حرب العصابات.. «تكتيكات» داعش الجديدة في العراق
السبت 30/ديسمبر/2017 - 06:36 م
طباعة
لا زال التنظيم الإرهابي "داعش" يبتكر يوما بعد يوم العديد من الأفكار الدموية التي تهدف إلي بث الرعب في قلب العالم، وفي أحدث ابتكارات التنظيم، شرع الأخير إلى تكتيك جديد في العراق، حيث تحول إلى حرب العصابات.
ويبدو أن الخسائر التي لحقت بداعش عقب فقده لمعظم الأراضي العراقية والسورية، دفعته لابتكارات أكثر دموية حتي يعوض هزائمه التي كبدته خسائر فادحة.
ووفق تقارير إعلامية تابعة لقناة "Directorate 4" على موقع "تيلجرام" فإن مقاتلي التنظيم يقومون بشن هجمات على الطرق والقرى في المناطق الوسطى والشرقية من العراق بدون هدف الاستيلاء على تلك المناطق.
الموقع أشار في تقريره إلي التكتيك الجديد للتنظيم الإرهابي حيث قام مسلحو التنظيم الإرهابي بالهجوم على قواعد تمركز القوات العراقية في محافظة كركوك، وقد نصب المسلحون كمينا على الطريق، وهاجموا بشكل مفاجئ موكب للقوات العراقية.
ونتيجة لذلك، قتل العديد من المسؤولين العسكريين والحكوميين الرفيعي المستوى، فضلا عن أكثر من 20 جنديا.
وفي وقت سابق، أعلن العراق على لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي، نهاية تنظيم داعش في البلاد، مع طرد عناصره من آخر معاقلهم على الحدود مع سوريا.
وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إن العراق تخلّص من تنظيم داعش، الذي بقي مسيطرا لـ3 سنوات على أراض واسعة، قبل أن تشن القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حملة واسعة تكللت بالنجاح.
وتلقى تنظيم داعش خسارات كبيرة في العراق وسوريا وخسر كل معاقلة الرئيسية في البلدين، لكن القوات التي تقاتله تتوقع ان تنتقل المعركة إلى حرب عصابات.
وأعلن العبادي في 11 أكتوبر الماضي تحرير قضاء الحويجة بالكامل، وجبال حمرين ومكحول، وانتهاء العمليات العسكرية غرب كركوك.
وكانت قوات الحشد الشعبي عثرت على عدة مقابر جماعية وأنفاق وغرف ضيافة تابعة لعناصر "داعش" في الحويجة والجبال المحيطة بعد أيام من إعلان النصر النهائي على التنظيم في أنحاء البلاد في 10 ديسمبر الجاري.
وقال المحلل اليمني صادق ناشر، في إحدي مقالاته، إن مؤشرات حرب جديدة يشنها تنظيم داعش بالبروز بشكل خجول، لكنه خطر، على الحدود العراقية مع سوريا، مضيفًا أن هناك توقعات بأن يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات بعد خسارته معاقله الكبيرة في وقت سابق من هذا العام، خاصة في الموصل والأنبار.
وتؤكد كافة المعطيات علي عزم كبير من قبل التنظيم لاستهداف التجمعات العسكرية العراقية، ولكن على شكل حرب عصابات، وهي وسيلة جديدة يتبعها التنظيم في إطار الحرب التي تدور مع القوات العراقية والسورية.
ووفق مراقبون، فإن لجوء التنظيم الإرهابي لحرب العصابات ليس مفاجئاً، بل أمر متوقع، فالتنظيم لن يسلم الراية البيضاء بسهولة، خاصة أن لديه الإمكانيات لخوض هذه الحرب مستغلاً حالة التذمر التي تبديها بعض الأطراف السياسية حيال قضايا داخلية كثيرة، أبرزها أزمة العراق مع كردستان.