لواء فاطميون.. وتوسعها في شمال شرق سوريا
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 10:57 ص
طباعة
حسام الحداد
لواء فاطميون هي ميليشيا أفغانية شيعية أسسها علي رضا توسلي (المعروف بأبو حامد) في عام 2014 لقتال المعارضة السورية. يتم تمويلها وتدريبها من قبل الحرس الثوري الإيراني. وتفيد تقارير بأن المقاتلين الأفغان يتلقون 500 دولار شهريًا. نفت الجماعة التدخل الحكومي الإيراني المباشر في أنشطتها. في مارس 2015، أعلنت وكالة أنباء فارس عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين، محافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية.
يُقدر تعداد اللواء بحوالي 3000 مقاتل، مع أن المصادر الإيرانية تدعي بأن العدد يصل إلى 14ألف مقاتل وهذا ما ادعاه نائب قائد لواء فاطميون، سيد حسن حسيني، المعروف أكثر بـ"سيد حكيم".
شارك مقاتلو اللواء بمهام قتالية في دير الزور والبوكمال في إطار نهايات حملة وسط سوريا يوليو 2017 التي كانت تهدف إلى إنهاء وجود الدواعش في الشرق السوري بقوات سورية-إيرانية-روسية مشتركة من غرب الفرات وقوات أميركية-كردية من شرقه.
تحجز ميليشيا “لواء فاطميون” موقعاً لها في الأحداث السورية مؤخراً وخاصة في شمال وشرق سوريا، وذلك بعد وصول المئات من عناصر الميلشيا الأفغانية المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني” إلى سوريا خلال شهر أبريل الحالي، وتركز انتشار تعزيزات “فاطميون” القادمة من إيران براً مروراً بالعراق، وبدت عمليات الانتشار أكثر تركزاً في البادية السورية وأرياف حلب وإدلب ودير الزور. و حملَت الميلشيا معها عائلات عدد كبير من العناصر، وبدا أن الانتشار الواسع للفيروس كورونا المستجد في إيران قد سرّع في وصول قوافل “فاطميون”.
غير أن الهدف من التعزيزات يبدو أكثر تعقيداً، وعلى المدى البعيد نسبياً، كالعمل على توطين عناصر المليشيا الأفغانية في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في الفترة الممتدة بين مايو 2019 فبراير 2020 شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى مناطق البادية السورية وجنوبي الفرات الأوسط في المنطقة الممتدة من تدمر شرقي حمص وحتى البو كمال في ريف دير الزور على الحدود العراقية-السورية، وتحاول المليشيات الإيرانية أن تحقق فيها انتشاراً أوسع باعتبارها فضاء صحراوياً مفتوحاً مع العراق ومنطقة نفوذ استراتيجية تؤمن لها الممرات البرية على المدى البعيد. شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على مواقع للواء فاطميون الأفغاني في منطقة التليلة قرب تدمر في البادية السورية.
أعلنت مواقع إعلامية مقربة من “فاطميون” مؤخراً عن إغلاق المزارات والمقامات الشيعية التي يقصدها عناصرها وعائلاتهم في سوريا وأكدت أن مدة الإغلاق اضطرارية ولن تطول كثيراً، وسبق أن أقامت “فاطميون” احتفالات بمناسبات دينية تقام عادة في شهر شعبان، وكانت مواقعها وثكناتها في حلب الأكثر احتفالاً خلال شهري مارس وأبريل وتنوعت الاحتفالات، بين مجالس عزاء و “لطم”، ومسابقات رياضية، ومسابقات قراءة، ومجالس إحياء ذكرى عدد من عناصرها الذين قتلوا في سوريا خلال السنوات الماضية أثناء قتال المليشيا إلى جانب قوات النظام.
مواقع الانتشار
تنتشر الميلشيا في الجغرافيا السورية ضمن ثلاثة مواقع في ريف حلب المنطقة الأولى في محيط جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، ولديها هناك عدد من المواقع في محيط القاعدة العسكرية الإيرانية مخصصة لحماية القاعدة. ومنطقة الانتشار الثانية تقع في الكليات العسكرية، الفنية الجوية والتسليح والمدفعية غربي حلب. ومنطقة الانتشار الثالثة شمالي المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، ومنطقة المزارع التي تفصل السجن المركزي عن مدرسة المشاة شمالاً. وتوسعت “فاطميون” منذ مايو 2019 في ريف حماة الشمالي بعد تقدم قوات النظام في المنطقة على حساب فصائل المعارضة السورية، وكان لها مشاركة كبيرة في العميات العسكرية حتى فبراير من العام 2020، وبات لديها أكثر من موقع على جانبي الطريق الدولي السريع حلب-دمشق (إم4).
الانتشار في البادية
ولفاطميون انتشار واسع في بادية تدمر في ريف حمص الشرقي إلى جانب عدد آخر من المليشيات الإيرانية، وتمددت المليشيا خلال الأسبوعين الماضيين في البادية في أكثر من موقع على جانبي طريق دير الزور-حمص مروراً بالسخنة بعد أن تعرضت مواقع المليشيات الإيرانية لهجمات مفاجئة من عناصر “تنظيم الدولة”.
كما أن عمليات إعادة انتشار “فاطميون” في البادية تندرج في إطار العمليات التي أجرتها عموم المليشيات المدعومة من إيران شرقي سوريا بهدف التمويه والعمل على تفادي الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية التي تكررت أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية. تنتشر الميلشيا في شمال وشرق سوريا وخاصة في الأرياف التي استعادها النظام مؤخراً وفي البوكمال في ريف دير الزور القريبة من الحدود العراقية لمليشيا “فاطميون” انتشار لا يقل أهمية عن انتشارها في باقي مناطق البادية السورية، ولعموم المليشيات هناك نفوذ واسع باعتبارها بوابة الدخول إلى سوريا، وسجل في المنطقة أعلى نسبة إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف “فاطميون”، خلال شهر نيسان، وتم الحجر على أعداد كبيرة من عناصرها في مراكز أنشأت خصيصاً لمنع انتشار الوباء بين المليشيات الإيرانية، وتم نقل عدد من حالات الإصابة إلى العراق وإيران بسبب خطورتها.