أرمينيا تطالبها بالاعتذار.. وتركيا تتمسك بإنكار مسؤوليتها عن "مجازر الأرمن"

السبت 25/أبريل/2020 - 03:57 ص
طباعة أرمينيا تطالبها بالاعتذار.. أميرة الشريف
 
خلال إحياء الذكرى الـ105 للإبادة الأرمنية، والذي  كان متواضعاً هذه السنة في أرمينيا، ولم تنظم المسيرات التقليدية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، طالب رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، خلال ، تركيا بتقديم اعتذارات لبلاده عن "هذه الجريمة ضد الحضارة الإنسانية".
في حين، جددت تركيا ككل عام من إحياء ذكرى إبادة مئات آلاف الأرمن، إنكارها للاتهامات الموجهة إلى أسلافها العثمانيين بشأن ارتكابهم مجازر بحق تلك الشعوب قبل ما يزيد عن قرن من الزمن.
وأعربت وزارة الخارجية التركية الجمعة، عن رفضها لبيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ما أطلقت عليه المزاعم الأرمنية من أحداث عام 1915، مشددة أنه "غير مقبول ولا قيمة له".
وفي كلمة مقتضبة عبر الفيديو قال نيكول باشينيان إنه بعد أكثر من قرن على هذه الأحداث "لا تزال تداعيات الإبادة قائمة". وبعدما وضع إكليلا من الزهر أمام النصب، ندد "بجريمة ليس فقط ضد هويتنا الاثنية وإنما ضد الحضارة الإنسانية".
وقال إن "تركيا لم تقدم أبدا اعتذارات لما ارتكبته"، مضيفا أن يريفان "تطالب" باعتراف رسمي بالمجازر في تلك الفترة على أنها إبادة.
ويؤكد الأرمن أن قوات السلطنة العثمانية قتلت 1,5 مليون شخص منهم خلال الحرب العالمية الأولى. وترفض تركيا تسمية "الإبادة" وتؤكد أنها مجازر متبادلة خلال حرب أهلية ومجاعة، أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى من الطرفين.
ويعترف حوالي ثلاثين بلدا وعدد من المؤرخين بأن هذه الوقائع كانت إبادة.
وكانت أرمينيا أطفأت مساء الخميس الأنوار في الأماكن العامة لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة في 1915.
وألغيت هذا العام مسيرة المشاعل التي تنظم عادة في العاصمة يريفان في 23 أبريل من كل سنة، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى نصب ضحايا الإبادة الذي يطل على المدينة.
وقال الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان إن الذكرى الخامسة بعد المئة لهذه المأساة "يتم إحياؤها بمراسم فرضها علينا الوباء".
وأكد الرئيس سركيسيان الخميس أن "الاعتراف بالإبادة من قبل تركيا والقضاء على تبعاتها يعد قضية أمنية لأرمينيا والأمة الأرمنية والمنطقة".
وأعلنت أرمينيا التي بلغ عدد الإصابات فيها بفيروس كورونا المستجد رسميا 1523 وعدد الوفيات 24، حالة الطوارئ على مجمل أراضيها وفرضت عزلا عاما لمنع انتشار المرض.
إلي ذلك، قال نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج بالحزب الاشتراكي الألماني، الشريك في الحكم بالبلاد، حسين خضر، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصمم على السير على نهج الطريق الدموي لأجداده العثمانيين منذ 100 عام، عندما ارتكبوا أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية بحق الشعب الأرميني، والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون شخص، والتي تمر ذكراها الـ105، وهو النهج الذي يقبل عليه مع اللاجئين من الشعب السوري، الذين لم يتاجر بهم أحد، مثلما فعل أردوغان.
وأكد خضر، في تصريحات صحفية، أن 24 أبريل هو موعد إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، عندما بدأت عملية القتل الجماعي للأرمن في الإمبراطورية العثمانية قبل 105 سنوات، وقتلت “لجنة الوحدة والتقدم”، المعروفة أيضًا باسم الشباب الأتراك، وبعض الجماعات السنية الكردية 1.5 مليون أرميني.
وتابع: بدأ الأمر عندما تم اختطاف مئات الكتّاب والمفكرين الأرمن وتعذيبهم وإعدامهم في إسطنبول في 24 أبريل، الرجال العسكريون كانوا أول من قتلوا، ثم بدأ تشريد النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، حيث تم دفعهم في مسيرات الموت في الصحراء السورية ،وجاعوا وماتوا من العطش، تم اغتصاب الفتيات والنساء أو بيعهن كعبيد جنس”.
وأردف، لا تزال الإبادة الجماعية غير معترف بها في تركيا، حيث يُمنع الصحفيون والمؤرخون الراغبون في البحث من الوصول إلى الأرشيف التركي أو يحظر عليهم الوصول إليه، ولم تعترف ألمانيا إلا بالإبادة الجماعية للأرمن في عام 2016، ربما استغرقت وقتًا طويلاً لأن الإمبراطورية الألمانية بقيادة القيصر فيلهلم الثاني كانت متحالفة مع الأتراك الشباب.

شارك