للتفرغ لمواجهة كورونا.. دعوة أوروبية لهدنة إنسانية في ليبيا
الأحد 26/أبريل/2020 - 01:31 ص
طباعة
حسام الحداد
حسب تقارير إخبارية مختلفة تم تداولها مساء أمس السبت 25 أبريل 2020، لقناتي "العربية" و"الحدث"، أكدت مصادر مختلفة أن الجيش الوطني الليبي يتمسك بمراقبة دولية لمنع دخول الأسلحة إلى طرابلس، مضيفةً أن الجيش طلب من دول أوروبية مراقبة عمليات توريد السلاح من تركيا إلى حكومة الوفاق.
وشددت المصادر على أن" الجيش الوطني الليبي طالب بتجميد حصول حكومة الوفاق على أي أسلحة تماماً وبتفكيك الميليشيات المسلحة وبانسحاب القوات التركية".
وذكرت المصادر أن "الجيش طالب بمراقبة دولية لمنع نقل مجموعات مسلحة جديدة من تركيا إلى ليبيا".
وأكدت أن "تركيا أرسلت مجموعات من الجيش التركي للقيام بمهام متعددة، من بينهم مهندسون وقوات من البحرية التركية وعناصر اتصال ومجموعات لتخطيط المهام على الأرض"، مضيفةً أن "قوات وضباطا أتراكا يقودون المعارك حالياً ضد قوات الجيش الوطني الليبي على الأرض".
من جهتها، طلبت حكومة الوفاق الحصول على "حصانة تمنع أَي ملاحقات قضائية أو أي ملاحقات دولية لها مستقبلاً قبل الدخول بمفاوضات حول أي سيناريوهات"، حسب المصادر التي أكدت أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج "طالب بحصانة دولية".
وبحسب المصادر "تعرقل حكومة الوفاق تشكيل لجنة وطنية لصياغة دستور جديد في ليبيا، كما تعرقل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا".
وفي سياق آخر، كشفت المصادر وجود "مشاورات الآن لإرسال فريق دولي إلى ليبيا لتقييم الأوضاع في البلاد بشكل كامل"، مضيفةً أن "فريقا دوليا سيقوم بزيارة ليبيا للوقوف على الملف الخاص بالأسلحة الكثيرة التي وصلت إلى حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة من تركيا".
وجه وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكبير دبلوماسي الاتحاد الأوروبي دعوة مشتركة السبت 25 أبريل 2020، إلى هدنة إنسانية في ليبيا خلال شهر رمضان، تفتح الطريق أمام مساعي إرساء السلام والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا.
وجاءت الدعوة الأوروبية في وقت تواصل فيه حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها عرقلة المساعي الدولية لوقف نهائي لإطلاق النار وتركيز الجهود لمواجهة الوباء في بلد يعاني هشاشة القطاع الصحي واضطرابات أمنية معقدة.
ودعا الوزراء الأوروبيون أطراف الصراع في ليبيا إلى ضرورة استئناف محادثات السلام.
وجاء في البيان "نود ضم أصواتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو) جوتيريش والقائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا ستيفاني توركو وليامز في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا".
وأضاف البيان "ندعو جميع الأطراف الليبية إلى استلهام روح شهر رمضان المبارك واستئناف المحادثات في سبيل وقف حقيقي لإطلاق النار".
وحمل البيان توقيع جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لو دريان وإيطاليا لويجي دي مايو وألمانيا هايكو ماس.
وجاءت المبادرة الأوروبية بعد دعوة جوتيريش الأربعاء إلى إحلال السلام بليبيا في شهر رمضان وتزامنا مع انتشار وباء كوفيد-19.
وكرر الأمين العام نداءه الذي أطلقه في 23 مارس الماضي ودعا فيه إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والتفرغ لمواجهة الوباء.
وارتفعت حصيلة الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد في ليبيا إلى حالتي وفاة و61 إصابة نهاية الأسبوع الماضي.
وتخضع ليبيا لإجراءات احترازية للتصدي لتفشي الفيروس في البلاد، وسط مخاوف دولية من كارثة إنسانية حال تفشي الوباء بين الليبيين في ظل نظام صحي يفتقر لأبسط المستلزمات الطبية.
ورغم دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول للتصدي لكورونا، إلا أنه يتم انتهاك الهدنة من قبل مليشيات حكومة الوفاق المدعومة عسكريا من قبل تركيا.
وتواصل مليشيات الوفاق قصفها على مدن ليبية مثل بني وليد وترهونة، ما سبب هلعا بين المدنيين، وفق ما أكده الجمعة الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري الذي أعلن استعداد الجيش للرد على هذه العمليات دفاعا عن هذه المناطق.
والخميس أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، رفضه عملية 'إيريني' الأوروبية لمراقبة حظر توريد الأسلحة إلى بلاده، في خطوة تقوض كل الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في ليبيا وتطبيق قرارات منع التسلح في البلاد.
وتصاعدت حدة الصراع في لبيبا بشكل كبير هذا الشهر مع نشوب معارك على عدة جبهات في غرب البلاد رغم دعوات عاجلة من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إلى إعلان هدنة لمواجهة أزمة انتشار الفيروس.
والتقى زعماء من دول العالم في برلين في يناير 2020، لإرساء أسس ما كانوا يأملون في أنه فرصة جديدة لعملية السلام. لكن وليامز قالت إن موجة جديدة من القتال نشبت بعد أن أججها وصول أسلحة من الخارج إلى ليبيا.
ويواصل الجيش الوطني الليبي منذ أبريل/نيسان 2019 عملية تحرير العاصمة طرابلس ضمن مساعي إرساء السلام في ليبيا ونزع السلاح من أيدي المتطرفين.
ورغم الدعوات المستمرة لوقف النار في ليبيا والالتزام بقانون حظر السلاح لاعتبارات أمنية وإنسانية وصحية، تواصل تركيا تغذية الصراع بين الفرقاء الليبيين ضاربة بذلك عرض الحائط الدعوات الدولية والإقليمية لخفض العنف في ليبيا.
ووفقا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن تركيا لا تتوقف عن إرسال عشرات المرتزقة السوريين المسلحين للقتال لدعم مليشيات الوفاق رغم دعوات السلام، فضلا عن إمدادها بمعدات عسكرية ثقيلة كالمدرعات والطائرات المسيرة في ظل تواجد ضباط وجنود من الجيش التركي يشرفون على معارك طرابلس.
وبلغت حصيلة مرتزقة تركيا في ليبيا 5300 مسلح، فيما يجند الجيش التركي على أراضيه حوالي 2100 من العناصر السورية المتشددة ويدربهم لإرسالهم عبر دفعات عندما تقتضي الحاجة، لاسيما وأن حكومة الوفاق والقوات التركية تلقيا مؤخرا خسائر بشرية فادحة.
إلى ذلك وجه رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح الأربعاء شكوى للأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بشأن تعرض المدن الليبية لعدوان تركي دعما للجماعات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة طرابلس، مشيرا في ذلك إلى الدور التخريبي للميليشيات المتطرفة وللمرتزقة السوريين المرسلين من تركيا.