قطر تستغيث من أزمتها.. وتطالب مجلس الأمن بالتدخل وإنهاء المقاطعة العربية
الأحد 26/أبريل/2020 - 11:25 ص
طباعة
المندوب الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة
فاطمة عبدالغني
في أعقاب التسارع غير المسبوق بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ونتيجة لسياسات تميم بن حمد وحكومته الفاشلة في مواجهة تداعيات الفيروس الذي حول الدوحة لبؤرة لتفشي كورونا، ارتفعت الإصابات بالفيروس القاتل لـ 10287حالة مؤكدة، وسط تكتم من السلطات حول أعداد الإصابات الحقيقية.
وفي ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بها النظام القطري، بسبب سياسات تميم الإرهابية التي أجبرت الدول العربية على مقاطعته، لم يجد هذا النظام غير محاولة العودة إلى السرب العربي والخليجي، حيث بدأ نظامه في مطالبة مجلس الأمن بضرورة التدخل لإنهاء المقاطعة العربية.
وفي هذا السياق أكد موقع قطريليكس التابع للمعارضة القطرية في تقرير له أنه مع تعقد موقف حكومة تميم بن حمد جراء تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وانتشاره بشكل فاق أسوأ التوقعات، بدأ رجال تميم الشعور بالخطر خاصة مع توالي الأزمات من غياب المنتجات في الأسواق والنقص الحاد في الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية للمواطن وارتفاع حدة الغضب الشعبي.
وأضاف التقرير سارعت الحكومة القطرية بإرسال مبعوثها الدائم لدى الأمم المتحدة ببيان يستغيث بمجلس الأمن الدولي، يدعوه فيه للتوسط لإنهاء المقاطعة التي تفرضها دول الرباعي العربي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، وأكد مندوب "تميم" أن حل أزمة المقاطعة العربية حاليًا أصبح أمرًا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وتابع التقرير مندوب النظام القطري أكد في البيان المرسل لمجلس الأمن أن مقاطعة الرباعي العربي أزمة زادت من حدة الأزمات التي تعاني منها قطر خاصة مع تعقيد الوضع في المنطقة وأصبحت – المقاطعة – تلقي بظلال سلبية على أمن واستقرار قطر.
ولفت التقرير إلى أن النظام القطري واصل مكابرته المعتادة وأوضح أن نظام "تميم" يتعرض لحملات تحريضية وتضليلية من دول المقاطعة، وأكد المندوب أن على دول المقاطعة العربية فتح مجالاتها الجوية أمام الطائرات القطرية، موضحًا استعداد النظام القطري لتسوية الأزمة عبر حوار بناء.
وعاد واتهم دول الرباعي العربي بعدم الرغبة في الحوار رغم وساطة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، إلا بناء على شروط معقدة – وهي التوقف عن دعم الإرهاب والخروج من التبعية لإيران –.
الأمر الذي وصفه مراقبون بحالة من التخبط والتوتر نتيجة توالي الأزمات وفشل تميم ورجاله في مواجهتها بسبب انشغال كل من النظام الإيراني والتركي بمصلحه شعبيهما في ظل جائحة كورونا التي تضرب الجميع.
ومن جانبه رد المعارض القطري فهد بن عبدالله آل ثاني على دعوة الدوحة ومظلوميتها التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، وطالبت فيها بإنهاء المقاطعة بعد أن ظلت معزولة تناقض نفسها؛ تارة تؤكد ثبات موقفها، وتارة أخرى تبكي لعودة العلاقات بعد أن ارتمت بحضن الأتراك والإيرانيين.
ورفض فهد هذه المطالب والتقارب مع النظام القطري، وأكد: "ثبت بالأدلة والصوت والصورة تآمرهم ضد دول الخليج لإسقاط أنظمتها". وقال: "نعيد ونكرر رفضنا لأي محاولات تقارب أو عودة علاقات مع النظام المستبد في قطر، ونطالب الأشقاء في السعودية والإمارات ومصر والبحرين بالرفض القاطع للمطالب التي قدمتها وزارة الخارجية للأمم المتحدة بخصوص المحاولات اليائسة لإعادة العلاقات معهم، كما نطلب من الأشقاء العرب جميعًا قطع كل العلاقات".
وأضاف: "إن قطر أصبحت مرتعًا لكل أنواع الفساد، وذهبت ثرواتها في استجلاب مرتزقة إعلاميين من شذاذ الآفاق، وفي رشوة ما يسمى منظمات حقوقية تروِّج للنظام الفاشي، وأهدرت المليارات على دول كبيرة من أجل مساندتها في جرائم النظام بحق أهلنا الذين نقول لهم أبشروا؛ فلقد اقتربت ساعة اللصوص، ونحن على ذلك عازمون".
واختتم: “نحن أحرار آل ثاني نجدد رفضنا الشديد لإرجاع العلاقات مع النظام الذي يحكم قطر حاليًا. هذه عصابة، ثبت بالأدلة والصوت والصورة تآمرهم ضد دول الخليج لإسقاط أنظمتها. لقد جندوا كل خيرات قطر لدعم المليشيات، وبث الفتن بين الشعوب. لن نقبل بأن يستمروا في حكمنا وإن تابوا ألف توبة".
وبحسب تقارير صحفية تعد هذه المرة الثانية التي تسعى فيها قطر لحل الأزمة، في أقل من عام، فكانت المرة الأولى أواخر العام الماضي، عندما فشلت المفاوضات بسبب التدخل التركي في الأمر وإصرار قطر على الحفاظ على العلاقات التركية الإيرانية وبث قنوات الجزيرة وسياساتها الموجهة ضد العرب، ما أغضب الرباعي العربي.
وتسعى قطر جاهدة لحل أزماتها مع العرب قبل انطلاق كأس العالم 2022، حتى لا يتكلف طيرانها مبالغ طائلة وحتى تساعدها دول الجوار على استضافة المشجعين.
وكانت قد فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر في 5 يونيو عام 2017، متهمة الدوحة بدعم وتمويل واحتضان جماعات إرهابية، وهي الاتهامات التي تنفيها قطر.