خارجية فرنسا.. حفتر يدعم إجراء الانتخابات الليبية في 2018
السبت 30/ديسمبر/2017 - 05:32 م
طباعة
في ظل استمرار الأزمة الليبية بين أطراف النزاع، وسط تراشق بالتصريحات بين هنا وهناك، أكد المشير خليفة حفتر، قائدا الجيش الوطني الليبي، دعم القوات المسلّحة الليبية للانتخابات "كَمَخْرَجٍ وحيد للأزمة السياسية.
يأتي ذلك بعد تصريح المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، عن قبول الانتخابات المزمع عقدها في البلاد العام المقبل، لا بل استعداده لتأمينها، وجدد حفتر موقفه المؤيد للانتخابات، وقال في مقابلة تلفزيونية مساء أول أمس، "نحترم إقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية، فالحل في ليبيا هو أن يختار الليبيون رئيساً لبلادهم ونوابهم عبر صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة وشفافة".
وبعد ساعات فقط من إعلان اللواء ونيس بوخمادة قائد القوات الخاصة بالجيش عن تحرير كامل منطقة إخريبيش في مدينة بنغازي، آخر معاقل المتطرفين في شرق البلاد، بدا أن حفتر الذي أشاد بحملة الحراك الشعبي لتفويضه لتولى السلطة في البلاد، يرغب في أن يلعب مجلس النواب دورا رئيسيا خلال المرحلة المقبلة.
وطبقا لما أوضحه المتحدث باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي، فقد بدأت وحدات الجيش في عمليات تمشيط وتأمين بعد هروب بعض الإرهابيين غربي مدينة بنغازي، فيما قال مصدر عسكري إنه تم قتل 12 إرهابيا، بعد فرارهم باتجاه منطقة جروثة، داعيا السكان إلى الإبلاغ عن الإرهابيين، في حال رصد تحركاتهم.
وفي مداخلة متلفزة تحدث حفتر عن جهود قال "إن القوات المسلحة بذلتها لدفع العالم لقبول هذا الخيار كحلٍ أساسيٍ ومبدئي يتقدم كل المراحل للوصول إلى اتفاقٍ سياسي".
وقال إنه أجرى تلك المداخلة "للوقوف ضد الدعايات المغرضة التي تتهم الجيش بالوقوف ضد الحل السياسي، ورفضه للحوار والتوافق بين الليبيين، وإيمانه بالعنف واستخدام القوة، وعدم الإيمان بالديمقراطية، ووقوفه ضد الانتخابات، وتخطيطه لانقلاب عسكري، وكون الانتخابات الليبية المُزمع إقامتها مفروضة عليه من العالم.
وحول خطابه الأخير في ـ17 من ديسمبر الجاري، وهو التاريخ الذي اعتبره نهايةً لولاية المجلس الرئاسي، قال "إن الخطاب وما فُهِم منه من عرقلته للعملية الانتخابية مغالطة.
وفي ذات السياق، نفى حفتر أن يكون المجتمع الدولي، قد مارس ضغوطات عليه للقبول بالانتخابات، وقال في هذا الصدد: "نحن كنا ومنذ بدايات لقاءاتنا في الخارج معهم نضغط باتجاه ضرورة ذهاب الليبيين للانتخابات".
وتراجع حفتر عن موقفه بإعلان قبول الانتخابات، بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بمدينة بنغازي (شرق)، الخميس الماضي.
وكان أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، الأسبوع الماضي، تقدّم خطة العمل التي تبناها مجلس الأمن الدولي قبل 3 أشهر، والمرتكزة على إجراء انتخابات في ليبيا.
وأعلن سلامة أن بعض الدول توصلت إلى نتيجة مفادها أن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر أصبح "رقما صعبا" في المعادلة الليبية، وبات تجاهله غير واقعي.
وانتهت منذ أشهر ثاني جولات مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي بمشاركة لجنتي حوار من مجلسي النواب و"الأعلى للدولة" هيئة استشارية نيابية، برعاية البعثة الأممية بليبيا التي أطلقت في 20 سبتمبر الماضي خارطة طريق تقود، في نهايتها، نحو إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بالبلاد.
وخلصت الخارطة التي طرحها سلامة على 3 مراحل من المفترض أن تنتهي مرحلتيها الأولى والثانية خلال عام، بحسب الوعاء الزمني الموضوع في تلك الخارطة.
وتنص الخارطة في مرحلتها الأولى علي وجوب تعديل اتفاق الصخيرات، قبل الدخول بمرحلة ثانية تشمل عقد مؤتمر وطني يهدف لفتح الباب أمام أولئك الذين تم استبعادهم من جولات الحوار السابق.
وفيما يبدو أن المشير خليفة حفتر تراجع عن موقفه فيما يخص الانتخابات الرئاسية في 2018، بعد أن قوبل ذلك برفض دولي وتخوفا من عاصفة دولية قد تقلب كافة توقعاته في المرحلة المقبلة.