داعش.. ومحاولات استغلال رمضان في عودته للظهور
الأحد 26/أبريل/2020 - 01:58 ص
طباعة
حسام الحداد
بالعودة إلى تاريخ التنظيمات الإرهابية، واستغلالها شهر رمضان في تنفيذ عملياتها الإرهابية حيث يعتبرون رمضان "شهر الفتوحات" وفرصة لتزايد الهجمات. هذا بسبب ما يعتقدون أنها بركات إضافية يكسبها "المجاهد" حسب زعمهم، أثناء القتال أو الموت خلال الشهر المبارك.
من هنا قد تستغل الجماعة رمضان هذا العام للقيام بهجمات جديدة في المناطق التي تعمل فيها، كما فعلت في رمضان الماضي عندما أطلقت "حملة استنزاف" لإضعاف من وصفتهم بأعدائها .
ففي افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية التابعة لتنظيم داعش نشر مقال تحت عنوان "رمضان شهر الإنتصارات والفتوحات ". و يصادف اليوم الأول من رمضان الذكرى السنوية لإعلان "الخلافة" .
تنظيم داعش الذي وجد في فيروس كورونا فرصة لتحقيق مكاسب جهادية، من المرجح أن يجد في رمضان فرصة مضاعفة لتصعيد العنف.
زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي أصدر رسالتين رئيسيتين في رمضان 2014 فور إعلانه "الخليفة" في 29 يونيو (1 رمضان). وأصدر رسالة صوتية أخرى في رمضان في 1 يوليو للإقرار بتعيينه. وظهر للمرة الأولى بالفيديو في 4 يوليو في المسجد الكبير في الموصل.
هل سيسير زعيم تنظيم داعش الجديد ، أبو إبراهيم القرشي على خطى البغدادي, ويصدر رسالة في شهر رمضان الحالي, خصوصا أنه لم يصدر اي رسالة شخصية منذ تعيينه, ولم يظهر للعيان منذ توليه الخلافة في 31 اكتوبر، وهو ما أدى الى انتشار الشائعات والتكهنات حول هويته واهليته للقيادة
ياتي ذلك في وقت يتم الحديث فيه عن وصول قيادات بارزة من الصف الأول في تنظيم داعش إلى العراق من سوريا بينهم زعيمه الجديد المدعو أبو إبراهيم القرشي , وتؤكد معلومات الاستخبارات العراقية أن القرشي موجود في البلاد مع قيادات الصف الأول، ولا يعرف شكله أو طبيعة تحركاته سوى عدد قليل من هذه القيادات.
ووفق هذه المعلومات، استطاعت قيادات التنظيم التي وصلت العراق مؤخرا إعادة لملمة بقايا التنظيم بعد تفككه خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد مقتل البغدادي، وصار يعتمد على خطط وإستراتيجيات جديدة في تنفيذ عملياته وتوقيتاتها.
وفور وصول القرشي، كثفت الاستخبارات العراقية من مهامها في تتبع تحركاته, وشكلت فريقا مشتركا مع القوات الأمريكية خصوصا المناطق التي تعتبر حيوية للتنظيم مثل كركوك.
وتؤكد التقارير الاستخباراتية وصول القرشي الى العراق، في وقت يتحدث المتخصص في الشؤون الأمنية "هاوكار الجاف" عن وصول أمير محمد سعيد المولى المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية أيضا , لافتا إلى أن التقارير تتحدث عن وصول قيادي ثالث هو عبد الله قرداش وهو تركماني الأصل من قضاء تلعفر بمحافظة نينوى شمال البلاد.
ويعتبر جبل " قره جوغ" التابع لقضاء مخمور ضمن محافظة نينوى من أنشط المراكز والمناطق لتنظيم داعش. ويوجد فيه المئات من عناصره ومنهم قيادات بارزة، لكن القوات العراقية عاجزة عن السيطرة عليه نتيجة لوقوع المنطقة ضمن مناطق النزاع بين أربيل وبغداد.
الى ذلك وبعدما تسربت معلومات في وقت مبكر من الثلاثاء، تفيد بأن زعيم داعش الجديد "أبو إبراهيم القرشي"، دخل الأراضي العراقية، مستغلاً انشغال العالم بأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، أعلن الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الإرهابي خليفة البغدادي .
وفي تغريدة عبر تويتر، جاء إعلان الخارجية بأن الإرهابي القرشي قد قام بجرائم كبيرة جداً، داعية من يعرف معلومات تؤدي إلى مكانه , التواصل معها.
ويعتبر القرشي، الزعيم الجديد للتنظيم عراب الأيديولوجيا المتطرفة التي ينتهجها داعش في العنف والقتل.
كما أن للرجل تاريخاً أسود في التنكيل بالمدنيين، وسجله حافل بانتهاكات بحق النساء والأطفال، خصوصا الإيزيديين الذين قاد ضدهم حملة قمع عنيفة فترة احتلال التنظيم مساحات واسعة من العراق.
وتكشف المعلومات الاستخباراتية أن انضمامه لداعش لم يكن أول مراحله في التطرف، إذ إنه كان قد انخرط في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق.
ويعد " القرشي"، في الواقع أحد مؤسسي التنظيم ومن كبار منظريه العقائديين، ينحدر المولى من الأقلية التركمانية في العراق، ما يجعله واحداً من القادة غير العرب القلائل في التنظيم.