الهدنة الضائعة في أفغانستان بين الرجاء أمريكي وهجمات طالبان
الإثنين 27/أبريل/2020 - 02:18 ص
طباعة
حسام الحداد
أعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن هجوم الأحد 26 أبريل 2020، استهدف نقطة تفتيش أمنية فى إقليم لوجار الكائن شرقى أفغانستان، ونقلت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية اليوم الأحد، عن شيوخ القبائل بالإقليم قولهم إن الهجوم أسفر عن مصرع سبعة على الأقل من قوات الأمن الأفغانية وأسر أربعة آخرين، فيما لم يصدر بعد تعليق من مسئولي الأمن المحليين على الهجوم.
وكانت حركة طالبان، رفضت طلب الرئيس الأفغانى، أشرف غنى، بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان واصفين الأمر بأنه "غير منطقي".
من جهته، قال المتحدث باسم المكتب السياسى لطالبان، سهيل شاهين، فى تغريدة نشرها على حسابه الرسمى بموقع تويتر، إن الحركة كانت قد وافقت على إطار شامل للسلام من خلال التوقيع على اتفاقية مع الولايات المتحدة والتى وافق عليها أيضَا كل من مجلس الأمن والمجتمع الدولي، وفى حال تنفيذها بالكامل سيترتب على ذلك سلام دائم ووقف لإطلاق النار.
وأضاف شاهين، حسبما نقلت وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، أن وقف إطلاق النار يعد طلبًا غير عقلانى وغير مقنع فى وقت تتعرض فيه حياة آلاف السجناء للخطر بسبب فيروس كورونا وتوضع عقبات فى طريق عملية السلام والتنفيذ الشامل للاتفاقية الموقع عليها مع واشنطن.
وحث الرئيس الأفغانى طالبان فى بيان أصدره فى وقت سابق على إعلان وقف إطلاق النار بمناسبة حلول شهر رمضان، داعيًا الحركة إلى تجنب ممارسة العنف ضد الشعب الأفغاني.
وقد طالب المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، حركة طالبان بالالتزام بوقف إطلاق النار، خلال شهر رمضان المبارك لأسباب إنسانية غير أن الحركة رفضت ذلك.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية،الأحد، مقتل وإصابة 14 مدنياً على الأقل، من بينهم مسن في سلسلة من الهجمات، شنتها حركة طالبان بإقليم فارياب شمالي البلاد، رغم المطالبات بهدنة خلال شهر رمضان، وكذلك لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، الأمر الذي ترفضه الحركة.
وقالت الوزارة، في «بيان»، إن مسلحي طالبان أطلقوا قذيفة هاون على قرية كوهي بمنطقة قيصر، ما أسفر عن مقتل وإصابة 11 مدنياً على الأقل، من بينهم الكثير من الأطفال. وأضاف «البيان» أن قنبلة زرعتها طالبان على جانب الطريق، أسفرت عن مقتل طفل وإصابة مدني آخر بمنطقة المار بإقليم فارياب.
وأشار إلى أن مسلحي الحركة فتحوا النار أيضاً على رجل (70 عاماً) بمنطقة قيصر فأردوه قتيلاً، فيما لم تعلق طالبان على تلك العمليات حتى الآن.
وتأتي الهجمات متزامنة مع مطالبة المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، حركة طالبان بالالتزام بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، وذلك غداة رفضها دعوة حكومية مماثلة.
وقال المبعوث الأمريكي، في سلسلة تغريدات، إنه حتى نهاية أزمة وباء «كورونا»، يجب على طالبان «الحد من العنف» و«وقف جميع عملياتها الهجومية».
والخميس الماضي، دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني لوقف إطلاق النار في رمضان، الذي بدأ في أفغانستان الجمعة، بغية التركيز على ما وصفه بالوضع الحرج لتفشي فيروس «كورونا» في أنحاء البلاد.
وتزايدت الآمال في وضع حد لعقود من الحرب في أفغانستان، في أواخر فبراير الماضي، عندما وقعت طالبان وواشنطن اتفاقاً يقضي بسحب القوات الأجنبية، التي تقودها الولايات المتحدة مقابل ضمانات أمنية من الحركة.