مسلمو تراقيا يكذبون إعلام تركيا وقطر حول اضطهاد الاقليات في اليونان
كشفت تقارير يونانية عن أكاذيب وسائل الاعلام القطرية والتركية التي تفذ
أجندة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بملف الاقلية التركية
المسلمة في "تراقيا الغربية"، حيث كشف وسائل الاعلام اليوانية عن حريات
الدينية الخاصة بمسلمو تراقيا، وأن الاجراءات التي اتخذت مؤخرا فيما تعلق بالحجر
الصحي ومنع التجمعات الكبيرة كإجراء احترازينة في مواجهة تفشي فيروس كورونا ، هي اجراءات تم تفيذها على السكان المسيحيين والمسلميون.
وقبل بضعة أيام، بثت شبكة الجزيرة القطرية تقريرًا مضللاً
ومعيباً أخرجه المخرج السينمائي، غلين إليس، عن الأقلية القومية التركية في منطقة تراقيا
اليونانية، والذي تخلى عن أي ذريعة للموضوعية وقدم فقط رواية الجمهورية التركية عن
المنطقة.
وتراقيا منطقة واسعة، تضم مدناً وسهولاً وجبالاً، وتقع في
جنوب شرق البلقان، وتضم شمال شرق اليونان وجنوب بلغاريا والجانب الأوروبي من تركيا.
كما تطل تراقيا على ثلاثة بحار؛ البحر الأسود وبحر إيجة وبحر مرمرة، وهناك تداخل في
حدود تراقيا مع حدود مقدونيا التاريخية. والإقليم اليوم، مقسم سياسياً بين بلغاريا
وتركيا واليونان منذ عام 1923.
ويقدر عدد سكان تراقيا المسلمين "يفوق 110 آلاف بقليل،
وهم من أصولٍ تركية، وأصولٍ بلغارية من غجر الروما والبوماك"،وفقا لتقرير
"يورونيوز" نشر بنهاية عام 2017.
ورصدت تقارير إعلامية يونانية استعداد مسلمو تراقيا الغربية، لشهر رمضان
مبارك، لافته إلى أنه ضمن اجراءات منع التجماعات الكبيرة، منعت الصلاه في المساجد إلا انه لم يمنع اذان
الصلاة.
وقال مفتي تراقيا الغربية حمزة عثمان، أن بمسلمو تراقيا ملتزمون باجراءات الحكومة
اليونانية لمنع تفشي فيروس كورونا في البلاد، لافته الى انه لا يقام الصلاة في
المساجد، ولكن تبقى اذان الصلاة، كما يحدث في الكنائس بقرع الأجراس.
وأضاف مفتى تراقيا "إن الحكومة اليونانية ، إذ تثبت احترامها
للمعتقدات الدينية لجميع المواطنين والدستور ، اتخذت نفس التدابير لجميع الطوائف الدينية
وجميع المؤمنين ، دون تمييز".
وتابع أنه أغلقت المساجد في جميع أنحاء تراقيا ، أبوابها
بمجرد صدور الاوامر لمواجهة تفشي فيروس كورونا"،مشددا على انه جميع المسلمين سحترمون قرارات اللجنة الوطنية لحماية
الصحة العامة ضد كورونا COVID-19 واتباع جميع تعليماتها.
وقدمت الجاليات المسلمة في أثينا وتراقيا، الشكر لوزير التعليم
والأديان اليوناني نيكي كيراموس ، والأمين العام للأديان جورج كالانتزيس ونائب وزير
الحماية المدنية نيكوس هاردالياس على الاحترام الذي أظهروه في دينهم.،وفقا لصحيفة
" protothema
" اليونانية.
المفتي حمزة عثمان، اكد على الاحترام الكامل من قبل الحكومة اليونانية تداه
الاقليات المسلمة في البلاد، لافتا الى انهم يتمتعون بكامل حقوق العبادة.
وكان للمفتي موقف قوي وداعم للحكومة اليونانية تجاهة أزمة اللاجئين، والتي
حاول نظام الرئيس التركي رجب أردوغان مؤخرا اتخذاها كورقة تهديد لليونان والدول
الاوربية.
وقال حمزة عثمان في تصريحات نقلتها صحيفة " Evrospress"
اليونانية :" يجب على أوروبا المساعدة في ضمان أن يجد اللاجئون والمهاجرون
مكانًا آمنًا للاستقرار وفقًا للمعاهدات والتشريعات الدولية، وحماية الحدود
اليونانية".
وأضاف حمزة عثمان :"نصلي من أجل إخواننا من البشر الذين
أجبروا على أن يصبحوا لاجئين بسبب الحروب. وعلى أوروبا المساعدة في حماية لأن الحدود
اليونانية هي أيضًا حدود أوروبية".
ويرى مراقبون أن الحرب الاعلامية التركية القطرية ضد أثينا
يأتي وقوف اليونان وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، في وجه خطط أردوغان التوسعية في منطقة
شرق المتوسط، غضب مسؤولي حزب العدالة والتنمية كما ترتبط أثينا بعلاقات جيدة جدا مع
دول الخليج منها السعودية والإمارات.
وتقف أثينا خاصة عثرة أمام محاولات دخول الرئيس التركي نادي التنقيب عن مصادر النفط في المتوسط بالقوة وقد وقفت في صف الجيش الوطني الليبي والبرلمان برفضهما للاتفاقيات الأمنية التي وقعتها أنقرة مع حكومة الوفاق في طرابلس. كما يمثل إيواء اليونان لمعارضين أتراك وأكراد مطلوبين من قبل الحكومة التركية، إحراجا يرى فيه أردوغان خطرا على مواصلة قبضته في الحكم.