قمر عسكري وجوع شعبي .. سياسية الملالي للقمع والفقر
الإثنين 27/أبريل/2020 - 11:55 ص
طباعة
روبير الفارس
الوضع الاقتصادي في إيران مزري هذه حقيقة معروفة للجميع وعندما أرادت الحكومة تقدم عون قررت تقديم قرض ٦٣ دولار أو مليون تومان وطبعا هذا مبلغ هزيل جدا في ظل الحصار الاقتصادي ووباء كورونا الغريب في سياسية الملالي أنها أطلقت قمر صناعي للتجسس في ظل هذه الظروف الموجعة للشعب و ردًا على الانتقادات التي ترددت حول قرض المليون تومان الذي أتاحته الحكومة للمواطنين، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن هذه هي مقدرة الحكومة.
وخلال اجتماع له، مع نشطاء القطاع الخاص، أضاف روحاني: "يقول البعض إن قرض المليون تومان قليل.. ولكنه في غاية الأهمية لكثير من الأسر الإيرانية. وفي ظل الأوضاع الراهنة الصعبة.. هذه هي مقدرة الحكومة"
وفي سياق آخر، أكد روحاني أن أوضاع البلاد في العام الحالي ستكون "صعبة" وعن هذا التناقض بين الانهيار الاقتصادي علي المستوي الشعبي و تمويل القوي العسكرية
كتب محسن أمين زاده، مساعد وزير خارجية حكومة محمد خاتمي والناشط السياسي الإصلاحي، في مقال نشرته صحيفة "شرق"، الإيرانية "إن الردع من خلال القوة العسكرية مرتبط بعصر الحرب الباردة، أما اليوم فقد تغيرت عناصر القوة الوطنية بطريقة تجعل القدرات العسكرية العالية وحدها لا تستطيع خلق هيبة دولية لأی بلد إذا ما كان اقتصادها ضعيفًا".
وقال أمين زاده، في مقاله، إن "العلاقات الاقتصادية بين الدول تلعب دورًا مهمًا، ليس فقط في الردع الاقتصادي، ولكن أيضًا في الردع العسكري بينها".
وأضاف أن "اقتصاد الاكتفاء الذاتي الانطوائي لا معنى له، ومنع أي علاقات اقتصادية لأي سبب، بما في ذلك الاعتبارات السياسية والأمنية، مكلف للمصالح الوطنية والأمن القومي، وكثرته خطيرة جدًا".
ويرى أمين زاده أن سياسة الاتجاه إلى الشرق نهج خيالي ومضلل ولا معنى له ولا يزال يسعى إلى الردع على طريقة الحرب الباردة. بينما "الشرط المحدد لتحقيق علاقات اقتصادية واسعة مع الشرق هو حل النزاعات الإيرانية مع الولايات المتحدة"، حسب قوله.
وشدد أمين زاده على أن "سياسة التحول في الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي، كاستراتيجية إنمائية، هي استراتيجية فاشلة وعفى عليها الزمن".
ويعتقد الدبلوماسي السابق أن وضع القوة الاقتصادية الإيرانية في العالم يتدهور ويضعف بشكل خطير، وأن هذا الوضع يضر بشدة بمكانة إيران ومصداقيتها، على الرغم من قدرتها العسكرية أو نفوذها الإقليمي.
وأكد أن إظهار تفوق القوة العسكرية دون قوة اقتصادية متناسبة يمكن أن يضع البلاد في وضع مشابه لكوريا الشمالية دوليًا، وهو الوضع الذي تسلط فيها القوة العسكرية الضوء باستمرار على وجه البلاد الخطير والمهدّد دون أن تجلب له هيبة دولية.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، قد أعلن ، أن بلاده قامت بإطلاق قمر صناعي عسكري، وأن القمر تم وضعه في مدار حول الأرض. كما عقب قائد القوات الجوية بالحرس الثوري، أمير حاجي زاده، على هذا الحدث بأن بلاده أصبحت قوة عظمى.
وتعليقا على هذا الحدث، وصفت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق، إطلاق الحرس الثوري الإيراني لهذا القمر الصناعي العسكري بأنه "خطوة استفزازية كبيرة" ودعت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمحاسبة إيران على انتهاكها القرارات الأممية.
وقالت أورتاغوس لـ"موقع إيران إنترناشيونال"، "إن قرار مجلس الأمن رقم 2231 يطالب إيران بعدم اتخاذ أي إجراء يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية".
وأشارت الدبلوماسية الأميركية إلى تحرك الحرس الثوري الأخير واصفة إياه بأنه "تحايل" على القرار المذكور، و"تحرك استفزازي كبير"، كما دعت الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى محاسبة إيران
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في رد مماثل، إنه يجب محاسبة إيران على ما قامت به.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركية في بيان له، "آمل أن يفكر النظام الإيراني في توفير الأمن والراحة لشعبه".
وفي غضون ذلك، أعربت أكثر من عاصمة أوروبية عن قلقها الشديد إزاء الخطوة التي اتخذتها إيران بإطلاق القمر الصناعي وتطوير منظومة الصواريخ الباليستية، ومن بين هذه العواصم لندن وباريس وبرلين، التي أعربت عن قلقها إزاء الخطوة الإيرانية، وخطورتها على الأمن الأوروبي.