رسالة المعارضة الصومالية تكشف المستور بين رجل قطر وحركة الشباب الإرهابية
الأربعاء 29/أبريل/2020 - 11:56 م
طباعة
علي رجب
كشفت رسالة وجهتها المعارضة الصومالية إلى الرئيس محمد عبد الله فرماجو، عن قلق الشعب الصومالي من تعاون رجل قطر ورماسل الجزيرة السابق فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي بحركة الشباب الصومالية، وتهديد الاستقرار الهش في البلاد، في ظل الحرب التي يشنها "ياسين" ضد الصحفيين في مقديشو.
أعرب منتدى الأحزاب الوطنية المعارض في رسالة بعثها في 19 أبريل 2020، إلى الرئيس الصومالي فرماجو ورئيس مجلس الشعب الصومالي محمد مرسل شيخ عبد الرحمن ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله ورئيس الوزراء حسن علي خيري عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.
منتدى الأحزاب الوطنية المعارض رأى أنه لا يمكن الاستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي يشكلها ذلك على الأمن القومي، ونظرا إلى الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد بما فيها اغتيال عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر السابق المهندس عبد الرحمن عمر عثمان “يريسو” والمسئولين الآخرين وإلى سلوك قيادة الوكالة،
وطالب المنتدى – لتعزيز ثقة الشعب بوكالة الاستخبارات والأمن القومي وإزالة قلقه وقلق أنصار الحكومة ومنتدى الأحزاب الوطنية – بإجراء تحقيق عاجل ومستقل في حادث الهجوم على مقر بلدية مقديشو الذي أودى بحياة المحافظ وعمدة العاصمة السابق وغيره من المسئولين.
كما طالب أيضا بالتحقيق فيما يتم تناوله في مواقع التواصل الاجتماعي من الاتصالات بين قيادة وكالة الاستخبارات وحركة الشباب وتقديم نتائج ذلك إلى الشعب الصومالي.
ودعا المنتدى إلى منع استخدام المواقع الرسمية لوكالة الاستخبارات في أغراض خاصة لتضليل الشعب الصومالي وتضخيم عناصر من حركة الشباب لتحقيق مصالح خاصة، كما دعا إلى إبعاد السياسيين الذين لهم أهداف خاصة من قيادة الوكالة وإسناد قيادتها إلى الخبراء في مجالي الأمن والاستخبارات.
وأعرب المنتدى عن أسفه من إقصاء الخبراء الأمنيين والاستخباراتيين من الوكالة وتسليم قيادتها إلى شخصيات لها أهداف سياسية الأمر الذي أدى إلى انحراف الوكالة عن عملها، مؤكدا أن رد الحكومة الصومالية على الاتهامات التي وجهتها كينيا إلى وكالة الاستخبارات الصومالية بالتعاون مع حركة الشباب لم تكن كافية ومقنعة للشعب الصومالي وداعميه من المجتمع الدولي.
وأعلن مجلس الوزراء الصومالي، الخميس 22 أغسطس 2019، في جلسته الأسبوعية التي عقدها في العاصمة مقديشو، عن تعيين قادة جدد للجيش، والشرطة، والمخابرات، ومصلحة السجون. وعين المجلس فهد ياسين مديرًا لوكالة الاستخبارات والأمن القومي، بعد أن شغل منصب نائب المدير منذ عام.
وكان كثير من الجنود والضباط العاملين في الوكالة تم تسريحهم عن العمل أو ضمهم إلى الشرطة الصومالية، فقد تناولت وسائل الإعلام الصومالية يوم أمس الثلاثاء تجريد المدير السابق لمخابرات محافظة بنادر إبراهيم معلم عبد الله من عضويته في الوكالة ومن رتبته بعد إقالته من منصبه في فبراير الماضي، وتعرض قبله لمثل ذلك نائب رئيس الوكالة السابق عبد الله عبد الله.
ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.
وذكرت تقارير صحافية صومالية، إن فهد ياسين تحوّل إلى حافظ ملفات الحكومة الصومالية وأسرارها من خلال عمله داخل القصر الرئاسي، حيث كان يسافر ويجتمع مع مسؤولين قطريين بلا أي إعلان من الحكومة.
وأشارت إلى أنه حصل على أموال قطرية طائلة، وحوّلها إلى قنصل الصومال في نيروبي سياد شري، ليحوّل هذا الأخير المبالغ إلى الرئيس وعدد من النواب في البرلمان كرشى بهدف إطاحة رئيس الوزراء.
وقد أشار السيناتور محمد أمين شيخ عثمان في منشور عبر حسابه في فيسبوك إلى استهداف بعض الصوماليين العاملين في وكالة الاستخبارات والأمن القومي منذ تولي فهد ياسين رئاستها دون تحديد من هم المستهدفون.
وذكر عضو مجلس الشيوخ الصومالي أن هناك أهدافا خاصة فيما يتعلق بتسريح العاملين في الوكالة بطريقة غير قانونية وتدوين عملاء جدد من بعض الصوماليين وإقصاء آخرين الأمر الذي ينذر بعقبات كبيرة في المستقبل، محذرا من سوء استغلال السلطة وتهديد وعزل الضباط الذين لم يتواكبوا مع المخططات الهدامة لقادتهم، مشيرا إلى أن قيادة البلاد وقادة القوات المسلحة ومسئولي الوكالة سيتحملون العواقب الوخيمة لذلك.
كذلك ذكرت تقارير صحفية أن ياسين أصبح همزة الوصل بين قطر والجماعات المسلحة الإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، بل بات هو عين النظام القطري على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال.
كما تستضيف قطر، الرجل الثاني في حركة شباب المجاهدين، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب، والذي هناك ثمة تشابهات بينه وبين فهد ياسين، في إطار التعاون فيما بينهما، وأخذ معلومات منه عن الأوضاع الأمنية في الصومال.
وكشفت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية، عن الأدوار التي يلعبها فهد ياسين وقالت إن "المسؤول الصومالي المرتبط بالتنظيمات الإرهابية عقد اجتماعاً سرياً في اغسطس 2019 في تركيا، شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية".
وأفادت أن الاجتماع كان بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال تتبع فرع جماعة الإخوان الإرهابية، وتمضي على درب ميليشيا حزب الله وحركة حماس الفلسطينية.
وأوضحت أن أجهزة استخبارات غربية كشفت عن هذا الاجتماع وأبلغت دبلوماسيين غربيين بتفاصيل الاجتماع، الذي جرى خلاله أيضاً تكليف فهد ياسين بالعمل على زعزعة الاستقرار السياسي للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، التي تتخذ موقفاً مناوئاً للنظام القطري ولسياساته المُزعزعة للاستقرار والراعية للإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط.