العالم يحتفل بالابادة الأرمنية... عار أردوغان المتجدد
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 10:00 ص
طباعة
روبير الفارس
أحيت أرمينيا مؤخرا ذكرى الإبادة الجماعية لملايين الأرمن على أيدي الأتراك العثمانيين إبان الحرب العالمية الأولى، بطريقة خاصة هذه السنة، وذلك عبر إطفاء أضواء الشوارع في جميع أرجاء البلاد، بعدما تم إلغاء الاحتفالات السنوية بسبب الإغلاق الوطني المرتبط بفيروس كورونا المستجد. والإبادة الأرمنية هي الجريمة الكبرى التي يسير على خطاها أردوغان في قتل الأكراد والايزيديين والسوريين والليبيين
ليعيد جرائم عنصرية بشعة ومذابح جماعية ارتكبها سفاحو السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني، الذي احي ذكراها السنوية الـ 105، و مازالت ذكراها ماثلة عبر العقود وتلاحق الحكومات التركية المتعاقبة، رغم محاولاتها طمس الحقيقة وإنكار الوقائع التاريخية الموثّقة، لتكون تلك المجازر شاهداً على أرواح أكثر من مليون ونصف مليون شخص راحوا ضحيتها، ودليلاً على إجرام غير مسبوق ضد الإنسانية
وتقدّر مصادر أرمنية ومؤرخون عدد الذين قتلوا من الأرمن على يد جنود السلطنة العثمانية بنحو 1.5 مليون، وهو ما دفع الكثير من المؤرخين والعديد من دول العالم إلى اعتبار ما جرى جريمة إبادة، كما تبنى مجلس الشعب السث في الـ 13 من فبراير الماضي قراراً بالإجماع يدين الإبادة الجماعية بحق الأرمن، بينما تحاول الأنظمة التركية المتعاقبة التهرّب من مسؤولياتها القانونية والمعنوية تجاه هذه القضية، من خلال الادعاء بأن ما جرى كان حرباً أهلية قتل فيها ما بين 300 و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.
الشعب الأرمني بإحيائه الذكرى السنوية الـ 105 للإبادة العثمانية فإنه يجدد تمسّكه بمبدأ تحقيق العدالة لأرواح الضحايا، ولو كان ذلك عبر الاعتراف الدولي بهذه الجرائم. وفي هذا السياق يؤكّد وزير الخارجية الأرميني، زوهراب مناتساكانيان، “أن النضال من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية والعدالة كان وسيظل أولوية في السياسة الخارجية لأرمينيا”.
وفي هذا السياق
أصدر المجلس التنفيذي للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK بيانا بمناسبة الذكرى الـ 105 للإبادة الجماعية الأرمنية.
وجاء في البيان: "إن الإمبراطورية العثمانية احتلت أراضي ميزوبوتاميا والأناضول ونهبتهم لقرون. وفي عام 1915 م قامت بإبادة الشعوب غير المسلمة ولا تزال هذه الإبادة العرقية التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني تنزف".
وأشار المؤتمر الوطني الكردستاني KNK إلى أن الإمبراطورية العثمانية ارتكبت مع حلفائها مذبحة في عام 1915 ضد الشعوب المسيحية (الأرمنية والآشورية- السريان والكلدانية) الذين عاشوا في جغرافية بلاد ميزوبوتاميا والأناضول.
وقال: "تعرض عدد كبير من الكرد الايزيديين للإبادة العرقية. حيث ارتكب المسؤولين في جمعية الاتحاد والتراقي، عصابات الجريمة المنظمة، الأفواج الحميدية والضباط الذين كانوا يعملون ضمن الجيش العثماني في هذه المجزرة جرائم شنيعة بحق الإنسانية، وقاموا بإبادة الشعب الأرمني والآشوري-السرياني-الكلداني بهدف القضاء على تاريخهم وثقافتهم، وهذه الإبادة الجماعية ضد الإنسانية جريمة لا يمكن إنكارها. كما أن سجلات سكان الدولة العثمانية تؤكد هذه الحقيقة أيضاً".
وأضاف "قتل أكثر من نصف مليون من الشعب الآشوري-السرياني-الكلداني، وأكثر من مليون أرمني، بطريقة بربرية وفي اماكن مختلفة ونزح مئات الآلاف من الناس من منازلهم وأراضيهم بسبب قانون الهجرة. تم تحويل عشرات الآلاف ، معظمهم من الفتيات والشابات، إلى الدين الإسلامي وأجبروا على الزواج بطريقة غير إنسانية. دمرت آلاف المستوطنات والكنائس والأديرة والمدارس والمكتبات والمصانع. تمت نهب عدد غير معروف من المنازل والممتلكات والثروات ومصادرتها. واعتبر قتل وتدمير الشعوب الآشورية، السريانية، الكلدانية والأرمينية وتدمير مواقعها الثقافية والتاريخية وآثارها أمر مباح ومُصرح به. حيث تمت جرائم التطهير العرقي والديني من خلال الدعوات والأوامر الجهادية".
وأوضح البيان: "هذه مأساة حلت بهذه الأجيال لمئات السنين. إنها مأساة مليئة بالعديد من الذكريات المأساوية. إنها إبادة جماعية مستمرة منذ مئة وخمس سنوات. إن جمهورية تركيا، التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، لا تعترف بهذه الإبادة الجماعية وتصبح شريكة في هذه الجريمة، مما يعني أن الإبادة العرقية ستستمر بطريقة أخرى، لهذا بمناسبة الذكرى 105 للإبادة العرقية التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني، ندعو جمهورية تركيا إلى الاعتراف بهذه الإبادة وتعويض ذوي الضحايا".
وجاء في ختام البيان: "نحن، بصفتنا المؤتمر الوطني الكردستاني KNK، ندين بشدة الإبادة العرقية التي ارتكبت عام 1915 ونطالب مجدداً بأن تعترف بها جميع المؤسسات ذات الصلة".
وقد أكد الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، في الذكرى 105 للإبادة الأرمنية، أن الاعتراف بالإبادة من قبل تركيا والقضاء على تبعاتها يعد قضية أمنية لأرمينيا.
وقال سركسيان، إن إحياء الذكرى الخامسة بعد المئة لهذه المأساة يتم إحياؤها بمراسم تختلف عن سابقاتها بسبب فايروس كورونا، مضيفاً أنهم يتذكرون ضحاياهم في كل الوقت وفي كل مكان.
وأطفأت أرمينيا، الأنوار في الأماكن العامة لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الذي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني خلال الحرب العالمية الأولى في عام 1915.
من اهم الوثائق التاريخية عن الابادة الارمنية
وثيقة
كشف المؤرخين للابادة هذا العام عن وثيقة تاريخية للشريف الحسين بن علي طلب فيها من أمراء شيوخ شمر المحافظة على الطائفة الأرمنية التي لجأت إليهم ومساعدتهم في كل أمورهم وتسهيل احتياجاتهم .
وفيما يلي نص الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم الديوان الهاشمي من الحسين بن علي ..
ملك البلاد العربية وشريف مكَة وأميرها الى الأمراء الأجلاء الأماجد:
الأمير فيصل والأمير عبد العزيز الجربا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد صدرت الأحرف من أم القرى بــتاريخ 18 رجب 1336 نحمد الله الذي لا إله الإ هو اليكم ثم نصلي ونسلم على نبيه وآله وصحبه وسلم ونخبركم بأنا والثناء له تبارك وتعالى بصحة وعافية ونعمة من فضله صافية وافية أسبل الله علينا وأياكم سوابغ نعمه وأن المرغوب بتحريره المحافظة على كل من تخلف أطرافكم وجهاتكم وبين عشائركم من الطائفة اليعقوبية الأرمنية تساعدوهم على كل أمورهم وتحافظون عليهم كما تحافظون على أنفسكم وأموالكم وأبنائكم وتسهلون كل مايحتاجون اليه في ظعنهم وإقامتهم فأنهم أهل ذمة المسلمين والذين قال فيهم صلوات الله عليه وسلامه من أخذ عليهم عقال بعير كنت خصيمه يوم القيامة وهذا من أهم ما نكلفكم به وننتظره من شيمكم وهممكم والله يتولانا وأياكم بتوفيقه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــه.
وتبقي دلالة الاحتفال بالابادة الأرمنية مع جرس انذار عالمي يحذر من جرائم ممثله يجددها أردوغان في إطار محاولات دموية لإحياء العثمانية الإرهابية من جديد ولكي تتأكد من تجديد الإبادة علي يد أردوغان يكفي قراءة الخبر التالي قامت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بالاعتداء بعد منتصف ليل أمس بعدة قذائف على المناطق المأهولة بالسكان في محيط مجمع مباقر تل تمر بريف الحسكة الشمالي بسوريا ما تسبب بوقوع أضرار مادية في المنازل السكنية والممتلكات كما إلى وقوع ضحايا وإصابات بين الأهالي