وسط تحذيرات من استغلال الإرهابيين لـ"كورونا: أحكام باسجن مدى الحياة ضد يمينية
الأحد 26/أبريل/2020 - 01:23 ص
طباعة
برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
تواصل السلطات الألمانية ملاحقة المتطرفين والشخصيات المحسوبة على الجماعات المتطرفة، فى ضوء محاولة الداخلية الألمانية فى وقف خطر الجماعات اليمينية المتطرفة، التى تسعي إلى شق الخلاف داخل المجتمع الألمانى لتحقيق أغراض شخصية تعمل على إثارة وإحياء الأفكار الإرهابية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تم فيه الحكم بالسجن مدى الحياة بحق الإرهابية اليمينية المتطرفة بياته تسشيبه لتورطها في سلسلة من الهجمات بتهمة بقتل 10 أشخاص، وإدانتها بالتورط في عمليات قتل وهجومين بالقنابل عندما كانت عضوة في خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة، وذلك خلال محاكمة امتدت لأكثر من خمس سنوات، وانتهت بإدانتها في يوليو عام 2018.
وسبق أن انتحر عضوان آخران في الخلية الإرهابية، هما أوفه موندلوز وأوفه بونهارت، في 4 نوفمبر عام 2011، بعد تزايد الأدلة ضدهما، وتركا تسشيبه لمواجهة العدالة، وقالت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة ميونيخ إن مشاركة تسشيبه في الهجمات، التي نُفذت بين عامي 2000 و2007، كانت "جوهرية بشكل موضوعي". ويمثل التفصيل الكتابي الدقيق لمبررات الحكم أهمية كبيرة، حيث سيتعين على المحكمة الاتحادية مراجعته.
استند الحكم الذي صدر في عام 2018 على أدلة ظرفية بحتة، رغم أن تسشيبه عاشت لمدة 14 عاماً تقريباً مع موندلوز وبونهارت، وخلال ذلك الوقت قتل الرجلان تسعة من أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة، من أصل تركي ويوناني، بالإضافة إلى شرطية.
عقب انتحار الاثنين، أضرمت تسشيبه النار في آخر سكن جمع الثلاثة معا، وسجلت اعترافا ثم سلمت نفسها للشرطة، وأدينت تسشيبه فيما بعد بمشاركتها في جميع جرائم القتل العشر والتفجيرات.
وحسب الأوراق الرسمية خططت المتهمة للهجمات مع الرجلين، وتم تكليفها بـ "خلق ملاذ آمن لهما" أثناء ارتكابهما الجرائم. وخلال ذلك، كانت تسشيبه تمكث في المنزل أو بالقرب منه حتى تتمكن من إرسال فيديو الاعتراف المعد مسبقا وتدمير أي دليل في حالة مقتل صديقيها، بينما لم تُقر السلطات بالدافع العنصري وراء الجرائم إلا بعد نشر فيديو الاعتراف.
على الجانب الآخر تتزايد المخاوف من استغلال الجماعات الإرهابية والمتطرفة للظروف الراهنة وتفشي فيروس كورونا فى التخطيط للقيام بعمليات إرهابية، وإحياء الأفكار النتطرفة، وهو ما دعا رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألماني، جيورج مايرللتحذير من الخطر الذي يشكله أصحاب نظريات المؤامرة وسط جائحة كورونا،
قال ماير أن هناك انتشار ملحوظ لحركة "مواطنو الرايخ"، الذين لم يهتم البعض بالتحذير من أفكارهم فى البداية، حتى انتشرت آراؤهم وصار بعضهم مسلحا في وقت ما، لذلك يتعين مراقبة أصحاب نظريات المؤامرة هؤلاء الآن".
أرجع ماير مسؤولية انتشار نظريات المؤامرة إلى حقيقة أن كثيراً من الناس الآن لا يحصلون على المعلومات عبر وسائل الإعلام الجادة، بل فقط من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
فى حين اعتبرت صحيفة "أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية على حالة الديمقراطية والنقاش الديمقراطي في ألمانيا فى عصر كورونا، أن الإعلام صار أكثر تنوعا مما كان عليه أثناء أزمة اللاجئين، ، فقد يجد المرء هذا التنوع مربكا. لكن هذه هي الطريقة التي يجب أن يعمل بها فصل السلطات، هكذا يجب أن تعمل الديمقراطية".
أضافت الصحيفة إنه إذا كانت أزمة فيروس كورونا قد كشفت عن نقاط ضعف، فقد كشفت أيضا عن نقاط قوة. النظام السياسي في ألمانيا يشهد لحظة عظيمة".
فى الوقت الذى تري فيه لجنة حماية الدستور "جهاز الاستخبارات الداخليةخطر تعرض اللاجئين في ألمانيا لهجمات من قبل اليمين المتطرف في سياق أزمة كورنا، بأنه كبير جدا، ورغم أنه ليست هناك دعوات علنية للقيام بسلوكيات أو أعمال أو إجراءات معينة أو وجود تعبئة حتى الآن، لكن لا يمكن استبعاد ذلك مستقبلا.
جاء في تقرير الهيئة حول المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا أن "جزء من المشهد يناقش فيما إذا كان سيجلب كورونا معه اليوم الذي يجب على المرء الاستعداد له للسيطرة على الأجهزة الحكومية الفاشلة".
وتري اللجنة ان تفشي كورونا أصبح يحظى باهتمام كبير لدى اليمين المتطرف" الذي يفترض أن الإغلاق المتأخر للحدود واستقبال المزيد من اللاجئين سبب الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
وانتقدت النائبة البرلمانية إيرينه ميهاليتش، المتحدثة باسم كتلة حزب الخضر للسياسة الداخلية، الموقف غير الموحد للسلطات الأمنية، وقالت "الحكومة الاتحادية تعرف أن اليمين المتطرف يستغل الأزمة الراهنة إلى جانب أمور أخرى لنشر نظريات المؤامرة والتحريض ضد اللاجئين، ولكن الحكومة لا تتخذ القرارات الضرورية" بشأن ذلك.
نوهت ميهاليتش إلى أن تحريض اليمين المتطرف "خطير للغاية" وقالت "إن استمرار جمود الحياة العامة، لا يسري على نشاطات اليمين المتطرف الذي يتطلب اليقظة التامة ".