بسبب اللاجئين العالقين.. ألمانيا تبحث معاقبة تركيا بعد "كورونا"
الخميس 30/أبريل/2020 - 09:40 ص
طباعة
هاني دانيال
برلين- خاص بوابة الحركات الإسلامية
اتفقت الداخلية الألمانية على توزيع عدد من الأطفال والمراهقين من المخيمات اليونانية والقادمين من تركيا على الولايات الألمانية المختلفة ، وتخصيص أعداد محددة لكل ولاية، فى بادرة لحماية هؤلاء من خطر التشرد، وعدم تعرضهم لأى أزمات صحية على خلفية تفشي فيروس كورونا، وتم الاتفاق على توزيع 47 طفلا فى المرحلة الأولى، على أن يتم دراسة الأمر، وبحث استلام دفعة آخري منهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتزايد فيه الانتقادات الألمانية للموقف التركى المتخاذل فى تصدير أزمة اللاجئين إلى أوروبا، وخاصة فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به دول العالم، وليس القارة الأوروبية فقط.
وقال الدكتور أندرياس هوبكه محلل السياسات الاستراتيجية لـ"بوابة الحركات الإسلامية" أن الدول الأوروبية لن تترك الخطوة التركية تم دون عقاب أو مساءلة، ولكن أوروبا حاليا تهتم بملف كورونا، وهناك اجتماع قادم لممثلى دول الاتحاد الأوروبي فى يونيو المقبل للنظر فى مستجدات انتشار كورونا، وزيادة المخصصات الأوروبية للجانب الصحي والصناعات الصحية والدوائية، ومعالجة اوجه القصور الذى شاب العلاقات الأوروبية خلال الفترة الماضية، كما سيتم النظر فى ملف اللاجئين العالقين على الحدود اليونانية.
أوضح هوبكه أن المزايدة التركية سيتم مواجهتها بحزم، خاصة وأن هناك اتفاق مكتوب بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، وفى حالة عدول أنقرة عن اتفاقها، عليها إعادة الأموال التى حصلت عليها، فلن تسمح أوروبا بأن تحصل تركيا على أموال دون وجه حق او أى محاولة لابتزاز أوروبا للحصول على المزيد من الأموال، وان كل هذه الأمور يجري دراستها بعناية، حتى يتم اتخاذ موقف واضح من المفوضية الأوروبية، حتى ولو وصل الأمر إلى فرض عقوبات على أنقرة خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه قال وزير الداخلية الألمانى هورست سيهوفر إنه سيتم بالتنسيق مع الولايات الفدرالية توزيع ال 47 الدفعة الأولى من قبل القادمين من اليونان، وتم الاتفاق على توزيع الأطفال على النحو التالى، 4 لولاية بادن فورتمبيرج ، 2 لولاية بافاريا، 6 لولاية هيس، 2 لولاية شمال الراين – وستفاليا، 2 لولاية شليسفيج هولشتاين، 2 لوللاية ساكسونيا – انهالت، 13 لولاية ساكسونيا السفلى ، 8 لولاية برلين و 8 في هامبورج
وحسب الخطة الموضوعة ستقوم الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية بدعم الأطفال والمراهقين والقادمين دون عائل، حيث وصلوا ألمانيا فى 18 ابريل الجاري، وخضعوا لققواعد الحجر الصحي، والمنتظر أن ينتهى الجمعة القادمة، وبالتالى ستكون عملية إرسالهم على الولايات حسب الخطة الموضوعة أمرا سهلا.
كانت الدفعة الأولى من هؤلاء الأطفال وصلوا إلى مطار هانوفر، وتم توفير أماكن لهم فى ولاية سكسونيا السفلى حسب القواعد المتبعة فى هذا الشأن، والاهتمام بالرعاية الصحية والنفسية لهم، مع توفير حاجتهم الأساسية من الغذاء والملابس بل والرفاهية مرعاة لشعورهم النفسية خلال الفترة الماضية.
جاءت هذه الخطوة بالرغم من الخطوات الاحترازية التى تقدم عليها الحكومة الألمانية ، حيث قررت العاصمة الألمانية برلين فرض ارتداء الكمامات خلال عملية التسوق فى المحلات التجارية ، ولحقت بالولايات الـ15 الأخرى التى اتخذت قراراً مماثلاً الأسبوع الماضي، وبذلك تصبح كل الولايات الألمانية الـ 16 تفرض ارتداء الكمامات الصحية في المحلات التجارية.
كانت ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا أول ولاية بالبلاد تفرض ارتداء الكمامة، أما آخر ولاية فرضت ارتداء الكمامة الواقية فكانت بريمن، فى ضوء وجود أبحاث علمية تشير إلى أن ارتداء الكمامة الواقية تقلل من مخاطر العدوى بفيروس كورونا، وهو ما تطبقه السلطات الألمانية عىل اللاجئين داخل أماكن استقبال اللاجئين أو مقار اقامتهم.
وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن "هيئة الإحصاء الأوروبية- يورو ستات" تأتى ألمانيا في مقدمة دول الاتحاد الأوروبي التي منحت اللجوء في العام الماضي، بعد أن استقبلت ألمانيا 116200 لاجئ، أي 39% من اللاجئين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي في هذه الفترة، بينما استقبلت فرنسا 42100 لاجئ وفي إسبانيا بلغ عدد اللاجئين 38500 في عام 2019، وحصل 31.000 شخصا على لجوء في إيطاليا.
فى حين انخفضت أعداد اللاجئين في أوروبا في عام 2019. لكن ألمانيا ما تزال في مقدمة دول الاتحاد الأوروبي التي تستقبل اللاجئين وتقدم الحماية لهم، حسب الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها “
ورغم استمرار قدوم اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، لكن عدد الأشخاص الذين حصلوا على لجوء في أوروبا في العام الماضي 2019 كان أقل من عام 2018، بينما استقبلت دول الاتحاد الأوروبي 295.800 لاجئ، مقابل 316200 لاجئ تم استقبالهم في أوروبا في عام 2018. وهو ما يعادل انخفاض بنسبة 6 بالمئة.
اللاجئون تم استقبالهم في 27 دولة في الاتحاد الأوروبي. وحصل اللاجئون على صفة الحماية الكاملة أو حماية ثانوية أو حماية إنسانية، فضلا عن إحضار 21.200 شخص ممن هم بحاجة إلى حماية في أوروبا ضمن برامج إعادة التوطين في العام الماضي 2019.
السوريون، وعددهم 78.600 لاجئ، في مقدمة الأشخاص الذين حصلوا على لجوء في أوروبا. يليهم الأفغان 40 ألف لاجئ وبعدها الفنزويليون 37.500 شخص حصل على طلب لجوء. علما أنه في عام 2018 كان عدد الفنزويليين الذين حصلوا على لجوء في أوروبا أقل من 1000 شخص.
وحتى الآن تم تعطيل الكثير من الخدمات المقدمة إلى اللاجئين بسبب كورونا، وتم الاكتفاء بتقديم الخدامت اللازمة، مع وقف كل الخطوات المتعلقة بلم الشمل، بينما تقوم الهيئات التطوعية والخدمية الكنسية بمساعدة الحكومة فى تقديم الحاجات الساسية إلى اللاجئين، فى ضوء تقليص عدد الموظفين بمكاتب شئون الأجانب ومنظمات الأمم المتحدة للاجئين بسبب كورونا.