سعيًا لتحقيق مصالحها الضيقة.. تركيا تعمل على تفريغ إدلب من المقاتلين وإرسالهم إلى ليبيا
الثلاثاء 28/أبريل/2020 - 12:42 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
ما زال المرصد السوري يرصد مواصلة تركيا نقل المرتزقة من الأماكن التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية في سوريا إلى ليبيا للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة طرابلس.
وأشار المرصد السوري إلى أن أعداد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية ارتفع إلى نحو 5300، في حين أن عدد المرتزقة الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2100.
وفي هذا السياق اعتبر رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الاتفاقيات التركية- الروسية وصلت إلى خواتيمها من أجل إنهاء تواجد المقاتلين داخل الأراضي السورية، حيث يُراد من الحكومة التركية استخدامهم في بقعة جغرافية أُخرى من العالم، فاختارت ليبيا.
ورأى أنّ تركيا أخذت ما تريده من سوريا، فاحتلت عفرين ومناطق في شمال سوريا وأرسلت آلاف الجنود الأتراك من أجل السيطرة على المنطقة الحدودية بين جسر الشغور جنوب غرب إدلب ومنطقة رأس العين.
وأبلغت الاستخبارات التركية مُقاتلي الفصائل السورية التابعة لها أنها تريد الحسم في ليبيا على حساب الجيش الوطني الليبي خلال الأسابيع القادمة من أجل مساعدة ميليشيات حكومة الوفاق وإحراز المزيد من التقدم.
وفتحت تركيا جسراً جوياً آخر للمجموعات المسلحة السورية وغير السورية، والتي لا تنضوي تحت إطار الجيش الوطني السوري، للقتال في ليبيا.
وكشف عبدالرحمن أنّ هناك عناصر من تنظيم داعش الإرهابي من الجنسية السورية باتوا في ليبيا، وهناك أيضاً عناصر من جنسيات شمال أفريقيا من تنظيم داعش ومجموعات إرهابية أخرى، جرى نقلهم إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، أي أن هناك خطة لنقل عدد كبير منهم.
واعتبر في تصريحات له نشرها المرصد السوري على منصّته الإلكترونية، أنّ تركيا تعمل اليوم على تفريغ إدلب من المقاتلين وإرسالهم إلى ليبيا، بينما هي من أدخلهم إلى سورية من أجل تدمير الثورة وتحويلها من مطالبة بالحرية والكرامة إلى ثورة فصائل إسلامية متطرفة.
ولا يزال هناك عناصر من الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، يخرجون للقتال في ليبيا ردّاً لما يقولون إنّه جميل كل من عبد الحكيم بلحاج ومهدي الحاراتي لإرسالهم مقاتلين ليبيين للمُعارضة السورية منذ نهاية العام 2011.
وتواصل تركيا تجنيد المقاتلين السوريين وإرسالهم عبر مطاري غازي عنتاب وإسطنبول إلى ليبيا، وهناك لوائح لأكثر من 2500 مقاتل من جيش الشرقية وأحرار الشرقية والسلطان مراد يستعدون للالتحاق بأكثر من 7500 عنصر باتوا منذ أشهر في ليبيا.
وفي ظلّ تقارير إعلامية وسياسية دولية أكدت تسهيل أنقرة انتقال الدواعش ونظرائهم من الإرهابيين والمُتطرفين في سوريا نحو ليبيا، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشر في مجلة "بوليتيكو" مؤخرا من أن المنظمات "الإرهابية" ستجد موطئ قدم لها في أوروبا إذا سقطت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يدعمها.
من ناحية أخرى قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" "طبقاً لمصادر من داخل ما يعرف رئاسة أركان الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، فإن هناك أكثر من 17 ألف إرهابي انتقلوا من سوريا إلى ليبيا، عاد منهم إلى سوريا ما يقرب من 1800، بينهم مصابون وجرحى، وسقط منهم أكثر من ألف قتيل".